العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع السيده أم رومان بنت عامر الكنانيه ( الجزء الأول )

0

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

أم رومان بنت عامر الفراسية الكنانية، وهى امرأة صالحة من الصحابيات وقد شأت في منطقة السّراة من جزيرة العرب، وهي زوجة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وهى والدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر والصحابى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وقد أسلمت أم رومان بمكة المكرمة بعد أبي بكر الصديق، وبايعت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة المنورة وفيها توفيت، فهي الصحابيه أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سُبيع بن دُهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

الفراسية الكنانية، وقد أختلف في اسم أم رومان الكنانية فقيل هى زينب، وقيل دعد، وكان أبو بكر الصديق يناديها في قصة الجفنة، ويقول لها يا أخت بني فراس، وهى نسبة لقومها بني فراس بن غنم من قبيلة كنانة، وبني فراس بن غنم هى قبيلة عربية تتفرع من قبائل كنانة ضمن فرع مضر من قبائل عدنان من بني النبي الحليم إسماعيل ذبيح الله من بيت النبوة آل إبراهيم خليل الرحمن عليهم الصلاة والسلام وكانوا يعرفون بأنهم أنجد العرب وقد تمنى علي بن أبي طالب أن يكونوا هم جيشه بدل أهل العراق، وقد تزوجت أم رومان في الجاهلية من عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة الأزدي.

وقد أنجبت له ولده الطفيل، وكان زوجها عبد الله بن الحارث يرغب في الإقامة بمكة أم القرى فانتقل إليها وأقام مع أسرته فيها، وعلى ما جرت عليه عادة الحلف في الجاهلية، رأى عبد الله بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة خير حلف، فحالفه، وبقي هناك حتى توفي، وخلّف وراءه زوجة وطفلها دون معيل لهما، يعانيان آلام الغربة والوحدة، ولكن أم رومان لم تبق وحيدة لفترة طويلة، فقد تزوجت حليفه أبا بكر الصديق التيمي القرشي، ولم تُخطئ أم رومان بقبولها الزواج من أبي بكر رضي الله عنه، فقد كان صاحب نجدة ومروءة وسخاء وكرم، وكان كما وصفه ابن الدِّغنة لقريش لما همّ أبو بكر أن يهجر بلده.

قائلا لهم : ” أتُخرجون رجلا يُكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكَلَّ، ويُقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر؟” وتظهر صفات الصديق هذه بزواجه من أم رومان، إذ رحم حالها، وأحسن عشرتها، وأكرم ابنها الطفيل ورباه كأنه ولده، وأبو بكر الصديق هو أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنة، وهو وزير الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه، ورفيقه عند هجرته إلى المدينة المنورة، ويعد أبو بكر الصديق هو خير الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثر الصحابة إيماناً وزهداً، وأحب الناس إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد زوجته السيده عائشة رضى الله عنهم أجمعين،

وقد ولد أبو بكر الصديق في مكة بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، فلما دعاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أسلم دون تردد، فكان أول من أسلم مِن الرجال الأحرار، ثم هاجر أبو بكر مُرافقاً للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وشهد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولما مرض النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن يَؤمَّ الناس في الصلاة، وتوفي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول فى السنة ألحادية عشر من الهجره.

وبويع أبو بكر بالخلافة في اليوم نفسه، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويُرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحُكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، ففتح مُعظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشام، وقد توفي أبو بكر يوم الإثنين الثانى والعشرين من شهر جمادى الآخرة فى السنة الثالثه عشره من الهجره، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، فخلفه من بعده عمر بن الخطاب.

وقد أنجبت لأبى بكر الصديق زوجته الصحابيه أم رومان أولاده وهم الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق التيمي القرشي، واخته السيدة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين، وهى ثالث زوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها، وعن عائشة قالت: لما هاجر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خلفنا وخلف بناته، فلما استقر بعث زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأعطاهما بَيْرَين وخمسمائة درهم، أَخذها من أبي بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظَّهر.

وبعث أَبو بكر معهما عبد الله بن أُريقط الكناني ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أَن يحمل أُمي أم رومان وأَنا وأختي أسماء امرأَة الزّبير، فخرجوا مصطحبين، فلما انتهوا إلى قُدَيد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أَبعرة، ثم دخلوا مكة جميعا فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجوا جميعا، وخرج زيد وأَبو رافع بفاطمة وأُم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن وأُسامة، حتى إذا كُنا بالبيداء نقر بعيري وأَنا في محفَّة معي فيها أمي، فجعلت تقول: وابنتاه واعروساه حتى أدرك بعيرنا، وقد هبط الثنية ثنية هَرشى فسلم الله، ثم إنا قدمنا المدينة، فنزلت مع آل أَبي بكر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد