العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع حبيبه بنت خارجه ( الجزء الأول )

0

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

لقد لعبت الصحابيات دور البطولة في جميع مراحل نشر الدعوة الإسلامية، بدءا من تلقّي الأوامر والأسس عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتطبيق ونشر هذا الدين، والحفاظ عليه، والدفاع عنه، والتصديق لصاحب هذه الرسالة العظيمة، ولم يقتصر دورهن على ذلك، بل شاركن في الغزوات جنبا إلى جنب مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في مواقف مضيئة يشهد لهن التاريخ بذلك، حتى ظهرت أول ممرضة في التاريخ إلى جانب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في إحدى الغزوات، ولا ننسى فضل باقي الصحابيات اللواتي قدّمن لنا أفضل مُثُل عُليا نهتدي بنهجهن.

وليكن نبراسا لنا في هذا الطريق، فيا معاشر الصالحين والصالحات اعلموا أننا في زمن كثرت فيه الفتن، واختلطت فيه المعالم، وإن من أكبر الحصون لبناتنا وأخواتنا وزوجاتنا لمواجهة ذلك بعد تقوى الله عز وجل هى التربية الإيمانية الحقة، التربية على منهج القرآن والسنة، وإن من أكبر ما يعين على ذلك، هو أن نقص عليهن سيرَ وقصص من امتدحهم الله عز وجل في كتابه، ونبيُّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في أقواله، ولهذا نجد أن العهد النبوي الشريف قد حفل بنماذج مُشرقة لنساء كن بمثابة بذرات أُلقيت في حقل الإسلام، فلما جاءت سحابة الإيمان وسكبت ماءها فى هذا الحقل.

وإذا بتلكم البذرات النقية التقية تتغذى من خلال النبعين الصافيين، من كتابِ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا بها تتفتح أزهارا لتنشر عطرها وعبيرها، فيملأ الكون كله بأريج وعبَق الإيمان والتوحيد، وبين أيدينا صحابيه جليله من صحابيات رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهى الصحابيه، حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجية الأنصارية رضي الله عنها، وهى زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأم ابنته أم كلثوم، ولها ذكر ولكن ليس لها رواية عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ابنة الصحابي البدري خارجة بن زيد، وأخت الصحابي البدري زيد بن خارجة المتكلم بعد موته.

رضي الله عنهم أجمعين، وأبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان التيمي القرشي، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو اول الخلفاء الراشدين ، وهو أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل الكرام، وهو أحب الناس إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد زوجته عائشة، وقد سُميّ أبوبكر بالصديق لتصديق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، له، وتزوج أبو بكر الصديق أربع زوجات، ومنهم السيده حبيبه بنت خارجه، وتعدّ الرحمة ورقة القلب من أبرز الصفات الفطرية لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كانت هذه الصفة تنعكس على شخصيته، وتتجلّى بوضوح أثناء معاملته مع الناس.

وقد شهدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رقّة قلب والدها، وقد تزوج أبو بكر الصديق كما ذكرنا من أربع نسوة، وقد أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وهن على التوالي، الزوجه الأولى وهى قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وهي أم عبد الله وأسماء، والزوجه الثانيه وهى أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية، وهي أم عائشة وعبد الرحمن، وقد توفيت في ذي الحجة سنة أربعه هجريه، وكانت الزوجه الثالثه وهى أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم الشهرانية

الخثعمية، وهي أم محمد، وكانت زوج جعفر بن أبي طالب، فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر، ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب، وكانت الزوجه الرابعه وهى حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجية الأنصارية، وقيل: مليكة بنت خارجة، وهي والدة أم كلثوم، والسيده حبيبه هى حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.

بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الصحابية الخزرجية الأنصارية، ويعرف قومها ببني الحارث بن الخزرج أو بلحارث بن الخزرج أو يعرفون ببني الأغر، زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بينما ورد اسمها عند البعض بلفظ “مليكة بنت خارجة بن زيد”، والصواب حبيبة بنت خارجة بن زيد، وتنتمي حبيبة بنت خارجة إلى أسرة خزرجية عريقة، فقد كان أبوها خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه سيد بني الحارث بن الخزرج، ومن كبار الصحابة وأعيانهم، وقد تزوج والدها من الصحابية هزيلة بنت عنبة.

وقيل هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج، الخزرجية الأنصارية، فولدت له زيد بن خارجة وحبيبة بنت خارجة، وهزيلة بنت عتبة هي أم سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي الزهير الخزرجي الأنصاري، فيكون زيد بن خارجة وأخته حبيبة أخوين لسعد بن الربيع من أمه، وقد ذكر ابن منده أن لحبيبة أخًا ثانيًا اسمه “سعد بن خارجة”، وقد قتل هو وأبوه يوم أُحد، وقد أسلمت حبيبة بنت خارجة رضي الله عنها وبايعت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويعود إسلامها إلى وقت مبكر، فوالدها من السابقين في الإسلام، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار.

وقد أسلم قبل الهجرة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وهو أحد النقباء الاثني عشر الذين جعلهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على قومهم، وبعد الهجرة النبوية آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين أبي بكر الصديق وبين والدها خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي رضي الله عنه، فنزل أبو بكر رضي الله عنه عند أخيه في الإسلام خارجة، وكان منزل خارجة بن زيد سيد بني الحارث بن الخزرج في منطقة السُّنح في عوالي المدينة المنورة، فتزوج أبو بكر رضي الله عنه من ابنته حبيبة بنت خارجة، وقد قال ابن سعد: نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد