العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع السيده أم حكيم بنت الحارث

0

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخي أبي جهل عمرو بن هشام المعادي للإسلام، وأبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي الكناني، كان سيدا من سادات بني قريش من قبيلة كنانة وكان من أشد المعادين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت كنيته أبو الحكم، ولكن أبو جهل كناه بها النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن كان يُكنى بأبي الحكم، وذلك لقتله امرأة عجوزا طعنا بالحرباء من قُبُلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام، وهي سمية بنت خياط، وكان أبوه هو هشام بن المغيرة سيد بني مخزوم من كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان

وأم حكيم كانت أمها هى فاطمة بنت الوليد أخت سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وخالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي هو صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول، واشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات، ويعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم.

بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى، وقد اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأُلّيس والفراض، وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك، وقد لعب خالد بن الوليد دورا حيويا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد قبل إسلامه، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق، ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، وشارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة، وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به.

فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها، وأخوتها مالك بن الحارث، وهو شهاب المخزومي هو مالك بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومي القرشي، وهو أخو أم حكيم، وعبد الرحمن ابنا الحارث بن هشام وابن عمهم هو الصحابي عكرمة بن أبي جهل بن هشام وهو زوج أم حكيم، وقد خرج مع أبيه لفتح الشام في عهد أبي بكر الصديق، وقُتل أبوه في فتح دمشق، فأقامه عمر بن الخطاب في حوران واستوطن في قرية شهبا.

وصد الغسانيين النصارى عن حوارن، واستمر حتى وفاته، ودامت ولايته ثلاثون سنة، وهو جد الأمراء الشهابيين في لبنان، وكانت أم حكيم زوجة لرجل هو من أشد الرجال كرها وبُغضا لدين الله عز وجل، ومن أكثرهم حقدا وحَنقا على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت زوجة عكرمة بن أبي جهل، ذلك الشاب الذي طالما خاض المسيراتِ الكبيرة ضد المسلمين، وشارك بخيله ورجله في معارك كان الهدف منها استئصال شأفَة الموحدين، ودفع أموالا هائلة، وأنفق نفقات طائلة في سبيل كسر وإضعاف شوكة المؤمنين.

وكانت أم حكيم عمة التابعي أبو بكر بن عبد الرحمن، وكانت أم حكيم تتمتع بعقل ثاقب وحكمة نادرة زوجها أبوها الحارث في الجاهلية من ابن عمها عكرمة بن أبي جهل وهو من النفر الذين اعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اهدار دمهم فلما انتصر المسلمون وتم فتح مكة هرب عكرمه إلى اليمن وهو يعلم ماتوعده من رسول الله، ودخل الناس في دين الله أفواجا واسلم الحارث بن هشام وأسلمت ابنته أم حكيم فحسن إسلامها وكانت من اللاتي بايعن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وشعرت أم حكيم بحلاوة الإيمان تملأ كيانها فتمنت أن يذوق حلاوة الإيمان ولذتها احب الناس إليها.

واقربهم إلى نفسها زوجها عكرمة بن أبي جهل، وقادتها حكمتها وعقلها إلى الذهاب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم تطلب الامان لزوجها إذا عاد مسلما، وغمرت السعادة قلبها وهي تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصفح عنه ويامنه على نفسه، واندفعت ام حكيم مسرعه تتبع زوجها الهارب لعلها تدركه قبل أن يركب البحر وعانت من وحشه الطريق وقله الزاد ولكنها لم تيأس ولم تضعف فالغاية عظيمه يهون من اجلها الكثير الكثير وشاءت قدره الله لها ان تدرك زوجها في ساحل من سواحل تهامة وقد كاد يركب البحر، فجعلت تناديه قائله: يابن عم، جئتك من اوصل الناس وابر الناس وخير الناس

فلا تهلك نفسك وقد استامنت لك منه فأمنك، فقال لها عكرمة: اوقد فعلت ذلك؟ قالت : نعم، ثم اخذت تحدثه عن شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف دخل مكة وكسر اصنامها وكيف عفا عن الناس بقلبه الكبير ونفسه المنفتحه لكل إنسان، وهكذا نجحت ام حكيم بزرع البذور الطيبة في نفس زوجها وعادت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعلن إسلامه بين يديه وليجدد بهذا الإسلام شبابا كاد ان يضيع في ظلمات الجهل والوثنية، وفتح رسول الله ذارعيه ليحتوي الشاب العائد بكلية ليعلن ولاءه لله ولرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعكرمه

“لا تسألني اليوم شيئا أعطيته أحدا إلا أعطيته لك “، فقال عكرمة وقد أشرق نور الإسلام من وجهه: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك أو وأنت غائب، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء داعيا ربه بدعاء كلّه عفو وجود وكرم وصفح: ” اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه يريد بذلك المسيرِ إطفاء نُورك، فاغفر له ما نال مني من عِرض، في وجهي أو وأنا غائب عنه “، فقال عكرمة وقد رأى الكَرم الذي لا نظير له، وشهد العفو الذي لا حد له: رضيت يا رسول الله.

والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدّ عن سبيل الله إلاّ أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالا كنت أقاتل فى صد عن سبيل الله، إلا أبليت ضعفه فى سبيل الله ، وبعد أن أسلم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته له بذلك النّكاح الأول، وما كاد عكرمه ينهل من نبع العقيدة الإسلامية حتى فجرت في نفسه ايمانا صادقا وحبا خالصا دفعه إلى ارض المعركة ومن ورائه من بنيه كل قادر على حمل السلاح، وعلى ارض المعركة بايع عكرمه اصاحبه على الموت في سبيل الله وصدق الله فصدقه وحاز على وسام الشهادة في سبيل الله.

ولم تجزع ام حكيم المرأة المؤمنه الصابره وقد استشهد في المعركة اخوها وابوها وزوجها وكيف تجزع؟ وهي تتمني لنفسها ان تفوز بالشهادة مثلهم والشهادة اسمى وانبل ما يتمانه المؤمن الصادق، وبعد فترة من الزمن على استشهاد زوجها خطبها قائد المسلمين الأموي خالد بن سعيد فلما كانت وقعه مرج الصفر اراد خالد ان يدخل بها فقالت له ام حكيم: لو تأخرت حتى يهزم الله هذه الجموع، فقال: ان نفسي تحدثني اني اقتل، قالت له فدونك، فأعرس بها عند قنطره عرفت فيما بعد بقنطره ام حكيم، ثم أصبح فأولموا فلما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم .

واندفع العريس القائد إلى قلب المعركة يقاتل حتى استشهد فشدت ام حكيم عليها ثيابها وقامت تضرب الروم بعمود الخيمة التي اعرست فيها فقتلت من اعداء الله يومئذ سبعه منهم، فيا له من عرس، وياله من صباحية للعرس، وهكذا المؤمنات المجاهدات الصابرات عرسهن في الميدان وصباحهم جهاد وقتال، ولا غرو في ذلك فام حكيم هي ابنه اخت سيف الله المسلول خالد بن الوليد، فرحم الله ام حكيم المراه المؤمنه صانعه الابطال وفية مخلصة انقذت زوجها من الضلال والكفر إلى نور الإسلام وقاتلت بنفسها اعداء الله فجزاها الله عن دينها خير الجزاء.

وبعد وفاة زوجها خالد بن سعيد تزوجت من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وانجبت له فاطمة بنت عمر وتوفيت في نفاسها فهي الشهيدة زوجة الشهداء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد