نسائم الإيمان ونبذه عن الخيانه

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

إن دين الإسلام الحنيف ، دين الأمانة والنصح والوفاء ، ولا خيانة فيه ولا مكر ولا جفاء، فقد قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “ لا إيمان لمن لا أمانة له ”، وضد الأمانة هى الخيانة ، ووالخيانة هى بطانة سوء وخبيئة شر ، ولقد جاءت الشريعة الإسلاميه بذمِّها، والنهي عنها، والتحذير من فعلها، وبيان عظم عقوبة أهلها عند الله.

والخيانة تتناول الدين كله، كما أن الأمانة تتناول الدين كله، فليست الخيانة خاصةً فيما يتعلق بالمعاملات مع الناس، بل الخيانة أنواع ثلاثة وهى خيانة لله عز وجل ، وخيانة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وخيانة للأمانات أمانات الناس فيما بينهم .

والخيانة ذمّ كلها وقُبح جميعها ، وأن الخيانة مذمومة ولو كانت على سبيل المجازاة بالمثل ، فيجب على عبدالله المؤمن أن يربأ بنفسه الشريفة عن الخيانة بكل صورها وجميع أشكالها تنزها ورفعة بنفسه الأبية الشريفة .

والمؤمن حقا يحافظ على وطن الإسلام، وعلى المجتمع المسلم ويسعى جهده في استتباب أمنه واستقراره وانتظام حياته والمحافظة عليه من كيد الأعداء من قرب أو بعد، هكذا المسلم الحقيقي وهكذا المواطن الصالح الذي يخاف الله ويتقيه .

ولكن من أعظم خيانات الأوطانِ والمجتمعات المسلمة أن يكون لبعض أفراد الناس ارتباط بعلاقات خارجية ومع جهات مشبوهة الغاية ، ومنها أن يتخذ الأعداء جسرا يعبرون منه على المجتمع المسلم فيدمرون ويفسدون ويخربون ويقعون فتنة وسفك الدماء ونهب الأموال وهتك الأعراض والفوضى بين أفراد المجتمع .

فالمسلم بعيد عن هذه الخيانة ولا يرضى لوطن المسلم سوء ولا يسعى ولا يكون وسيلة ولا ذريعة ولا مطية لأعداء الإسلام بل يحفظ وطن المسلمين ويسعى في استقرار أمنه واستتبابه، وإن من خيانة وطن المسلم التستر على المجرمين والمفسدين وإيواء الخائنين والمجرمين سوء كانت أخلاقية أو عقدية أو غير ذلك .

لأن المسلم لا يقر الفساد ولعن الله من أوى محدثا، فلعن الله عز وجل من أوى المحدث ، و أواه ونصره ووقف بجانبه وخضع إلى الرشوة وغير ذلك لكي يضحي بوطنه ويضحي بالمجتمع المسلم من غير خوف ولا خجل ولا حياء .

وإن من الخيانة للمسلمين نشر المخدرات والمسكرات وترويجها بين أفراد المجتمع فأولئك الذين يبيعون المخدرات ويروجنها في المجتمع المسلم ويكونون رصدا لأعداء الإسلام يأخذونها ويروجنها ويبذلونها بين شباب الأمة لإفساد كيان أمة وتدمير أخلاقها وقيمها .

فالمسلم يعلم أن هؤلاء أعداء للأمة وأعداء لدينها وقيمها وأخلاقها، فالتستر على المجرمين عصابات السرقة والتخريب والشر والبلاء كل أولئك من يرضى بأعمالهم السيئة خائن لدينه خائن لأمته خائن لدينه .

ولنعلم أن الخيانة تتولد في الإنسان من رقة الدين وضعف المراقبة لرب العالمين ، وإن الخيانة لها أثر سيء في حياة المسلم فيما بينه وبين ربه، ومع نفسه، ومع عباد الله، ومع المجتمع كله، فالمؤمن ذو أمانة ودين فإذًا هو بعيد عن الخيانة فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له .

وإن أعظم الخيانة هى الخيانة في الدين، بأن تأتي بناقض من نواقض الإسلام تستحل أمرا حرمه الله عز وجل، وأجمع المسلمون على تحريمه وعلم تحريمه من دين الإسلام بالضرورة، أو ترد أمرا أمر الله به وفرضا افترضه الله عليك ، وهو معلوم فرضه ووجوبه من دين الإسلام بالضرورة، ومن ذلك ما تلوث به العقيدة من البدع والخزعبلات

ومن أنواع الخيانة أيضا الإصغاء إلى أولئك الذين يدعون للفوضى ويدعون الاضطراب ويدعون إلى ما يدعون إليه من المواقع السيئة الخبيثة التي تملئ الأسماع بكل شر وبلاء، فليكن المسلم على حذر من أولئك فليسوا بصادقين ولكنهم أعداء للدين وأعداء للأمة وأعداء لكل خلق كريم.

وقد أخبر النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن الخائن متوعد بعدم دخول الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: “ما من راعٍ يسترعي رعيةً يموت حين يموت وهو غاشٌ لها إلا حرم الله عليه الجنة” .

وأخبر صلى الله عليه وسلم عن ربه أن الله خصم الخائن في أمانته فيقول صلى الله عليه وسلم: “قَالَ اللَّهُ ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ”، وحذر صلى الله عليه وسلم من الخيانة فقال: “يُنْصَبُ لكل غَادِرِ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ”.

وإن الخيانة لها أثر سيء في حياة المسلم فيما بينه وبين ربه، ومع نفسه، ومع عباد الله، ومع المجتمع كله، فالمؤمن ذو أمانة ودين فإذًا هو بعيد عن الخيانة فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له .

وأعظم الخيانة الخيانة في الدين، بأن تأتي بناقض من نواقض الإسلام تستحل أمرا حرمه الله وأجمع المسلمون على تحريمه وعلم تحريمه من دين الإسلام بالضرورة، أو ترد أمرا أمر الله به وفرضا افترضه الله عليك معلوم فرضه ووجوبه من دين الإسلام بالضرورة .

ومن أنواع الخيانة تحريف النصوص من الكتاب والسنة وإخضاع الرأي البشري وتفريغها من مضموناتها وما دلت عليه، ومن أنواع الخيانة القدح في حملة الشريعة لاسيما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين بلغونا كتاب الله ونقلوا لنا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وجدوا واجتهدوا في ذلك .

ومن أنواع الخيانة في الدين هو محاربة شعائر الإسلام والسعي في منعها، والطعن في حملة الشريعة وعلمائها والقدح فيهم بأي أنواع من القدح الدال على البغض والكراهية، ومن أنواع الخيانة أيضًا الطعن في الذات الإلهية أو النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .

فإن المؤمن محب لله معظم له، محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالطعن في ذلك من عنوان النفاق والخيانة بالأمانة ، وإن المؤمن يحترم عرضه ويحافظ عليه، فالخيانة في العريض ارتكاب ما حرم الله مما جاء الشرع بتحريمه فإن الله حرم الزنا وجعله من كبائر الذنوب وأمر المسلم بأن يحافظ بأن يغض بصره ويحفظ فرجه .

فعرضك واجب المحافظة عليه، فإياك أيتها المسلمة أن تخوني زوجك بأي أنواع من الخيانة فخير مال الرجل المرأة الصالحة الذي إن نظر إليها أسرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله .

والرجل أيضًا يحافظ على أمانته مع امرأته فلا يخونها بارتكاب الحرام الذي ربما أثر على علاقتها معه أو نقل إليها الأمراض الأضرار العظيمة، وكذلك المحافظة على البيت من أي سلوك سيء .

ومن الخيانة أيضا الدياثة ، والديوث هو الذي يرى الخبث في أهله ويسكت، وهو محروم من الجنة وهذا فى حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة ، مدمن الخمر، والعاق، والديوث ، الذي يقر في أهله الخبث .

وهذا ما يفعله بعض المسلمين من إدخال بعض المفسدات التي تضر أهله، وتفسد عليهم دينهم، وتخرب بيته مثل الأفلام الإباحيه، والصور الفاتنة، والأغاني الماجنة، وغيرها من المفسدات، وهذا من الخيانة للأمانة التي أؤتمن عليها، فليتق الله في من تحته، ولا يدخل لهم إلا كل ما ينفعهم .

ومن الخيانة خيانتك فيما أتمنت فيه من الأموال ، فالمسلم يؤدي الأمانة التي أتمن عليها فما أودع من مال ومن أُكل من مسئولية يؤدي تلك الأمانة، ويوصل الحقوق إلى أهلها فلا يخون ولا يجحد أموال وضعت عنده أو بصائر أو أوقاف أو صدقات للتوزيع .

أو نحو ذلك يلزم الأمانة الصادقة فيما بينه وبين الله، العمل الذي أُكل القيام به يؤديها وقتًا وأداء أمانةً وطاعة لله إذا هو يقتضي عليه مكافئه فيجب أن يؤديها ولا يخون فيها .

ومن أنواع الخيانة خيانة الشريك لشريكه، فإن الشريك والشركاء يجب أن يؤدي كل منهم الأمانة لصحابه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “قال الله عز وجل أن ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما الآخر، فإذا خان احدهم الأخر رفعت يدي وجاء الشيطان”.

ومن أنواع الخيانة خيانة لأخيك المسلم فيما سألك من نصيحة واستشارك من مشورة فأبدي النصح الطيب والمشورة التي تعتقد صحتها وإياك أن تشير إليه أو ترشده إلى ما لا تعلم أنه خلاف الواقع فإن من حق المسلم على المسلم إذا نصحه أن ينصح له ويصدقه ويمحض الحق له .

فإن المسلم يحب لأخيك المسلم ما يحب لنفسه، جعلني الله وإياكم من أهل الأمانة المؤدين لها المحافظين عليها ، والخيانة متى ظهرت في قوم فقد أذنت عليهم بالخراب، فلا يأمن أحد أحدًا، ويحذر كل أحد من الآخر، فلا يأمن صديق صديقه، ولا زوج زوجه، ولا أب ولده، وتترحل الثقة والمودة الصادقة فيما بين الناس .

وقد جاء في الأثر: “لا تقوم الساعة حتى لا يأمن المرء جليسه”، وينقطع المعروف فيما بين الناس مخافة الغدر والخيانة ، ومن قصص العرب أن رجلاً كانت عنده فرس معروفه بأصالتها، سمع به رجل فأراد أن يسرقها منه، واحتال لذلك بأن أظهر نفسه بمظهر المنقطع في الطريق عند مرور صاحب الفرس .

فلما رآه نزل إليه وسقاه ثم حمله وأركبه فرسه، فلما تمكن منه أناخ بها جانبًا وقال له: “الفرس فرسي وقد نجحت خطتي وحيلتي”، فقال له صاحب الفرس: “لي طلب عندك”، قال: “وما هو؟” قال: “إذا سألك أحد: كيف حصلت على الفرس؟

فلا تقل له: احتلت بحيلة كذا وكذا، ولكن قل: صاحب الفرس أهداها لي”، فقال الرجل: “لماذا؟ فقال صاحب الفرس: “حتى لا ينقطع المعروف بين الناس، فإذا مرّ قوم برجل منقطع حقيقة يقولون: لا تساعِدوه لأن فلانًا قد ساعد فلانًا فغدر به” فنزل الرجل عن الفرس وسلمها لصاحبها واعتذر إليه ومضى.

ولنعلم جميعا أن أشد الناس فضيحة يوم القيامة هم الخائنون ، وهذا كما قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غَدْرَة فلان ” وهذا الخائن وإن اندس بين الناس وإن عرف كيف يرتب أموره بحيث لا يُفتضح أمام عباد الله فأين يذهب يوم القيامة؟

وكان النبى الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يستعيذ من الخيانة فكان يقول: ” اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ” رواه أبو داود .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *