قانون التوازن المصري الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا..

 

قانون التوازن المصري الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا..

كتب / ياسر صحصاح

نشرت مؤخرا عدة تقارير عن خطة مصر لتسليح الجيش المصري منها : موقع ديفينس نيوز الاسرائيلي التحليلات العسكرية ، موقع شركة لوكهيد مارتل الألمانية ، موقع معهد امريكان انتربرايز .. حيث أوضحت التقارير ان الرئيس الامريكي / جوبايدن غاضب على الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي، وذلك بسبب تنويعه لمصادر التسليح وصفقات السلاح الحديثة المتنوعة وبخاصة من روسيا والصين. حيث أصبحت نسبة توريد صفقات السلاح الامريكي للجيش المصري 14% بعد أن كانت 47% . ووفق بيانات موقع معهد استكهوام الدولي- المتخصص في أبحاث السلام وصفقات التسليح -أن مصر أتمت صفقة السوخوى 35 وصفقة اس 300 وفق خطة منذ عام 2013 لتنويع مصادر السلاح ونقل تكنولوجيا التسليح إلى مصر ، مما عمل على اضعاف النفوذ الأمريكي بالمنطقة والاخلال بالتوازنات العالمية بين الاتحاد الأوروبي والولايات الأمريكية من جهة وبين الصين وروسيا من جهة أخرى..
وحسب ما قاله برادلي بومان-مدير مركز القوى السياسية والعسكرية الأمريكية- أن المستفيد الأساسي من تقليل التسليح الأمريكي لمصر هو روسيا وفرنسا، ففي عام 2015 قامت مصر بشراء 50 طائرة ( ميج29 ) من روسيا، و24 من الرافال الفرنسية، وفي 2018 بدات مصر في الحصول على 24:31 من طائرات السوخوي 35 وهذه الطائرات صاحبة السيادة الجوية، الأمر الذي أزعج الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى صفقة السوخوى35 من روسيا خطيرة بدرجة كبيرة جدا، ولوحت بعدها بفرض عقوبات اقتصادية بشأنها على مصر، الا أن النظام المصري لم يكترث لذلك ، حيث حصلت مصر بعدها على مروحيتين هجوميتين من فرنسا إضافة إلى 52 مروحية من طراز ( كا52 ) الروسية. الأمر الذي أحدث قلقا لدى امريكا التي تحاول ضمان التفوق النوعي الإسرائيلي بالمنطقة.
ويضيف بومان أن السياسة الأمريكية لتقليص تسليح الجيش المصري للضغط عليه في عدد من القضايا لم تؤت ثمارها، حيث نجحت مصر في تنويع مصادر التسليح المصري ، وحفزها ذلك على نقل تكنولوجيا التسليح إليها.
من ناحيته أشار لازار بيرمان – مدير أبحاث السياسة الخارجية والدفاعية بمعهد اميركان انتربرايز- في بحثه عن تحركات الادارة المصرية تحت عنوان : قانون التوازن المصري الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا قائلا: أن الرئيس / عبد الفتاح السيسي قد صنع قانونا جديدا للتعامل مع الجانب الأمريكي والجانب الروسي، بعد أن كانت امريكا هي التي تضع مثل هذه القوانين، حيث بدا التقارب المصري الروسي يتزايد عقب تصريحات الرئيس الامريكي -وقتها -بشأن ثورة المصريين في يناير وفي يونيو ، مما استدعي توتر العلاقات المصرية الأمريكية على اثرها. ويضيف الباحث أن الإدارة الأمريكية حاولت إقناع دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج بتأييد حكم الإخوان المسلمين ، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع.. وقد ارتبط تسليح الجيش المصري بالتوافق الروسي في القضايا الاتفاقية بينهما ، مثل ملفات : ليبيا ، سوريا، إسرائيل ، وغيرها. كما أوضح الباحث أن الإدارة الأمريكية لم تفز بأي ملف من ملفات قضايا المنطقة أمام مصر من بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، لان المصالح الأمريكية لم تعد تشغل الإدارة المصرية بالقدر الكافي. وأشار الباحث إلى تصريحات الجنرال الأمريكي/ مارتن ديمبسي – رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة- وتصريحات رودوس -مستشار الأمن القومي الأمريكي – ان فقدان الاعتراف بشرعية الرئيس المصري / عبد الفتاح السيسي يعني فقدان النفوذ الأمريكى بالمنطقة بالكامل إضافة إلى دول عديدة مجاورة ،مما يحدث حالة من فراغ النفوذ السياسي بالمنطقة ، مما يساعد على صعود النفوذ من روسيا والصين اللتان مستعدتان لدعم مصر بلا حدود في اي وقت ، إضافة إلى الدعم اللامحدود من الامارات العربية والمملكة السعودية، الأمر الذي اجبر الجانب الأمريكي على التخلي عن الإخوان ودعم رئيس مصر الرئيس / عبد الفتاح السيسي.وقد تمم السيسي وعوده ونوع مصادر سلاحه واستعاض بصفقات أخرى بديلة عن الصفقات الأمريكية ومنها المفاعل النووي المصري . وأوضح الباحث أن المسئولين الأمنيين المصريين في 2014 تعمدوا إذلال جون كيري-وزير الخارجية الأمريكية- حينما قاموا بتمرير ماسح ضوئي عليه أثناء تفتيشه أمام الكاميرات، هذا المشهد الذي أثار جدلا كبيرا وقتها.
ختم الباحث بقوله : أن مصر منذ 2013وحتى الان تسعى لتصبح قوة إقليمية كبيرة مستقلة قادرة على ان تحافظ على مصالحها، مع عمل توازنات تتناسب مع المصالح المصرية وتحترمها.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *