هدوى محمود تكتب “لا الخال والد ولا العم والد”

هدوى محمود تكتب “لا الخال والد ولا العم والد”

في المجتمعات العربية، تنتشر الأمثال الشعبية كأدوات تعبير قوية تلخّص تجارب الشعوب، وتعبّر عن القيم والتجارب المتراكمة عبر الأجيال.

من بين هذه الأمثال المتداولة، نجد المثل القائل: “لا الخال والد ولا العم والد”، والذي يحمل في طياته نظرة واقعية تُميّز بين الأب وبين بقية الأقارب مهما كانت درجة قرابتهم. أصل المثل ومعناه يُستخدم هذا المثل للتأكيد على أن الأب يبقى صاحب المكانة الأولى من حيث المسؤولية والرعاية والدور التربوي،

ولا يمكن لأي قريب، مهما بلغت محبته، أن يحلّ محلّه بالكامل. فالخال،

رغم قربه العاطفي من أبناء أخته، والعم، رغم رابطة الدم، لا يمكنهما القيام بدور الأب في التربية والتوجيه والحماية بنفس القوة والعمق. العم والخال:

بين العاطفة والواقع ثقافياً، يُنظر إلى الخال على أنه “حنون” وقريب من القلب، بينما يُنظر إلى العم على أنه امتداد لعائلة الأب، وقد يحمل طابع السلطة أو الصرامة أحياناً. ولكن حين يغيب الأب — بالوفاة أو الغياب أو الإهمال — يظهر الواقع: لا العم يستطيع أن يملأ الفراغ تماماً، ولا الخال يمكنه أن يكون الأب الحقيقي من حيث المسؤوليات.

هل ينفي المثل المحبة؟

لا. هذا المثل لا يُنكر المحبة التي يحملها الخال أو العم، بل يركز على التمييز في الأدوار والمسؤوليات. فالحب قد يكون كبيراً، لكن “الوالدية” ليست مجرد مشاعر، بل مسؤولية تمتد من التربية إلى التوجيه والدعم النفسي والاجتماعي. في زمننا الحديث في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، قد نجد في بعض الحالات أن العم أو الخال يتولّى دور الأب كاملاً، ويقدم كل ما يستطيع من رعاية ومساندة. ولكن يبقى هذا استثناءً، لا يُلغي حقيقة أن الوالد الحقيقي هو من يتحمل الأعباء ويصنع الأثر الأكبر. خلاصة القول: المثل “لا الخال والد ولا العم والد” يذكّرنا بأن الأب له مكانة لا تعوّض، وأن دور الوالدية لا يُقاس فقط بالقرب الجيني أو العاطفي، بل بالقدرة على التضحية، والالتزام، والوجود المستمر في حياة الأبناء.

هدوى محمود تكتب "لا الخال والد ولا العم والد"
هدوى محمود تكتب “لا الخال والد ولا العم والد”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *