نسائم الإيمان ومع التنين الحسن بن قحطبه الطائى

إعداد / محمــــد الدكـــرورى

قد أسس الدولة العباسية رجالٌ من سلالة العباس بن عبد المطلب أصغر أعمام الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين لاستبعادهم إياهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، واحتفاظ العرب بها، كذلك استمال العباسيون الشيعة للمساعدة على زعزعة كيان الدولة الأموية، نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من دمشق، إلى الكوفة، ثم الأنبار قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم، والتي ازدهرت طيلة ثلاث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها.

والتنين الحسن بن قحطبة الطائي، هو أحد القادة الشجعان المقدمين في بدء العصر العباسي، وكان أبو هو قحطبة بن شبيب الطائي وهو أحد قادة بني العباس في الاطاحة بالدولة الأموية، وقد ولد في نهاية القرن الأول الهجري، وقد صحب قحطبة بن شبيب أبا مسلم الخراساني، وناصره في إقامة الدعوة العباسية بخراسان، وكان أحد النقباء الاثنى عشر الذين اختارهم محمد بن علي ممن استجاب له في خراسان سنة مائه وثلاثه من الهجره، وبعد سقوط مدينة مرو في أيدي العباسيين، تولى قحطبة قيادة الجيش العباسي الذي طارد آخر حاكم أموي على خراسان، نصر بن سيار.

وقد استولى جيشه على نيسابور، حيث كان يحتمي ابن سيار، ثم هزم جيشاً أموياً مكون من عشرة الاف جندي في كركان في شهر أغسطس، ثم استولى على مدينة الري، وهناك عسكر في الشتاء، وفي شهر مارس هزم جيشاً أموياً أكبر وقد قيل خمسين ألف مقاتل، وكان بقيادة عامر بن جبارة بالقرب من إصفهان، ثم سقطت مدينة نهاوند بعد حصار قصير، ثم تحرك هذا الجيش العباسي بسرعة باتجاه العراق، بهدف الاستيلاء على مدينة الكوفة، فواجهه جيش أموي بقيادة أمير العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وقد تمكن قحطبة من شن هجوماً ليلياً مفاجئاً على معسكر الأمويين.

فأجبر يزيد وقواته على الفرار إلى مدينة واسط، وانتصر جند قحطبة، ولكن معن بن زائدة قتل قحطبة، وقد توفى قحطبة مقتولا سنة مائه واثنين وثلاثين من الهجره، وتولى ابنه الحسن بن قحطبة قيادة الجيش واستولى على الكوفة في اليوم الثانى من شهر سبتمبر، وكان ابناه الحسن وحميد من القادة العسكريين في مطلع الدولة العباسية.
وقد استخلفه الخليفه المنصور، فى عام مائه وسته وثلاثين من الهجره، على أرمينية، ثم استقدمه فى عام مائه وسبعه وثلاثين من الهجره، لمساعدة أبي مسلم الخراساني، على قتال عبد الله بن علي،

وكذلك وسيره فى عام مائه وأربعين من الهجره، مع عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام، في سبعين ألفا، إلى ملطية، فكان للحسن فيها أثر عظيم، وغزا الصائفة فى عام مائه واقنين وستين من الهجره، في ثمانين ألفاً، فأوغل في بلاد الروم، وقد سمته الروم التنين، وأعطته لقب التنين، فهو الحسن بن قحطبة هو ابن قحطبة بن شبيب الذي قاد الثورة العباسية التي أطاحت بالخلافة الأموية جنبا إلى جنب مع أبي مسلم الخراساني، وكان حسن الفعال في قضية الخلافة العباسية في خراسان خلال السنوات التي سبقت الثورة ،عاملا كنقيب، وأما قحطبة فإنه سير ابنه الحسن بعد نزوله الري بثلاث ليال إلى همدان ، فلما توجه إليها سار عنها مالك بن أدهم ومن كان بها من أهل الشام .

وأهل خراسان إلى نهاوند فأقام بها ، وفارقه ناس كثير، ودخل الحسن همذان وسار منها إلى نهاوند فنزل على أربعة فراسخ من المدينة ، فأمده قحطبة بأبي الجهم بن عطية مولى باهلة في سبعمائة ، وأطال حتى أطاف بالمدينة وحصرهم، وخلال الثورة نفسها، جنبا إلى جنب مع والده كان واحدا من القادة الرئيسيين في الحملة التي جلبت الجيوش العباسية من خراسان إلى العراق، وشارك في ملاحقة نصر بن سيار الكناني والاننصار في نهاوند وعلى الرغم من وفاة والده في معركة ضد الحاكم الأموي يزيد بن عمر بن هبيرة قاد الحسن الجيش الخراساني إلي الكوفة.

وبعد الثورة، خدم الحسن الخليفة المستقبلي أبو جعفر المنصور، كحاكم في أرمينيا،الذي ساعد في التهدئة، ووقف مع المنصور ضد ثورة عبد الله بن علي في سوريا في، وبعد ذلك، تم تعيينه في بعض الأحيان في الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية، حيث قاد غارات الصيف إلى آسيا الصغرى في حصار كماخ، وربما أيضا يعرف الحسن بإسم التنين، وقد شغل أبنائه محمد وعلي وسعيد أيضا مناصب حكومية في مختلف الولايات، ولكن في الفتنة الرابعة، جميعهم وقفوا مع الأمين ضد المأمون.

وقد فقدوا السلطة كما هو الحال مع معظم العائلات العباسية القديمة، وأيضا فقدوا ثرواتهم، بعد انتصار المأمون علي أخيه، وينتسب آل قحطبة الى قحطبة بن شبيب الطائي ، الذي اختلفت المصادر التاريخية في نسبه وقيل انه قحطبة بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن اكمب بن سعـد بن عمرو بن الصامت، واسمه ايضا عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن نبيان بن عمرو بن الغوث بن طيء، وهناك أقاويل كثيره فى نسب قحطبه، وقد كان قحطبة بن شبيب يسكن قرية شير نخشير من قرى مدينة مرو، من أرض خراسان.

وقيل أنه له من الولد أربعة وهم حميد والحسن وعبد الله وشبيب، وترجع علاقة آل قحطبة بن شبيب الطائي ببني العباس، الى عام مائه من الهجره، وذلك عندما أرسل محمد بن عمي بن عبدالله بن العباس مجموعة من الدعاة لنشر الدعوة العباسية في خراسان، وكان قحطبة بن شبيب وولديه حميد والحسن من أوائل المستجيبين لهذه الدعوة وفي وقت مبكر، وكان لهم الأثر الكبير في انتشار الدعوة العباسية في خراسان، وقد بدأت من هنا علاقة قحطبة وولديه حميد والحسن وبدأت تتوثق ببني العباس عندما تم اختيار قحطبة بن شبيب من قبل محمد بن عمي العباسي.

ليكون احد النقباء الأثني عشر المسؤولين عن تنظيم الدعوة في خراسان، وذلك لما عرف عنه من رجاحة الرأي وحسن التدبير والجاه ، واختيار ولديه حميد والحسن من ضمن الدعاة العباسيين ومن نظراء النقباء الأثني عشر، ولكثرة تردد قحطبة بن شبيب مع بعض دعاة بني العباس وكما كان لقحطبة بن شبيب الطائي عالقة وثيقة ومكانة مرموقة عند بني العباس حيث كان يقارن بابي مسلم الخراساني، وكان لولديه حميد والحسن المكانة العاليه، وتوفي التنين الحسن بن قحطبه رحمه الله في بغداد، عن عمر يناهز أربعه وثمانين عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *