كتبت : رانيا بدير
يوم المرأة العالمى
المرأة هي النصف الثاني من المجتمع، وهي التي تُعد نصفه الأول من أجل النهضة والعمران، ومنه فإن السر في نجاح المجتمعات يكمن في تمكين المرأة ومساواتها مع الرجل من أجل الوصول إلى بيئة صحية ومتطورة، تكتمل فيها عوامل التفوق، والنجاح، والتقدم، والازدهار .
لقد أكرم الإسلام المرأة، وجعل لها الكثير من الحقوق التي تضمن بها كرامة حياتها، فلها حقّ التملك والتعلّم، والعمل، ومن صور تكريم الإسلام للمرأة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً فإنهنّ عندكم عوان) لذا فقد منح الإسلام المرأة القيمة، بإقرار حقوقها الإنسانية الطبيعية، وأحاطها بالعناية والرعاية، ورفع مكانتها بين الأمم .
نظراً لأهمية المرأة ومكانتها؛ فقد تم تخصيص يوم كامل لها، وهو اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، ويحتفل فيه الكثير من الأشخاص والمؤسسات، والمنظمات الدولية بالمرأة.
ويأتي ذلك للتعبير عن الاحترام، والتقدير، والحب نحو المرأة، ولحقوقها الاقتصادية، والسياسية، والإنجازات الاجتماعية التي تتحقق على أيدي النساء، وهناك بعض الدول تحول فيها هذا اليوم إلى يوم إجازة استراحة للنساء .
في الثامن من شهر آذار من عام 1908 تظاهرت الآلاف من العاملات اللواتي يعملن في مشاغل النسيج في مدينة نيويورك الأمريكية، وذلك بسبب الظروف غير الإنسانية وساعات العمل الطويلة التي عانين منها، وقد أطلقن على حملتهن الاحتجاجية اسم “خبز وورود”
حيث حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورد خلال التظاهر، وتم المطالبة بالعديد من الأمور من خلال هذه الحملة ومنها منح النساء حق الاقتراع وخفض ساعات العمل الطويلة ووقف تشغيل الأطفال .
بالرغم من أن هذه الحملة بدأت من الطبقة العاملة إلا أنها نمت وانضمت إليها نساء من الطبقات المتوسّطة، وأصبحت تشكل حركة نسويّة قوية في الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بالمساواة، وخاصة في الحقوق السياسية وحق الاقتراع.
وهكذا أصبح الثامن من مارس يوم للمرأة الأمريكية تخليداً لذكرى النساء المتظاهرات والمطالِبات بحقوقهن ، ومن ثُمَ تم تعميم هذا اليوم على باقي الدول ليصبح يوماً عالمياً للمرأة، وفي هذا اليوم يتم الاحتفال بإنجازات النساء، وتعطي بعض الدول مثل فلسطين، وروسيا، وكوبا، والصين النساء إجازة رسمية في هذا اليوم .
وخلال هذه الآونة أصبح يوم المرأة العالمي حدثاً شعبياً بعدما دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 8 مارس ليكون يوماً لحقوق المرأة، والسلام العالمي، وتوجد الآن الكثير من المنظمات الإقليمية، والوطنية، والدولية التي تهتم بشؤون المرأة.
وتدافع عن كافة حقوقها في مختلف المناسبات، والاحتفالات، وفي الوقت الراهن ونتيجة الانفتاح الكبير الذي شهده العالم تولت المرأة الكثير من المناصب العامة، وأصبح لها دور مهم، ومؤثر بشكل كبير في العالم .
فالمرأة في المجتمع تنشىء جيلاً طموحاً فهي المربية الأولى في المجتمع ،تساهم في بناء حضارة المجتمع،و تساعد المرأة العاملة في الإنفاق على أسرتها ،تتولى الكثير من المناصب القيادية، والاجتماعية مما يجعل دورها بارزاً في المجتمع،و تعمل المرأة في الكثير من الوظائف التي تساهم في تطوّر المجتمع كالتمريض، والتعليم، والطبّ، والاقتصاد .
من أهم إنجازات المرأة ونجاحاتها فقد حازت الأم تيريزا على جائزة نوبل للعمل الخيري في العالم ،حصلت العالمة ماري كوري على جائزة نوبل في الفيزياء،أسست السيدة فاطمة الفهري أوّل جامعة في العالم عام 859م.
نشطت السيدة زينب صليبي في مجال حقوق الإنسان،واختيرت كأفضل امرأة في العالم ،قامت الكاتبة عنبرة سلام الخالدي بكتابة الكثير من الكتب،وترجمة الكتب إلى العربية كقصة الإياذة .
اترك تعليقاً