شهد المستشار الدكتور/ خالد السلامي رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس ذوي الهمم والاعاقه الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي فعاليات المنتدي الدولي للتطوع والي اقامته هيئة فرسان السلام بالتعاون مع جامعة الاعمال والتكنولوجيا ومؤسسة فتحي عفانة للاعمال الانسانية امس السبت الموافق السابع من شهر اغسطس الجاري لعام الفان وواحدوعشرين ميلادية وذلك عبر منصة استثمر وقتك ” زووم “
وقد القي المستشار الدكتور خالد السلامي كلمة خلال انعقاد المؤتمر قال فيها : بسم الله الرحمن الرحيم . بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد…إخواني وأخواتي،تحية طيبة عطرة لكم جميعا. وأخص بالتحية وجميل تقديري وامتنان سعادة الدكتور أمين أبو حجلة، رئيس الصرح الشامخ فرسان السلام بالمملكة الأردنية الهاشمية.
· سعادة المستشارة ابتهاج خليفة، المقرر العام للمنتدى.
· صاحبة السمو الأميرة البندري بنت محمد.
· سعادة المهندس فتحي جبر عفانة.
· سعادة الشيخ حميد بن خالد بن محمد القاسمي.
· سعادة الأستاذ باسم بن عبدالعزيز إدريس.
· سعادة السيد حسن بن محمد بوهزاع.
· سعادة الأستاذ ياسر القرقاوي.· سعادة الشيخة الجوهرة بنت محمد.
· سعادة المستشار الإعلامي مكي بن هبة آل سالم.
· سعادة المستشارة خلود طاهر واوان الشمري.
والشكر موصول إلى جميع أعضاء والعاملين في فرسان السلام ، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا، ومؤسسة فتحي عفانة للأعمال الإنسانية. إنه من دواعي سروري أن أكون بينكم اليوم في هذا المنتدى المبارك….إخواني وأخواتي الكرام
إن التطوع هو سمة المجتمعات السعيدة، وأرقى سمات العطاء، وخصال الخير والبذل، وهو الرابط المتين لتكاتف وتلاحم المجتمعات، نحن هنا اليوم لنؤكد على أهمية ترسيخ ثقافة التطوع عند الناشئة، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية العمل التطوعي وتأثيره في مستوى السعادة المجتمعية. إن فطرتنا البشرية تحثنا على نشر الخير على الدوام، يُوَلدُ الإنسان على فطرة حب عمل الخير ونشره بين الناس، من هنا استحدثنا مفهوم العمل التطوعي،
إن للعمل التطوعي أهميته في كافة الأوقات، ودوره العظيم في نشر الحب والسلام وتعزيز المساواة بين أفراد المجتمع. إن ما يبعث على الفرح أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة تنافس محمود بين العديد من أفراد المجتمع والجمعيات الخيرية في سعيهم المستمر للقيام بأي عمل تطوعي من شأنه مساعدة أفراد المجتمع والفئات غير المقتدرة مادياً أو تلك التي تحتاج لمساندة معنوية.
إخواني الأعزاء، أخواتي الفاضلات
إن ديننا الإسلامي قائم على تعزيز التكافل الاجتماعي، وقد حثنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على التطوع، كما أظهر الإسلام أهمية العمل التطوعي من أجل القيام بحضارة إسلامية قوية الأساس وقائمة على نشر الخير والمساواة بين أفراد المجتمع.
يسعى الدين الإسلامي إلى تعزيز التكافل المجتمعي بين كافة الأفراد ويظهر ذلك جلياً في العديد من المواضع في القرآن الكريم، قال تعالى: وتَعَاونُوا عَلى البِّرِ والتَقوَى (المائدة 2) وفي قوله تعالى: فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ (البقرة 184) وقوله صلى الله عليه وسلم: “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ”
ضيوفنا الأعزاء
إن للعمل التطوعي ثماره التي يحصدها الفرد والمجتمع،
فهي طريق لنيل الرضا من الله عز وجل، وتمنح صاحبها راحة نفسية من خلال تقديمه المساعدة للآخرين، كما أن العمل التطوعي يعمل على تعزيز التكاتف في المجتمع، وتوطيد العلاقات مع الآخرين، واكتساب خبرات جديدة.. إن الأعمال التطوعيّة هي أحد المصادر المُهمّة للخير؛ فهي تُساهمُ في رسم صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده؛ لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرةً إيجابيّةً، ونشاطاً إنسانيّاً مُهمّاً، كما أن العمل التطوعي هو أحد أهمّ المظاهر الاجتماعيّة السّليمة؛ فهو سّلوكٌ حضاريّ يُساهمُ في تعزيزِ قيم التّعاون، ونشر الرّفاه بين سُكّان المُجتمع الواحد، بل يمتد خيره بين المجتمعات على اختلاف دينهم، ثقافاتهم، ومواقعهم.
إخواني الأعزاء، أخواتي الفاضلات
تقول المقولة أن من عاش لنفسه هلك، فالإنسان لا يستطيع أبداً العيش بمفرده منعزلاً عن الحياة المحيطة، أو محتكرًا لما لديه من خير وعدم مشاركته مع الآخرين، لذلك جاءت الأديان وحثت على نزع الشر من الإنسان وتأصيل العمل التطوعي الذي لابد أن يقوم به الإنسان ونشر الخير في المجتمع.
إن الأعمال التطوعية تساهم في تطوّر المجتمع من خلال تطوير حياة الناس وجعلها أكثر راحة وسعادة، وتعمل على تحسين حالتهم المعيشية وهو ما يؤدي إلى تطوّر المجتمع في نهاية الأمر. مما يسهم في رفع مؤشرات الإيجابية لدي أفراد المجتمع، وبث روح الحماس والتعاون والتماسك بين كل مكونات المجتمع، إن الأعمال التطوّعية كفيلة لأن تخفف من المشكلات التي يواجهها المجتمع، فهي تخفف من حدة الفقر والجهل والمرض، أو ما يسميه علماء الاجتماع (مثلث الدمار) الذي يدمر جميع المجتمعات.
الأخوات الملهمات، والإخوة المبدعون
إن إخواننا من أصحاب الهمم لا يقلون عنا عزيمة، ولا ينقصون عنا إرادة في العمل التطوعي، أخطأ الناس حين ظنوا أننا بحاجة للتطوع من أجل خدمتهم فقط، بل نحن في حاجة لفتح باب التطوع أمامهم ليندمجوا في المجتمع، فنحن نؤمن بقدرة الإنسان من أصحاب الهمم على إعادة التكيف والتفاعل مع المجتمع والإنتاج والتنمية أيضاً..
إن التطوع في رعاية أصحاب الهمم يعتبر من الرقي الاجتماعي، فهو يساعد على الإبداع والابتكار في العمل، والمساهمة في التخفيف من حدة المشكلات الاجتماعية، وتعريف أفراد المجتمع بالظروف الواقعية لمجتمعهم، ويساعد على خفض النفقات وتقليل الأيدي العاملة. هناك الكثير من الأعمال التطوعية التي تلائم أصحاب الهمم، الكثير من أصحاب الهمم لديهم مواهب متميزة في الصناعات اليدوية، مثل حياكة الملابس، صناعة الديكور، والصناعات اليدوية الأخرى، بإمكاننا توفير ورش عمل لهؤلاء المهوبين من أصحاب الهمم من أجل التطوع في صناعة ملابس جديدة للمحتاجين، نستطيع التركيز على صناعة فئة منتجة من أصحاب الهمم ودمجهم في العمل التطوعي.
ونظراً لقلة المتطوعين في هذا المجال، فإننا نقترح- لمواجهة هذه المشكلة- التوعية بقيمة العمل التطوعي، وتكريم المتطوعين معنوياً، ومنحهم جوائز مالية رمزية لتغطي على الأقل نفقاتهم الأساسية مثل المواصلات، وتخفيف القيود عن العمل التطوعي، وغرس قيم التطوع في عملية التنشئة الاجتماعية. إن العمل التطوعي يسهم في نهوض المجتمع اقتصادياً، والأهم من ذلك أنه يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي، ويزيد من تماسك أبنائه وانتمائهم له من أجل مستقبل أفضل.
الإخوة والأخوات
دعونا نبحث سويًا كيف ننشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، نحن نؤمن أن التطوع من أعمال الخير، ونؤمن بسرية العمل الخيري، اكن في زمن قلة فيه رغبة المجتمع للعمل الخيري، أصبحنا بحاجة لتحفيزهم، نحتاج إلى الإعلان عن الأعمال التطوعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بحملات صحية أو توعوية أو تعليمية، إن الإعلان عنها في وسائل الإعلام المختلفة يساعد على الاستمرار وزيادة الدعم المادي والمعنوي وتحفيز الأخرين. إن التوعية جزء أساسي من الأعمال التطوّعية،
وذلك من خلال نشر الثقافة الخاصة بهذه الأعمال التطوّعية وبالتالي تنتشر هذه الثقافة خاصة بين الشباب الذين نعتبرهم عماد هذه الأعمال. كما أن لكل عمل تطوعي الوسائل المناسبة له، لذلك من الضروري تحديدُ المجالات التي نحتاج فيها للعمل التطوعي؛ حتى يتمَّ تحديد الوسائل المُناسبة للتّعاملِ معها.
وعلينا قبل كل شيء أن نضع مصلحة الشعوب نصب أعيننا، وأن نخلص نوايانا، وأن نضع أنفسنا في موضع الطرف الأخر ونشعر بنفس شعوره وحاجته لمساعدة الأخرين. إن الموضوع أوسع من أن نوفيه حقه في محاضرات عدة، لذلك أكتفي بهذا القدر الخفيف، وأترك المجال لغيري..
واتقدم في نهاية كلمتي بتحية شكر وإجلال لكل فرد وكل جهة خاصة أو حكومية، جعلوا من العمل التطوعي منهجا لحياتهم، وبذلوا ما بوسعهم لتقديم الخير لكل محتاج، فتحية ود وعرفان، وخالص تمنياتي لكن بمزيد من النجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .