بقلـــم الأديب المصـــرى
د. طــارق رضـــوان جمعــه
«اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم»
تُرى هل هناك وجود لعالم الأرقام فى القرأن؟ وهل دراسته مفيدة أم أنها تُلهينا عن دراسة القرأن ذاته؟! بالطبع هناك من يعتقد ذلك ويهاجم علم دراسة الأرقام والإحصاء القرأنى. ولكنى أجد أن حجتهم واهيه، فدراسة علم الأرقام بالقرأن الكريم يؤيد أن الخالق واحد أحد منزه عن كل ما هو ردىء مذموم، منزه عن الولد ولا يحتاج إليه، كم أنه لا يحتاج إلى شريك يساعده فى تدبير شئون مملكته.
فى دراسة علم الإحصاء والتى تختلف عن الأرقام كل النفع: إذ أن الأعداد هى ذكر رقم عام ،بينما الإحصاء هى عملية تدقيق جذرية لكل معلومة.
فى سورة الإخلاص “قل هـــو الله أحد”: لابد أن تعلم أن لفظ “أحد”يختلف عن واحد فواحد تعنى ان بعده أثنان وثلاث إلى ما لا نهاية.ولكن “أحد” تعنى أن الله عز وجل فرد صمد ليس هناك غيره خالق مبدع مؤتمن يدبر الأمر لجميع مخلوقاته فى الأرضين السبع وفى السموات بطبقاتها السبعه.
وللقرأن عجائب وإندهشات كثيرة فمنها أول كلمة نزلت فى القرأن وهى “اقـــرأ”، هى كلمة من أربعةحروف . مجموع ترتيبها الهجائى هو( 33). لأن حرف (أ)= 1، حرف (ق)=21، حرف (ر)= 10، وحرف (أ)= 1.
وإذا نظرنا إلى مجموع الترتيب الهجائى للفظ “القــرأن” تجده يساوى 81. فحين نجمع “اقرأ القرأن” :33+81= 114 وهو عدد سور القرأن .
تجربة أخرى مجموع الترتيب الهجائى لاسم “الله” هو 73. وجموع تكرار اسم”الله” ضمن الحروف المقطعه فى افتتاحية السور هو 41. فمجموعهما 73+41= 114 أيضا.ً
وفى بداية سورة”ق”: تجد أن حرف “ق” لم يردضمن الحروف المقطعه إلا فى بداية هاتيت السورتين “ق، الشورى”. وتكرر حرف “ق” فى سورة الشورى 57 مرة، كما تكرر 57 مرة فى سورة “ق”. ومجموعهما هو 114.
مجموع الترتيب الهجائى لحروف لفظ “قرأنط هو 57 .فاذا نظرنا إلى الكلمة رقم 57 من بداية سورة الشورى “قـــرأناً” ، وإذا نظرنا إلى أخر ثلاث ايات من سورة الشورى أيضاً تجد كلمة “وحياً” وهى رقم 57 من نهاية السورة. بهذا نحصل على كلمتين من بداية سورة الشورى رقم 57 ومن نهاية السورة الكلمة رقم57 “قرأنا ، وحياً” ، مجموعهما 57+57= 114 (عدد سور القرأن)
بداية سورة الشورى تبدأ بخمسة حروف مقطعة. مجموع الترتيب الهجائى ل”حم، عسق” هو 81، وقدتكررت نفس هذه الحروف فى الحروف المقطعه 33 مره فمجموعهما مرة أخرى نحصلعلى عدد سور القرأن وهو 114.
وفى سورة “محمد” ترى المزيد من عجائب الخالق فى خلق هذا الكتاب الربانى السماوى:فالأية التى ورد فيها اسم الحبيب “محمد” تتكون من 81 حرفاً “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ” (محمد 2). والأية التى ورد بها لفظ “القرأن” “أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالهَا “( محمد 24) ، عدد حروفها 33. فمجموعهما بالطبع 114.
لاحظ الفرق بين الأيتين السابقتين هم 23 اية، وهو عدد أعوام نزول القرأن على النبى محمد صلوات ربى وسلامه عليه.مع العلم أن اسم محمد لم يرد سوى مرة واالأعجب من هذا كله أن العلماء حين درسوا حدة فقط فى سورة “محمد”، وكذلك لفظ القرأن لم يرد سوى مرة واحدة أيضاً.
الأعجب من ذلك أن العلماء حين درسوا هذه الأية “إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الصافات84) وقاموا باعطاء الحاسب الألى بيانات عبارة عن رقم السورة ورقم الية على برنامج اكسلExcel قام البرنامج بتحويل الأرقام إلى صورة مرسومة هى بالفعل عبارة عن قلب بشرى. فأى ربط إحصائى ورياضى هذا بالمعنى! لا تملك إلا أن تقول سبحان الله خالق هذا الكتاب المكنون الذى لو تغير منه حرف لفسدت كل إحصائياته وفسد الكون كله.
وفى هذه الأية “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ” (سورة البقرة 143)، تجد أنها بالفعل فى وسط سورة البقرة بالضبط فعدد الأحرف قبلها هو نفس عدد الأحرف بعدها.
لقد كتب الله كتابه المجيد ومعجزته الخالدة للبشر حتى قيام الساعة في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الكون والكائنات. إ ن الله سبحانه استخلف الإنسان على الأرض فلما تقادم عليه العهد نسي أن الله قد أخذ عليه العهد بقوله “ألست بربكم قالوا بلى” ومع مرور الزمن خرج الإنسان من النور إلى الظلمات بإيحاء من إبليس وعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر شيئا ٬ فأرسل الله سبحانه وتعالى الرسل بالذكر لتذكر الناس بعهدهم عند الله وتذكرهم بأنه هو الله الذي لا آله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار وكلما مات رسول وترك عهد الرسالة للناس نسوا الرسالة و أغار الشيطان على قلوب أتباع الرسالة فقاموا بتحريفها بالكتابة فيها أو الحذف منها بما يرضي أهوائهم وأهواء الشيطان ٬وفي كل مرة يحدث من الإنسان انحراف أو يضل عن طريق عبادة الله الواحد الأحد فيرسل الله سبحانه وتعالى الرسل رحمة منه للبشر لتصحيح المسيرة والعودة لرسالة الخالق العظيم في عبادته ووحدانية الله الواحد الغفار.
ثم قرر الحق سبحانه وتعالى حفظه للذكر كله القرآن بلغته الأصلية وبنسخته التي نزلت على الرسول (عليه الصلاة والسلام) والكتب السابقة أيضا أصبحت محفوظة بنزول الكتاب الخاتم الشامل الجامع فقد أصبح لها ميزان يوضح الحق من الباطل فحفظ الكتاب الخاتم يعتبر حفظا لكل الكتب السماوية السابقة والتي هي أيضا ذكرا لله تعالى.(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ), المائدة.
اترك تعليقاً