ندهات مقدسية بقلم سامي المصري

ندهات مقدسية

بقلم سامي المصري

لا احد يستطيع أن ينكر أن وطننا العربي الحزين يملك من الشعراء المتميزين والمبدعين القادرين على تقديم أعظم الأعمال الفنية المتميزة في فن الإلقاء الشعري ما يجعل العالم ينحني لهم احتراماً…. والعالم كله يعرف أن العرب هم أهل الشعر والكلمات الراقيه وهم من يملكون من القصائد المتنوعة والمتميزة في حب الاوطان….. أو حب الحبيب وغيرها الكثير من أنواع الشعر. الذي نفتخر به نحن العرب في الأمسيات الثقافة والندوات الفنية وأنا لا أنكر أن الشعراء في وطننا العربي كان لهم دورا بارز في تكوين شخصية المواطن العربي الذي يملك الكثير من المشاعر في حب الاوطان وحب الاهل والجيران والأصدقاء . وحب الحبيب… وأننا نستمتع كثيرا بالمشاركة أو بحضور الأمسيات التي تعبر عن ما يحمله القلب…… لكني ومنذ أيام شاهدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مسرحيه شعرية في الاردن الشقيق. تحت عنوان ندهات مقدسية… والحق اقول أن الكثير من الشعراء في تلك الأمسية قدموا لنا وجبة دسمة من القصائد الشعرية التي ألهبت مشاعرنا واثلجت صدورنا من عزب الكلمات في حب فلسطين…… لكن ما أحزنني أنه ومن فقرات تلك الأمسية مشهد تمثيلي لا يرتقي إلى درجة الكومبارس ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما يدور في تلك الأمسية او بالاداء التمثيلي حيث انني شعرت أن الممثلة التي تقوم بدور البطولة قد أصابها مس شيطاني ويحاول كل من حولها اخراج الجن من جسدها….. فكان السقوط المدوي لتلك الأمسية الشعرية والسبب هو ذلك المشهد الذي لا اجد له معنى من الاعراب….. أما الغريب في الأمر أن الكثير من الصحف خرجت لتعرب عن سعادتها بهذا العمل الذي وصفه البعض بأنه الأول على مستوى العالم وأن المسرحية الشعرية ندهات مقدسية هي المسرحية الشعرية الأولى في التجربة والأداء التمثيلي الذي يجمع بين الشعر والتمثيل في وقت واحد وأن العالم لم يشهدها مثل تلك الأعمال من قبل… وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهل من يكتبون الخبر أو مجاملة لم يصنعون العمل….. وهنا سوف يأتي السؤال…..
إذا كانت مسرحيه ندهات مقدسية هي التجربة الأولى على مستوى العالم في أداء الشعر التمثيلي…. فماذا نقول عن المسرحية الشعرية … مصرع كليوباترا… أو المسرحية الشعرية… قمبز… وقيس وليلي…. وخير كليز… وآمل المستقبل….. وغيرها الكثير من المسرحيات الشعرية التي يسجلها التاريخ أنها من أعظم الأعمال الفنية التي شهدها العالم وتحمل بين ضلوعها أعظم القصائد التي مازالت إلي يومنا هذا تملأ السهل والوادي. لماذا يحاول البعض تمص الحقائق الفنية الموثقة والتي يعرفها الجميع ويحاولون إقناع الناس بأنهم أصحاب تجربة فريدة من نوعها لم تتكرر من قبل.. لذلك أدعوا صناع هذه المسرحية إلي مراعاة الضمير في أي عمل يحاولون الوصول به على أنقاض أعمال خلدها التاريخ …. لكننا في النهاية يجب أن نعترف نحن العرب أن ندهات مقدسية لم تكن التجربة الأولى على مستوى العالم وأن تلك الأمسية جمعت بين الأداء الشعري المتميز بل الاكثر من رائع وبين مشهد تمثيلي فاشل بكل ما تحمل الكلمة من معاني الفشل وأن الصحافه أخطأت في تقدير ذلك المشهد المخذي الذي افتقدنا متعة الاستمتاع بالاداء الشعري المتميز بل الاكثر من رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *