فيها حاجة حلوة “

بقلم : دكتورة أيه زيدان

 

فيها حاجة حلوة “خالد راشد وإسلام موسي خضر ” الرجوله لاتحتاج إلي برهان لكن الانسانية تحتاج لأن نبرهن عليها في كل لحظة .. “خالد وإسلام” رجلان مصريان يعملان بمؤسسة كبيرة بالدولة ولـكن .. نبدأ بخالد راشد فهو بجانب عمله يهوي العمل الصحفي ومعروف لدي بعض القراء وله سلسلة كتابات والعديد من المقالات الهامة لمناقشة أهم القضايا في الدولة وتسليط الضوء عليها . انا حاليا مش بتكلم عن الكاتب الصحفي خالد راشد ولكن بتكلم عن خـالــد الإنـسـان … فهو إنسان بكل ماتحملة الكلمة من معني .

وأنا نيابة عن الحاجة بدور الست المسكينة اللي بنتها طردتها وألقت بها بين أكوام القمامة بشكرة علي مساعدته ومساندته لها ومنقدرش ننكر الدور الكبير الذي قام به “

إسلام موسي خضر ” حتي لو كان غير مرئي من وراء الكاميرا فـ هو إنسان شجاع لا يخاف في الحق لومة لائم وله فلسفته الخاصة وصاحب وجهة نظر في المجتمع … إسلام أول واحد شرب واكل الحاجة بدور ولم ينظر إلي شكلها أو رائحتها ولم يبالي إلي الذباب المغطي جسدها كاملا ( ولا قال في نفسه ابعد عنها أحسن يجيلي عدوي أو تكون مصابة بأي نوع من الڤيروسات) إسلام جلس بجوار الرصيف الملئ بالقاذورات وفضلات القطط ولم ينظر ولا يهتم سوي بحالة الحاجة بدور وفي موقف ممكن البعض يراه غريب ولكن في نظري له تفسير أخر

. الحاجة بدور والاستاذ خالد راشد بيعمل معاها ريبورتاچ واسلام موسي واقف وراء الكاميرا بيصورها طلبت من خالد أثناء حديثه معها “”سيجارة”” قالتله بصوت بسيط وبنبرة ضعيفه نابعة من جسد هزيل ( ممعاكش سيجارة) خالد إتخض ‼️بيقول في نفسه هي الست ديه بتقول إيه حاول ان يستجمع ثباته النفسي وأن لا يبالي لـ طلبها الغريب !!

من وجهة نظرة وأكمل حوارة الصحفي معها عادي جدا وإذ يُفاجأ بتكرار طلبها مرة اخري (( عايزة سيجارة)) هنا خالد إرتبك لجزء من الثانية ورفع عينيه لصديقه “” إسلام موسي من وراء الكاميرا “”

إسلام هز له دماغه يقصد معبرا أن أكمل معها الحديث وجاريها . ولكن إسلام لم يفعل ذلك إسلام صعبت عليه الحاجة بدور وقال جملة ممكن البعض يقف عندها كثيراً ويعتبرها حاجة اغرب وهي ?? ((الميت أو اللي بيتعدم بيسألوة نفسك في إيه قبل ماتموت )) وكما ذكرت في اول المقال ان اسلام موسي له فلسفته الخاصة ولذلك ذهب إلي الحاجة بدور

وهي مُلقاه علي الرصيف بين القمامة والقطط والشمس الحارقه وشربها السيجارة أيوا شربها السيجارة اللي نفسها فيها ممكن كل الناس تبص للموضوع من برة إيه ده هو إزاي يعمل كدة ده بيضر صحتها !!؟ صحة مين اللي تنضر؟ الست طريحة الرصيف مش الفراش جسدها ملئ بالقرح حالتها الصحيه قد تكون بتعاني فيها من مشاكل كتير لكن مش سيجارة إسلام اللي هتموتها او تضرها إنظروا للموضوع من زاوية أخري .. إسلام حب يحقق لها حاجة نفسها فيها حب يفرحها بالسيجارة ! أنا مش شايفه موقف إسلام غريب بالمرة بالعكس انا شيفاه موقف إنساني بحت ..

لأم مسكينة نفسيا قبل جسديا متدمرة بعد طردها من منزلها وسرقة ذهبها وأموالها ورميها في الشارع ومن من ؟ من بنتها !!! هي تتمتع بـــ إدراك كامل لما يحدث ويدور من حولها وأكبر دليل هو السيجارة ..

بعض المدخنين في العالم يعتقدون ان التدخين تنفيس عن مايضيق بهم في صدورهم بغض النظر عن إنه عادة حسنة او سيئة هذا ليس محور نقاشنا كما أن وجود نماذج مرموقة المكانة أيضاً يدخنون وربما تكون هذه الست مرموقة المكانة في يوماً من الايام وطلبت السيجارة لتُنفس عن مابداخلها الله أعلم بحالها وحياتها من قبل ولكن موقف إسلام محترم جدا أولا مقالش ديه ست مش محترمة دية قليلة الادب إزاي تطلب طلب زي ده !!

دية متستحقش المساعدة يلا نمشي ونسيبها . بالعكس هو نظر لها نظرة أعمق وحس بيها اوي شابوووووة إسلام ?? وكاتبنا الكبير خالد راشد إللي ليه فضل كبير بعد ربنا سبحانة وتعالي في تغيييير حياة الست ديه بالكامل خالد أول ماشاف الست ديةمرمية

وبتتوجع وبتموت حرفيا من الالم وقف صورها وأدار معها حديث كامل وأرسلة لنا وطلب منا إستغاثة لبعض المسؤلين لإنقاذ الحاجة بدور وبعد الاستجابة السريعه للمسؤلين ولبعض دور الرعاية في المجتمع وعلي رأسهم دار بسمة للإيواء خالد نزل بنفسه تاني يوم من تصوير الحاله وصمم انه يطمئن عليها ويسلمها للدار بنفسه علي الرغم من علمة بأن فريق إيواء بيتحرك من الشرقيه والحالة مكانها في الجيزة في المنيل تحديدا وهينتظر وقت طويييل في الشارع . لكن الجانب الانساني عنده كان اقوي من اي انتظار ذهب للحاجة

بدور وظل إلي جوارها وإنتظر وقتاً طويلا جدا لم ينزعج من الانتظار كان شغله الشاغل إنقاذ الحاجة بدور والإطمئنان عليها وتسليمها إلي دار إيواء . كل الشكر من أسرة الجريدة للأستاذ خالد راشد وإسلام موسي وأنتم خير مثال مشرف ونماذج محترمة نتمني من الجميع أن يقتدي بكم . وأقول للجميع الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير لايستطيع بعض الاشخاص تصور القيام بعمل فيه منفعه للأخرين

دون أن يحصلوا علي مقابل ويريدون المقابل الان و لايدركون أن العمل يقدر قيمته الله ويجزيهم عليه في الدنيا قبل الاخرة بطرق لايتوقعونها فينعكس هذا عليهم حباً وقرباّ من الناس وبركة وتيسيراً للأعمال وسعه في الحال والرزق لان السعي في مصلحة الاخرين دون وضع شروط للحصول علي مقابل يُعد بوابة كبري من بوابات الرزق في الحياه وخدمة الاخرين هي بوابة أكبر للنمو الروحي إذاً مثل هذه الاعمال لايقوم بها إلا أصحاب الارواح العظيمة

مثل خالد واسلام رغم مناصبهم الهامة متكبروش علي حد وقفوا وساعدوا وعندهم الاستعداد الكامل لعمل الخير مرة اخري أنا بشكركم من كل قلبي شكراً جزيلا ?❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *