فن الكاريكاتير وحرية الابداع

فن الكاريكاتير وحرية الابداع

كتب / فرج احمد فرج
نظمت اللجنة الثقافية والفنية وصالون السبت الثقافى ندوة بعنوان فن الكريكاتير وحرية الابداع حاضر فيها فنان الكريكاتير الكبير شريف عليش والفنان الكبير نبيل صادق ، الذين اثروا الصحافة المصرية والعربية بالفن الراقي الساخر الضاحك الباكي الراصد للمجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والانسان في فرحه وحزنه ومناسباته وذلك فى تمام الساعة الواحدة ظهر اليوم السبت الموافق 5 اغسطس الجارى بنقابة الصحفيين المصرية ، وادارها الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمود الشيخ مدير الصالون.
بدء الفنان شريف عليش رصد الحركة الفنية .. لفن الكريكاتير منذ بذوغه في مصر وحتي الان وبحاسته الفنية الاكاديمية اكد ان
لكل انسان طريقة في التعبير عادتا يستخدم في طريقتة الخاصة الشئ الذي منحه الله له وميزه به عن الاخرين فمثلا هناك اشخاص يستطيعون ان يقوموا بالرسم وياخذونها طريقة للتعبير عن شعورهم الداخلي وهناك اشخاص يستخدمون فنون اخرى من بينها فن الكاريكاتير … والتي لها مكانة وسط الفنون الاخري
و لها جمهور كبير وانتشرت انتشار واسع ،و هو احدى فنون الرسم ولكن هو فن ساخر يعتمد على رسم الشخص لصورة مع المبالغة في تغير وتحوير ملامحها وتحويلها الى رسمة ساخرة وتكون هدفها الاول السخرية واحيانا يكون بهدف النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني … والجدير بالذكر ان فن الكاريكاتير يتسم بقدرتة الفائقة على النقد اكثر من استخدام الكلمات في النقد او كتابة مقالات او تقارير باكملها .
ماهو الكاريكاتير :
كلمةالكاريكاتير تعود اصولها الى اللغة الايطالية حيث ان كلمة كاريكاتير هي في الاصل كلمة مشتقة من كلمة ” كاريكير Caricare ” وهي في الاصل كلمة ايطالية تعني ” يبالغ، أو يحمَل مالا يطيق ”
وبدء في رصد مجموعة الرواد لهذا الفن الذي تكمن فيه السخرية والنقد الملتزم ،
ونكتشف مع كبار الرسامين أن السخرية جينات مصرية، فنحن بداية من خلق الضحكة، حتى وإن لم نكن نحمل شهادة بذلك من معابد ومقابر وأثار المصريين القدماء، والشعب الذى بنى حضارة بهذه الدقة، لم يكن له أن يحققها إلا بالصبر والضحك
ضحكة المصريين ثائرة ناقدة صادقة صابرة، نحن أمام تنوع ضحكات المصريين هو انعكاس صادق لتنوع وثراء المجتمع المصرى، وهو الدرس الأهم، ستجد على صفحات الصحف ضحكة فيلسوفة ناضجة لفنانين أساتذة كبار فى فن الكاريكاتير يرسمون البهجة، ويثيرون الخيال ويشرحون بدقة، منهم من غادرنا وترك لنا التفكير فى الرسمة ومنهم من لا يزال يمتعنا رافعا راية من سبقوه، وتعيشى يا ضحكة مصر.
والاثار المصرية القديمة عبر البرديات واللوحات المحفوظة في المتاحف في مصر والخارج تقول ان فن الكاريكاتير في مصر فنًا مرنًا، يمكن أن يتقبل جميع الآراء، فلم تظهر نصوص بجانب الرسومات توضح ماذا كان يقصد الفنان من هذا المنظر بالتحديد، فكان تحليل المنظر يترك لخيال المشاهد.
ويحتفظ المتحف المصري في التحرير بواحدة من البرديات، التي عبرت عن فكرة الكاريكاتير، وتعود تلك البردية إلى عصر الدولة الحديثة، وتصور فأرًا يجلس على كرسيه، ممسكًا بكأس، ويقوم على خدمته مجموعة من القطط، فتظهر أمامه قط يسقيه وخلفه من يحمل له الطفل، وآخر يمسك بمروحة.
وفي بردية بمتحف تورين، التي تصور مجموعة من العازفين، لكن من الحيوانات “الأسد، التمساح، الحمار، القرد”، ولم تكن تلك أول مرة تظهر فيها الحيوانات العازفة، فيوجد عدد من المناظر الأخرى التي تحمل نفس المنظر مثل منظر لثعلب يعزف على مزمار وترقص ماعز صغيرة على تلك الأنغام، ومنظر آخر يصور قردين يعزفان على آلة الهارب.
ومن أشهر البرديات التى صورت مناظر الكاريكاتير، بردية المتحف البريطانى، بها مناظر الحياة اليومية الموجودة على مقابر طيبة، مع تصوير الحيوانات يمارسون أنشطة البشر.
وغيرها من الأوضاع المقلوبة، ربما إشارة إلى حالة سوء الأوضاع فى الحياة السياسية، والاجتماعية فى هذه العصوروفى النهاية نقول : إننا لا نستطيع أن نحدد بدقة الهدف من هذه الرسوم، لعدم وجود نصوص مصاحبة لها، وكل محاولات تفسيرها تعتبر اجتهادات، وترجيحات لا يمكن تأكيدها، سواء تعبر عن نقد سياسى أو تصوير لأحداث قصص، وحكايات.
وعموماً تشهد هذه الرسوم على عبقرية الفنان المصرى، الذى استطاع أن يطوع حركات الحيوانات كى تماثل، وتحاكى أوضاع البشر، دون الإخلال بالتفاصيل التشريحية لهذه الحيوانا
واضاف الفنان نبيل صادق المراحل التي مر بها الكاريكاتير معبرا عن الاحوال ابان ثورة 1919 وانفتاح جرائد الاحزاب واستخدم هذا الفن في تعقب احوال المجتمع ومرورا باحداث ثورة يوليو وتتبع انجازتها القومية والحملات التوعوية للشعب فبز ثنائيات الفنانين مثل صلاح جاهين وغناء عبد الحليم في اغاني وطنية وعمق فكرة هذه الثناءيات التي كان اخرها الاستاذ احمد رجب والفنان مصطفي حسين وكيف كان رؤساء تحرير الصحف يعقدون الاجتماعات قبل الاعداد الهامة والقومية والاسبوعية كي يضعوا فناني الكاريكاتير مع توجهات المرحلة – هذا الفن العريق يتمو ويذدهر في مناخ يسوده الحريه ويحد المساحة الكافية كي ينطلق برحابة في رصد المجتمع .
وعدد بعض اسماء الفنانين علي سبيل المثال لا الحصر ومنهم الفنان رخا صاروخان وطوغان وصلاح جاهين ومصطفي حسين وعمرو سليم ودعاء العدل ومن الرواد أحمد حجازى، بهجت عثمان، محىى الدين اللباد، محمد حاكم، مصطفى حسين،ممن رحلوا، ومن المعاصرين اخترنا جمعة فرحات وسمير عبد الغنى ممن يواصلون بإخلاص رحلة الرسامين العظام الذين قدموا مصر بكل عمق وبساطة، وحولوا أكثر الموضوعات تعقيدا إلى لوحات تنطق بالسخرية .
السؤال هل الذكاء الاصطناعي سيؤثر علي فن الكريكاتير ؟
تمكن فريق من المطورين المختصين فى مجال الذكاء الاصطناعى فى شركة مايكروسوفت وبالتعاون مع جامعة سيتى الصينية رسم ابتكار ذكاء اصطناعى يمكنه تحويل الصور العادية إلى رسوم كاريكاتيرية متقنة يمكن أن تستخدم لعمل فيديوهات أو لوحات فنية.
واعتمد المطورون على تدريب الذكاء اصطناعى على أنظمة مختلفة من البرمجة لإنتاج نسخة واقعية من الصور، والتى تبدو فيها عظام الوجنتين مرتفعة، وتبرز فيها عظام الفك، تماما كما يفعل رسامو الكاريكاتير.
أن طرح الذكاء الصناعي كبديل للفنان مسألة صعبة جدا لأن الفن عموما يحتاج إلى الابتكار والحركة لذلك وجود العنصر البشري مهم جدا ولا يمكن تعويضه.
أن الإضافات واللمسات التي يحدثها الرسام في لوحاته لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تعويضها لأنه عندما يتدخل لا يحدث أي إضافة وينقل الرسم كما هو دون أي تغيير على عكس الفنان الذي يضيف ويطور ليجعل لوحاته تحاكي الواقع.
وخرجت الندوة بتوصيتن من السادة الحضور فناني الكاريكاتير والصحفين والفنانين والكتاب .. الاولي انشاء رابطة لفناني الكاريكتير المصرين ..ولاقي اقتراح انشاء بوبة اليكترونية عبر وسائل الاتصال الاستحسان من الجميع تعرض فيها اعمال الخالدين والرواد الحالين والمعاصرين وفرصة للمبدعين الشباب واكتشاف المواهب الجديدة الحقيقية .
فرج احمد فرج
باحث انثربولوجيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *