العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الحرب النفسية وآثارها على المنطقة العربية

0

الحرب النفسية وآثارها على المنطقة العربية

بقلم الدكتور / سيد الحلوانى
متابعة المستشار الإعلامى والثقافى / سامح الخطيب
إن المخطط القديم لتقسيم الأمة العربية ثابت كدستور البلاد لكن يجوز لصانعيه إدخال تعديلات عليه حسب ما يستجد من أوضاع بالمنطقة وحسب مقتضيات الأمور. ففى الماضى لم تكن لإسرائيل دولة ولا من مكان يشار إليه فيقال أن تلك دولة اسرائيل أو دولة اليهود .لكن العجيب أن الحرب النفسية استخدمت منذ قرن وكانت حرب عقيدة وأقيمت إسرائيل على أساس دينى وتاريخى فتم تزييف التاريخ لتكن إسرائيل بقلب المنطقة العربية زيفا على أساس أحقيتهم بأرض فلسطين بحجة أن اليهود أقدم بتلك الأرض من بنى كنعان وسكان البحر.وهذا أكبر تزييف للحقيقة فكيف يقال أن إبراهيم عليه السلام ومن بعده إسحاق ويعقوب أصحاب تلك الأرض وهم جاءوا عابرين فارين مما يحدث ببابل من جبروت ملكهم وفر إبراهيم هربا من الكفر وكلنا نعلم قصته عليه السلام . وكان الكنعانيون أصحاب الأرض قبلهم بما يقارب ٢٨٠٠عام ق م .وفى القرن الماضى تم الاجتماع الثلاثى الدولى الشيطانى الذى اتفقوا من خلاله على تنفيذ وعد بلفور .ووضع كيان لشتات اليهود بالمنطقة على أساس خدمة كبيرة للغرب وهى أن تظل المنطقة العربية ملتهبة ومنطقة نزاع وصراع عرقى دينى مذهبى طائفى ولا تنقطع ولا تتوقف أنهار الدماء فيها أبدا عن التدفق. وأساس كل هذا عبارة عن حرب نفسية أعدت لذلك . ويعد هذا خدمة للمصالح الغربية وإستنزاف لثرواته وإحتلال خبيث للمنطقة بفكر خبيث آخره الحرب بالوكالة لنقتل انفسنا ثم ندفع مئات المليارات لأمريكا وأوربا لتحميانا من أنفسنا ومن إيران الذى أسموها بشيطان المنطقة . فيعد هذا خلل عقلى لدينا وإنعدام فكرى ووطنى وغياب تام عن الوعى وعدم إدراك للحقيقة والواقع لما يحدث بالمنطقة .والجديد أن تلك الحرب تطورت تطورا كبيرا وأصبح لها أدوات جبارة فعلى سبيل المثال الحرب على سوريا إعتمدت على الحرب الاعلامية النفسية الجبارة ولتنفيذ ذلك جهز لتلك الخطة أخصائيين نفسيين وآلة إعلامية جبارة فتمكنوا من زرع الخوف والرعب عند معظم أبناء الشعب السورى حيث أعلنوا إنتصار الجبهات والمعارضة المسلحة وإنشقاق الجيش واستخدموا الألة الإعلامية أيضا فى تزييف الصور وإن الجيش العربى السورى يقتل أبنائه بأسلحة فتاكة ويحرق الأطفال بالكيماوى والبراميل المتفجرة . ولما لم يفلح العدو كلف ما يسمى بداعش وأنفق على ذلك المليارات من الأموال العربية ومن هنا دخلت روسيا وما يطفو على السطح بأن دخولها لإحداث توازن لكن لن ندخل بتفاصيل دخول روسيا للمنطقة وسوريا وسيكون لذلك الموضوع فيما بعد تحليل آخر . وكل هذا سبب حرب نفسية لدى العرب والشعب السورى ومع ذلك صمد الشعب والجيش السورى العربى وانتصر رغم وجود الأعداء الداخليون بسوريا وخارجها لإستمرار الحرب النفسية الاعلامية .وهكذا دمرت الشعوب العربية .وتخلل خطة العدو طويلة الأمد ضرب الثقافة والمثقفين وخلق جيل جديد بثقافة تتنافى مع ثقافة العرب ثقافة ليست لها جزور فتغير وجه الثقافة الأصيل وزرعت ثقافة الأنا والعنصرية وثقافة تعد سياسة للتشكيك والعمل على قتل الروح الوطنية عند الرموز المخلصين والحض على عدم الإنتماء للوطن وادخلونا فى قضايا التدمير والتقسيم بالعراق وسوريا وليبيا. حتى تموت القضية الفلسطينية وتندسر واستخدموا أيادى عربية عميلة لبث روح الفرقة بنفس الحرب النفسية والعمل بكل ما يملكون على عدم تنفيذ وتحقيق الوحدة العربية وكذلك اقلام عربية عميلة تحاول محو الهوية الفلسطينية . لينتهى الحلم مع تمزيق وتفتيت الدول العربية فتنشغل كل دولة بما فيها فلا تستطيع أى قوى سياسية التفكير بأى قضية أخرى سوى التفكير فيما يحدث من شرزمة وتقسيم داخلى لديهم .وينتهى مجرد التفكير فى قضيتهم الفلسطينيةالمحورية . وما يحدث فى مصر أيضا من حرب نفسية وتهيئة وتعبئة الرأى العام المصرى لإحداث ثورة خطيرة بلا ثورة ولا وجود لها أصلا لكن الألة الاعلامية العميلة إستخدمت كل أدواتها لاثبات أن الثورة قائمة فصعود مصر وتقدمها ليس لصالح إسرائيل ولا أميركا ولا الغرب.لكن سقوط مصر مهم جدا لإنهاء ما يسمى بالحالة الأممية .بمعنى لا حديث مطلقا عن العروبة او الوحدة او الحماية بعد خروج مصر من اللعبة السياسية وكقوة كبيرة بالمنطقة ولها شأنها ومواقفها السياسية العربية والدولية بغض النظر عن بعض المواقف السياسة البطيئة حاليا. لكن أعدائنا فشلوا فشلا زريعا. ونرجو من القيادة السياسية بمصر تقديم بعض الإصلاحات السريعة للمواطنين الذين هم أساس حب وبناء والدفاع عن مصر. وإن حدثت تلك الثورة المزعومة والمستوردة ستكون نهاية لقوة عظمى عربية لازالت صامدة حتى الأن فإنتبهوا أيها العرب .فلم يعد لدينا الوقت لنتفرق أكثر . فالفرقة ليست أبدا لصالح أمتنا . واعلموا أن العدو يكشف تحركات أى رمز يدعوا للوحدة ويعمل على اسقاط كل المشاريع الداعية لذلك.
بقلمى دكتور/السيد الحلوانى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد