العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

التعايش مع عيوب الآخرين في المجتمعث

0

التعايش مع عيوب الآخرين في المجتمعث

بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
إزدادت العلاقات الإجتماعية والتواصل إزديادا ملحوظا في مطلع القرن الحالي وذلك عبر وسائل السوشيال ميديا مثل Facebook ، و twitter وyou tube و WhatsApp وغيرها مما سهلت التواصل بين الناس في أنحاء المعمورة . وكثيرا ما تكون هذه الوسائل سببا في نشوب خلاف ونقاش حاد وتجريح بل وتهجم يصل الى حد إستعمال كلمات أو تعليقات بذيئة ومخالفة للعادات والتقاليد الإنسانية ، وأحيانا يتطور الامر ليكون محل خلاف بين أطراف أخرى في قطرين أخرين !! عندئذ تفسد العلاقات الإجتماعية وتسوء جدا بين الأطراف المختلفة المتنازعة ، وهي فئات من الناس الذين لا يعقلون ويتمسكون برأي لا حياد عنه على الرغم من أن هذا الرأي قد يكون خاطئا .
إذن كيف السبيل للمحافظة على علاقات إجتماعية ودية على الأقل أو تقويمها ؟ يجب أن نعترف بأن أي إنسان يمكن أن يقع في الخطأ ، بل إن الأخطاء داخل النفس البشرية أمر فطري وكلنا على ثقة أن البشر جميعهم لا يخلون من العيوب ، فالبحث عن عيوب الناس ونشرها في المجتمع من أقبح الأعمال وأقذرها . وهل من الممكن أن ننسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال ” كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ” .
إذا أردنا أن تبقى العلاقات الإجتماعية مع الآخرين ودية وقوية علينا أن نغض الطرف عن عيوب الآخرين على إعتبار أن الكمال لله وحده وأن هذه العيوب جزءا من حياتنا وهكذا تخف أو تتلاشى الصراعات والمشاكل والإختلافات بين أفراد المجتمع أو مع أفراد أو جماعات في مجتمع أخر خاصة إذا إعترفنا بأن الحياة مليئة بالأشياء الناقصة ولا سيما هذا الانسان الذي نتعايش معه في حياتنا اليومية . أشعر أن تقبل عيوب الآخرين من حولنا ومن خارج مجتمعنا هو الذي يؤسس لبناء علاقات إجتماعية قوية وجعلها مستديمة وغير قابلة للتفكك . إن من أجمل الأخلاق في الحياة أن نعيش سويا بسلام ووئام ووفاق ونتغافل عن العيوب والأخطاء ونحاول أن نغيرها الى الأفضل إن أمكن بالحوار الهاديء والإقناع .
أعتقد أن تشبث بعض الناس بالخطأ وعدم تقبل النصح والإرشاد يزيد من سوء العلاقات الإجتماعية ، لهذا يجب علينا تطوير أنفسنا وسلوكياتنا الى الأحسن والأقوم والأصح . إذا أردنا أن ننجح في علاقتنا الإجتماعية علينا الأٌ نتوقع الكمال من البشر ولا ننبذهم لعيب أو خطأ ما لأن الحياة التي نعيشها ملآى بالعيوب ، ولكن لماذا لا نأخذ الإيجابيات فيها والتي تؤسس للتفاؤل والاستمرارية . إذا أحببنا أن نصل الى الهدوء الإجتماعي في
حياتنا مع الاخرين علينا أن نعترف بأننا جميعا نخطيء في وقت وزمن ما وأحيانا يكون الخطأ غير مقصود ولكنه يْثير الأطراف الأخرى ! يجب الاّ نظن أن النقد المستمر للعيوب والأخطاء تأتي دائما بالثمار المرجوة لأنه ليس الطريقة المثلى لتغيير السلوكيات والعيوب ، بل ربما تكون النتائج سلبية الى حد كبير ، وقد قيل قديما أن عيوب الناس ” تُطوى ولا تُروى ” • هل نريد تحقيق المزيد من الهدوء الإجتماعي والنفسي علينا الإنشغال بعيوبنا الشخصية وليس بعيوب الناس فنحن نتغاضى عن عيوبنا وننشغل بنقائص وعيوب وسقطات الآخرين ثم نبدأ بالنقد الذي يكون أحيانا جارحا . حبذا لو جنبنا أنفسنا ما نكره من عيوب الأخرين ويا ليتنا نتحمل الهفوات البسيطة ولا نعيرها إهتماما ، فالأفضل الأّ نتشنج من عيوب الآخرين بل ننظر اليها بأنها أحداثا وقتية وعابرة وعلينا الاّ نُشْعِر أي شخص بأننا نحاسبه على عيوبه وزلاته وهفواته بشكل مباشر بل نتحدث حول هذه الأشياء بشكل عام وعن سلبياتها على العلاقات الإجتماعية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد