نسائم الإيمان ومع حمنه بنت جحش

إعداد محمـــد الدكـــرورى

هي حمنة بنت جحش بن رياب الأسدية من بني أسد بن خزيمة وهى أخت السيده زينب بنت جحش، وهى أم المؤمنين زينب بنت جحش وهى إحدى زوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وابنة عمته أميمة، وهي أخت الصحابي عبد الله بن جحش، وقد أسلمت زينب بنت جحش وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتزوجها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن طلقها متبناه السابق زيد بن حارثة، بعد أن أجاز الوحي زواج الناس من زوجات أدعيائهم، وقد شاركت زينب بنت جحش في عدد من الغزوات كالطائف وخيبر، وقد توفيت زينب بنت جحش سنة عشرين من الهجره.

وكان عمرها ثلاثه وخمسين سنه، وكانت أول زوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لحاقًا به، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع، وحمنة بنت جحش الأسدية هى صحابية وراوية أحاديث، وهى اخت الصحابى عبد الله بن جحش، هو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، وهو ابن عمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد هاجر إلى الحبشة ثم إلى يثرب، وشارك في غزوة بدر، وقُتل في غزوة أحد، وأسلم عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي مع أخويه عبيد الله وأبي أحمد قبل أن يدخل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم.

وذلك ليدعو فيها، وهو ابن أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأبوه كان حليفًا لحرب بن أمية، فهم بذلك حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف، وقد هاجر عبد الله مع أخويه عبيد الله وأبي أحمد إلى الحبشة، فتنصّر أخوه عبيد الله، وعاد هو إلى مكة، ثم هاجر مع أخوه أبي أحمد فنزلوا جميعًا على مبشر بن عبد المنذر، وقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عاصم بن ثابت، وأما أخوها أبو أحمد بن جحش، هو عبد بن جحش وهو أحد صحابة رسول الله وأحد السابقين الأولين في الإسلام، وكانت حمنه بنت جحش هى زوجة الصحابي مصعب بن عمير.

ومن بعده الصحابي طلحة بن عبيد الله، وأم ولديه محمد السجّاد وعمران، وأبو عبد الله مصعب بن عمير العبدري هو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومبعوث النبي محمد الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، للدعوة إلى الإسلام في يثرب بعد بيعة العقبة الأولى، وحامل لواء المهاجرين في غزوتي بدر وأحد، ومصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي قد نشأ في مكة شابًّا جميلاً مترفًا، وكان يرتدي أحسن الثياب، ويتعطر بأفضل العطور، رقيق البشرة حسن اللّمة ليس بالقصير ولا بالطويل، إلا أنه ما أن بلغت دعوة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

إلى الإسلام، حتى أسلم سرا في دار الأرقم خوفا من أمه ام خناس بنت مالك بن المضرب العامرية ومن قومه، فكان من السابقين إلى الإسلام، وقد بقى مصعب على تلك الحالة إلى أن أبصره عثمان بن طلحة يصلي، فأخبر قومه، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هاجر إلى الحبشة، ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، ثم بعثه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد عودته مع نقباء الأنصار الاثنى عشر الذين بايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بيعة العقبة الأولى ليعلم من أسلم من أهل يثرب القرآن، ويدعوا للإسلام، ويصلي بهم، فنزل ضيفًا على أسعد بن زرارة.

وهو بذلك أول من هاجر إلى يثرب من المسلمين، وكانت حمه بنت جحش عند مصعب بن عمير وقتل عنها يوم أحد، فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدًا وعمران ابني طلحة بن عبيد الله، وكانت من المبايعات، وشهدت أحدًا فكانت تسقي العطشى وتحمل الجرحى وتداويهم، وكان زوجها الثانى طلحه بن عبيد الله هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وقد قال عنه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه شهيد يمشي على الأرض .

فقال صلى الله عليه وسلم : “من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله” وفي غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقُتل في موقعة الجمل، فكان قتله في رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة، وقيل اثنان وستون سنة، كان لطلحة أحد عشر ولدا وأربع بنات، وتنتمي حمنة بنت جحش بن رئاب إلى بني أسد بن خزيمة.

وأبوها هو جحش بن رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحين رجعت إلى المدينة، نعى لها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أخاها عبد الله فاسترجعت، ونعى لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت، فلما نعى لها زوجها مصعب بن عمير ولولت، فقال لها النبي: كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره، فقالت: يا رسول الله ذكرت يُتم ولده، وقد جُلدت حمنة في حادثة الإفك حيث تكلمت في أم المؤمنين عائشة ظنًا منها أن ذلك خير لأختها زينب بنت جحش .

فلما نزل القرآن ببراءة عائشة، جُلدت مع حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت الأنصاري هو شاعر عربي وصحابي من الأنصار، وينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، وكما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة، وقد توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وأما مُسطح بن أثاثة فهو صحابي بدري، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وكان من أهم ملامح شخصية السيده حمنة بنت جحش، هو اجتهادها في العبادة.

فقد روى الإمام أحمد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأى رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حبلاً ممدودا بين ساريتين فقال: “لمن هذا؟” قالوا: لحمنة بنت جحش، فإذا عجزت تعلقت به، فقال: ” لتصلى ما طاقت فإذا عجزت فلتقعد” ويروي محمد بن عبد الله بن جحش قال: قام النساء حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحد يسألن الناس عن أهليهن فلم يخبرن حتى أتين النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تسأله امرأة إلا أخبرها، فجاءته حمنة بنت جحش، فقال: “يا حمنة احتسبي أخاك عبد الله بن جحش” قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له.

ثم قال: “يا حمنة احتسبي خالك حمزة بن عبد المطلب” قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وغفر له، ثم قال: “يا حمنة احتسبي زوجك مصعب بن عمير” فقالت: يا حرباه ، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : “إن للرجل لشعبة من المرأة ما هي له شيء” وقال محمد بن عمر في حديثه: وقال لها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : “كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره؟” قالت: يا رسول الله ذكرت يتم ولده، ولما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة بن عبيد الله جاءت به إلى رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فسماه محمدًا وكناه أبا سليمان.

وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت: أتيت رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني قد استحضت حيضة منكرة شديدة، فقال: “احتشي كرسفًا” قلت: إنه أشد من ذاك، إنى أثجه ثجًّا، قال: “تلجمي، وتحيضي في كل شهر في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام، ثم اغتسلي غسلا وصومي وصل ثلاثا وعشرين أو أربعا وعشرين، واغتسلي للفجر غسلا وأخري الظهر وعجلي العصر، واغتسلي غسلا وأخري المغرب وعجلي العشاء، واغتسلي غسلا وهذا أحب الأمرين إلي” ولم يقل: يزيد مرة واغتسلي للفجر غسلا.

وقد روت حمنة بنت جحش أحاديث عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وروى عنها ابنها عمران ومما روته حمنة بنت جحش عن رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، “ألا إن الدنيا حلوة خضرة، فرب متخوض في الدنيا ليس له يوم القيامة إلا النار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *