نص من رواية إبن قلبي
نص من رواية إبن قلبي
بقلم الشاعرة التونسية / ناجيةالغري
متابعة المستشار الإعلامى دكتور / سامح الخطيب
ذلك العقل الصغير الذي أرهقني بالتفكير في كل تفاصيل الحياة … الاجتماعية منها و الدينية لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و يسأل عنها … كنت دائما ألجأ إلى أمي فهي بالنسبة لي خزينة ثرية بالمعلومات… غير أنها كانت تجيب عن بعض الأسئلة و تمتنع عن بعضها، و حجتها في ذلك عندما أكبر سأعرف الأجوبة المؤجلة …
أخذني النعاس وأنا أتابع صوت الأذان بامعان حتى أني حفظت كلماته … لقد كنت تلميذة ذكية و سريعة البديهة و الحفظ…
هذه المرة كان نوماً لذيذاً و كان الحلم ألذ … لكنه كان حلماً أكبر من سني بقليل كيف لي أن أحلم بفارس الأحلام و أنا مازلت في السابعة من عمري …
فجأة وأنا أركض في غابة جميلة خضراء مليئة بالأشجار برز لي شاب جميل في بادئ الأمر خفت منه كثيراً و اختبأت وراء جذغ شجرة متين … لكن سرعان ما اطمأن قلبي… تقدمت نحوه بخطا حثيثة و بادرت بالتحية …
– أهلا من أنت .. من أين جئت … ما اسمك … كم عمرك …
نظر إلي و هو يبتسم ثم تعالت قهقهاته و تلقفها الصدى و رددها مرات و مرات …
احمر وجهي خجلاً و تسارعت دقات قلبي و قلت و أنا مطأطئة الرأس :
_ عفوا لم أقل نكتة حتى تضحك هكذا
تقدم الشاب الوسيم نحوي في لطف ثم قبل خدي و قال:
– إطلاقاً أيتها الغضة الطرية اليافعة و لكن أضحكتني بالكم الهائل من الأسئلة … ثم رفع خصلات شعري الأشقر المتناثرة على وجهي و عاد يقول :
_ هل يمكنني الإجابة عن أسئلتك الآن أم أنك عدلتي عنها …
كنت عادة إذا أحرجني أحدهم بالصد أفقد الرغبة في الشيء الذي طلبته هكذا كان طبعي جد حساسة و مدللة جدا ..
أجبته و أنا أرسم إبتسامة طفيفة على ثغري علها تنقذني من الموقف المحرج الذي كنت فيه ثم قلت :
_ لا ليس مهم … تجاوز الأمر
و استرسلت في الكلام مرة أخرى
_ أستأذنك الآن سأذهب أمي باتتظاري
غير أنه تقدم مني خطوة فتح راحتي ووضع شيء كان له بريق شديد ثم جمع أناملي و ضغط عليها كأنه يضع شيئا مهما في صندوق آمين ..رفعت بصري نحو وجهه الجميل و قلت :
_ ماذا وضعت في يدي ..
أجابني صاحب الوجه البشوش
_ هي أمانة عندك ربما غدا نلتقي
تلعثمت و تذكرت حديث والدتي عن الأمانات فسارعت بسؤاله قبل أن يذهب
_ حسنا قل لي ما اسمك على الأقل ..
التفت الي و لوح بيده اليسرى و قال :
_ اسمي نور .. نورالدين
ثم انسحب كأنه طيف أو لا أدري كأنه أمير من الأمراء الذين قرأت عنهم في القصص و الروايات
بقلمي _ناجيةالغري
(اليمامةالمتمردة)