سلطت برامج التوك شو الأضواء على توجهات السياسة الخارجية المصرية وجهودها إقليميًا وعربية، فمع متابعة الحدث الأبرز وهو القمة المصرية القبرصية، وُجدت أصداء للقمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية التي عقدت يوم الخميس الماضي، وأيضًا تجدد الحديث عن جهود مصر لدعم لبنان تزامنًا مع زيارة وفد لبناني إلى سوريا لبحث إرسال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر سوريا.
أولًا: القمة المصرية القبرصية:
قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: إن اللقاء الثنائي على المستوى الرئاسي ينقل الشراكة الاستراتيجية بين مصر وقبرص، ومعهما اليونان باعتبارها الشريك الثالث، إلى مستوى متقدم، وذلك بجهود القيادة السياسية المصرية التي ترعى أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر وقبرص، فترفع بذلك مستوى الإشراف والانخراط في إدارة هذا الملف إلى أعلى مستوياته، وهذا يعكس شراكة متميزة، ويؤكد سعي القيادة السياسة المصرية إلى تفعيل هذه الشراكة فلا تكون فقط زخمًا دبلوماسيًا، وإنما أيضًا مصالح مشتركة: مشروعات واستثمارات ونقل للخبرات.
أما عن تأثير القمة في المحيط الإقليمي، فقد اعتبر الكاتب الصحفي محمد أبو الفضل أن القمة المصرية القبرصية تتضمن رسالة لأنقرة قبيل الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا، فقد أرادت مصر التأكيد على أن تحالفاتها الإقليمية مع قبرص واليونان لن تتغير مهما بلغت درجة حرارة العلاقات مع تركيا، وهي رسالة تطمين للحليفين القبرصي واليوناني، وفي الوقت نفسه رسالة لتركيا بأن تتجاوب خلال المحادثات المرتقبة فقط في إطار المصالح المصرية التركية المباشرة، ولا تتطلع لأي تنازلات فيما يتعلق بموقف مصر من شرق المتوسط وليبيا والعلاقات مع قبرص واليونان.
ثانيًا: القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية:
في محاولة لقراءة دلالات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، أكد الدكتور جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسي أن مصر دأبت على أن تكون لاعبًا أساسيًَا في القضية الفلسطينية، وأن تسعى للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم القيادة الفلسطينية، مع تحريك المياه الراكدة من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات، وهذا يستدعي تنسيق المواقف وتهيئة الأجواء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمساعدة كل من مصر والمملكة الأردنية، وذلك – حسب اعتقاده – تمهيدًا لعقد ربما مؤتمر دولي من أجل القضية الفلسطينية العام القادم.
ثالثًا: دعم مصر للبنان:
بمناسبة زيارة وفد لبناني إلى سوريا لبحث إرسال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر سوريا، اعتبر الإعلامي عمرو أديب أن مساهمة مصر في حل أزمة لبنان يسهم في تحقيق مزيد من الاتحاد والتلاحم بين الدول العربية، وهو في الوقت نفسه أمرٌ ذو عائد اقتصادي جيد بالنسبة لمصر، إذ يمول البنك الدولي هذه العملية حتى لا يغرق لبنان في الظلام، كما أن الموافقة السورية على عبور الغاز المصري تؤكد أنه لا يوجد مشكلة لدى سوريا مع أي شيء مصري.
