العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع أمامه بنت أبى العاص بن الربيع ( الجزء الثانى )

0

إعداد / محمــــد الدكـــرورى

وقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لابنته زينب ” أكرمي مثوى أبي العاص، واعلمي أنك لا تحلين له ” ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير وأسرت الرجال وقال لهم: ” إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، كان ما نحب، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، وأنتم به أحق” فقالوا: “بل نرد عليه ماله يا رسول الله” فلما جاء لأخذه قالوا له: “يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره، فهل لك أن تسلم، ونحن ننزل لك عن هذا المال كله فتنعم بما معك من أموال أهل مكة وتبقى معنا في المدينة؟

فقال: “بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرة ” ومضى أبو العاص بالعير وما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال: يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ قالوا: “لا وجزاك الله عنا خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما.” قال: “أما وإني قد وفيت لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والله ما منعني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم، وفرغت ذمتي منها أسلمت ” ثم خرج حتى قدم على رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأكرم وفادته ورد إليه زوجته، وكان يقول عنه: “حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي” وتوفي أبو العاص بن الربيع فى السنة الثانيه عشر للهجره،

أى بعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بسنة واحدة، وقد ولدت السيده أمامة في حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت السيده أمامه قد تُوفيت أمها السيده زينب وهي صغيرة فى عام ثمانيه من الهجره، لتعيش بكفالة جدّها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أحبّها كثيرًا، وكان يخصّها بالهدايا، فقد روت السيده عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنها: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فِيهَا قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ، فَقَالَ: لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ، فَقَالَ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ، فَدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بِنْتُ زَيْنَبَ فَأَعْلَقَهَا فِي عُنُقِهَا “. وقد كان أبوها قبيل وفاته عام الثانى عشر من الهجره، قد أوصى أن يتزوّجها الزبير بن العوام.

إلا أن الزبير قد زوّجها من علي بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء بنت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت السيده أماه للإمام علي بن أبى طالب، ابنه محمد الأوسط، والزبير بن العوام القرشي الأسدي هو ابن عمة الرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وابن أخ زوجة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، السيده خديجة بنت خويلد، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وكان يُلقب بـ حواري رسول الله، لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال عنه: ” إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ “، وهو أول من سلَ سيفه في الإسلام، وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده.

وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلًا، وهو زوج السيده أسماء بنت أبي بكر الصديق، المُلقّبة بذات النطاقين، وقد أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثمان سنوات، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ولم يُطِل الإقامة بها، وتزوج أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، فولدت له عبد الله بن الزبير فكان أول مولود للمسلمين في المدينة، وقد شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر، وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة.

وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض.» وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقَتَله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل، فكان قتله في رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة رضي الله عنه، ونتابع الجزء الثانى مع أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العُزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهي أول أسباط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أشرف الناس نسبًا، فهي من بيت خير البشر وسيِّدهم، وكانت جدَّتها لأمِّها هى خديجة بنت خويلد، وأمها أولى حبَّات العقد الفريد في بيت الطاهر المبارك، فرضي الله عنها وأرضاها، وقد كان أبوها أبو العاص بن الربيع صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد رجال مكة المعدودين بمحاسن المكارم، وكان يُقال له الأمين، إذ عُرِف باستقامته في تجارته لقريش، وأداء الحقوق لأصحابها، وقد كان أبو العاص مواخيا مصافيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يُكثر من زيارته في منزله، وقد أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه الكرام

وقال صلى الله عليه وسلم: “حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَأَوْفَى لِي ” وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حِلية فيها خاتم من ذهب فأخذه وإنه لمعرِض عنه، فأرسل به إلى ابنة ابنته زينب فقال: “تَحَلِّي بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ” فتحلَّت به كما تحلَّت بعطف جدها ورعايته صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه قد أوصت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي خالة أمامة، زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتزوج أمامة بعد وفاتها، فتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد فاطمة، وقد زوَّجها منه الزبير بن العوام، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير.

فلمّا قُتل عليّ فآمت منه أمامة، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوّج أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع رضي الله عنهم زوجته بعده، لأنه خاف أن يتزوّجها معاوية رضي الله عنه، فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يُكنّى، وهلكت عند المغيرة، وقد قيل: إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة، وكذلك قال الزبير: إنها لم تلد للمغيرة بن نوفل، وقد قال الزبير: وليس لزينب عَقِب، وتُوفيت أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنها وهي عند المغيرة بن نوفل بن الحارث رضي الله عنه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد