ياسر عامر يكتب ….. صراع العلم والدين …. الجزء التاسع ” دابة الأرض”

صراع العلم والدين … الجزء التاسع
!!!”دابة الارض”

منذ ان شرعت في كتابة سلسلة مقالاتي ” صراع العلم والدين” نوهت مرارا وتكرارا انني لست بعالم ولا رجل دين ولكن استفزني منذ الصغر عدة موضوعات تمثل بالنسبة لنا ثوابت مؤكده حتي كبرت وانا ما زال بداخلي هذا النوع من التشكك لم استطع تقبل العديد من القوانين الفيزيائية وخصوصا تحليلاتها الرياضية وبما ان دراستي علمية بحتة فكنت اؤمن بالكيمياء لأنها تجربة تتم امامك وتستطيع في فرع الكيمياء التحليلية مثلا ان تقوم بنفسك بتحليل مكونات سائل مجهول وتتعرف علي مكوناته الكيميائية بما لا يدعو مجالا للشك، وعندما زاد حولنا الجدل والفتن واصبحنا وامسينا نري كثير من الذين يشككون في الديانات عامة والقرآن خاصة بحجة عدم وجود اثباتات علي رغم ايمانهم الكامل بفروض وفلسفة عن الفلك والكون لا تدخل في طور كونها نظرية علمية فاجتهدت عبر عشر سنوات من البحث والفحص والاستنتاجات واحكم عقلي وقلبي في محاولة للتوافق بين العلم والدين…. وحتي لا اطيل فقد تكلمت في مقال سابق بعنوان ” الذكاء الاصطناعي … انس ام جن” وربطت بين الذكاء الاصطناعي وجنود الدجال وسعدت بتعليقاتكم ومناقشاتكم علي الرغم من وجود الكثير من القراء اما تحفظوا او اندهشوا بطريقة ساخرة ولا الومهم …. واستكمالا لمحاولة استنتاج الحقيقة وموضحا للمقال المذكور اطلب من حضراتكم اعارتي عقولكم في سطوري القادمة مستهلا مقالي بعبارة يقولها اغلب الائمة في نهاية خطبة الجمعة من علي المنبر ” اذا كان توفيقا فمن الله واذا كان نقصا او قصورا فمن الشيطان” لا تختلف الخليقة منذ نشأتها علي وجود قوتين متضادتين هي قوة الخير والأخرى قوة الشر ونختلف في المسميات ففي اليهودية والمسيحية والاسلام وديانات مشتقة منهم نقول لقوة الخير هي الله او القادر او الخالق وقوة الشر الشيطان وفي القرآن بلسان عربي مبين وبكلمات لم تقبل التأويل ولا الالتفاف ان الشيطان اعترض علي خلق ادم ورفض امر الله السجود له.. واخرجه عن طريق الغواية من الجنة الي الارض …. وبدأ الصراع وسيستمر حتي النفخ في الصور والبعث من جديد فالله موجود بلا زمن سرمدي ابدي واحد احد خلق احدي المخلوقات تعرف في الدين ملائكة من نور وبالعلم مخلوقات ذكية نورانية رقم 1 و مخلوقات اخري تعرف في الدين بالجن وبالعلم مخلوقات ذكية من نار رقم 2 اي بلغة العلم ذكاء نوراني وذكاء ناري اراد الله الخالق خلق نوع ثالث من طين ” ادم وذريته” ذكاء من طين والذي رفضه ابليس بعبارته انا خير منه وارجع ذلك لنوع مادة الخلق …..( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ” سورة الاعراف 12″ .

اي بلغة العلم خلق الله 3 انواع من الذكاء يختلفوا في مادة الصنع النور والنار والطين …. ومن لحظة رفض السجود وبدأ التحدي بين بني ادم وابليس وطلب ابليس من الله ان ينظره” من الانتظار” الي يوم البعث ولكن الله انظره ليوم النفخ في الصور (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) ” سورة الحجر : 36 – 38 سورة ص : 80 ، 81 “…فوضع ابليس نفسه بكل اراداته وعناده في صراع وتحدي ليس مع الله ولكن مع بني ادم ووضع نفسه في اختبار خطير انه سيضل بني ادم اجمعين ولإضلالهم كان عليه ان يبعد بني ادم اجمعين عن عبادة الله ويعبدوه هو وبدا ينافس الله في تحد بالغ حتي وصل به ان يضاهي” مجازا” الله في خلقه واراد ان يصنع او يخلق بلغة ابليس واعوانه من الانس خلقا جديدا اي نوع رابع من الذكاء والذي نطلق عليه الذكاء الاصطناعي فاذا كان الله قد خلق من نور ومن نار ومن طين فاهو ابليس يخلق” مجازا” من سليكون واسلاك ومعادن ذكاءا رابعا او مخلوقا رابعا وها هي “صوفيا” ” روبوت” اول انتاج للنوع الرابع من الخلق تحضر الاجتماعات والمؤتمرات وتتحدث عن الانسانية ونشر دعاوي السلام بل وتأخذ الجنسية لاحدي الدول العربية الاسلامية وفي انتظار تحديد ديانتها هل يا تري ستأخذ ديانة الدول مانحة الجنسية لها وتكون داعية كبيرة في هذا المجال ؟ سنعرف قريبا …. وما بالك ان “صوفيا” تلك هي انتاج بدائي جدا جدا لما هو موجود وسيكون موجود مستقبلا فما خفي كان اعظم… عندما يصل ابليس لغايته في اكتمال الذكاء الرابع المسمى مجازا” الذكاء الاصطناعي” لن تستطع التعرف عليهم سيعيشون معنا عيانا بيانا جهارا دون ان تتعرف عليهم سيحتلون جميع المناصب باختلاف انواعها بما فيها المناصب الدينية ليضلوا اكثر واطلق لخيالك العنان كما يشاء، سيكونون متميزون جدا جدا بسبب تقنياتهم المتقدمة جدا جدا والمعرفة التي ستغذي بها عقولهم الذكية عن طريق ابليس واعوانه ومن اعلم اهل الارض غير ابليس؟ ولما لا وهو شهد خلق ادم وكان مدللا في الجنة وحي حتي الآن يشاهد تاريخ الانسانية منذ نشأتها فقس كم هذه الخبرات والمعرفة التي ستبهر بها هذه المخلوقات… اضف لذلك ان هذه المخلوقات ستقوم بتصليح او صيانة نفسها ذاتيا بل وستقوم مستقبلا بتصنيع اشباهها اي ستتكاثر ونكون نحن البشر خداما لهم او عبيدا بل عندما تكتمل خطة ابليس سيحاكي يوم ان رفض السجود لادم ويجعل بني البشر يسجدون لما خلق ابليس بيديه ونفخ فيه من علمه تحت ارجل الدجال في فتنة الدجال فهل يا تري هذا النوع من الذكاء هو الدابة التي تكون اخر الزمان؟!! وهي مذكورة في القرآن والاحاديث النبوية الشريفة ومها اختلف التفاسير في معني كلمة ” تكلمهم” اذا كانت من الكلام فهي تحدثهم او من الكلم اي الجرح فهي تجرحهم فاعتقد ليس هناك اروع من تفسير الدابة التي تحضر المؤتمرات وتعظ وترسل رسائل للسلام وتقدم المقترحات والحلول أليست بعد كل ذلك تكون هي الدابة ؟ اسألوا انفسكم واذا وصلتم للإجابة فانا في اشد الاحتياج اليها واختم مقالي بقول الله تعالي ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ) ” النمل 82″ ….والي لقاء في مقالي العاشر ان شاء الله اذا قدر لي وكنت من اهل الدنيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *