العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

لا تمدن عينيك

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تمدن عينيك
زمن القراءة: 5 دقائق

 

هل فكرت أن ما لديك من نعم أيا كان حجمها هو أفضل شيء؟ هل تعاملت مع ما تملك وما أعطاه الله سبحانه وتعالى لك أنه أفضل شيء بغض النظر عما يكون مع غيرك من أشياء؟

 

نعود لنتفكر في كتاب الله جل وعلا ونجد الإجابة في قول الله سبحانه وتعالى: “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ.” سورة طه131.. أرزاقنا كبشر متنوعة، ولها مسميات متعددة فقد يكون رزق أو متاع أو نعمة أو غيرها، لكن دوما نتعلق بما عند الله سبحانه وتعالى من رزق طيب في كل شيء.

 

إنه كذلك بالفعل، إن ما معك وما تملك من نعم من الله سبحانه وتعالى هو أفضل شيء لك لأنه من ربك وهو الأعلم بكل الأمور، سواء كان ذلك في الشكل والصفات الجسدية أو في الشخصية والمهارات أو في الشهادة والمحتوى المعرفي أو في العمل ومستوى الرزق والمال أو في مستوى المعاملات والمعارف.

 

فكل شيء معك من نعم وخيرات هو أفضل شيء لأنه معك، وهو أفضل مما مع غيرك لأنك تملكه بينما لا تملك ما مع غيرك، ولأنه عطاء الله سبحانه وتعالى الذي أعطاك إياه لكي تسير وتنمو به، ولتزداد علما نافعا وخُلُقا حسنا وإيمانا راقيا رفيعا مستقيما يصل بك إلى عليين.

 

وبالطبع لا يمكن أن يقال للفرد الذي لديه أفعال لا ترضي الله سبحانه وتعالى أن هذه نعمة أو أن هذا ما تملكه، لأن الله سبحانه وتعالى أعطاه قبل هذا الفعل غير المستقيم نعمة القرآن الكريم ونعمة العقل لكي يميز بين الصواب والخطأ، وأعطاه نعمة العبادات لكي ترده دوما إلى طريق الخير والنعم، فيعمل بمنظومة تدعيم الصواب وتصحيح الخطأ، فيكون دوما رابح بإذن الله تعالى.

 

إن رضا كل فرد بما لديه من صفات ومميزات سواء مادية ملموسة أو معنوية محسوسة يساعده على مزيد من الثقة بالنفس والتصالح معها، وهذه النقطة تعتبر جانب قوة في الشخصية الإنسانية، وهو ما يحبه الله عز وجل، خاصة إذا كان فهم هذه القوة بالشكل السليم الذي يربطها بحول الله وقوته، ثم ينفقها ويستخدمها بالطريقة السليمة البناءة في كل شئون حياته، ثم ليشكر الله سبحانه وتعالى عليها وعلى كل ما أنعم به عليه.

 

والرضا لا يمنع العمل والإجتهاد والطموح للأعلى عند رب العالمين، بل إن الرضا بما في اليد يساعد على نقاء الذهن وهدوء القلب، ويبعد عنه أي مدخل لحسد أو ضغينة للغير، وبالتالي يبعده عن أي تصرف سلبي قد يؤذي لا قدر الله. فالرضا يعتبر أساس صلب في البناء يمكن الزيادة عليه في إطار ما يرضي الله سبحانه وتعالى ويصل بالفرد إلى سعادة في الدنيا وفي الآخرة (مع اختلاف شكل السعادة في الدارين لإختلاف طبيعة كل دار).

 

فالرضا وعدم التطلع لما في يد الغير يمكن أن يكون بداية يبني عليها الفرد مزيد من العمل الصالح المثمر الذي يقدمه بين يدي الله جل وعلا إنجاز ونجاح بفضل من ربه العظيم. لذلك جاء النهي في الآية الكريمة (لا تمدن)، فكلما ركزت فيما لديك من نعم وإن كانت بسيطة تمكنت من فهم هذه النعم والتعامل معها بشكل أفضل ودعمها وتقويتها، والأهم الإستفادة منها لتعطيك إنتاجية أعلى، وذلك بالتماشي مع تصحيح ما قد يتواجد من أخطاء طالما هناك الوعي السليم بالأمور.

 

ولنا دوما في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). رواه الترمذي، فأرزاق غيرنا لا نمتلكها، بل نحن نمتلك فقط أرزاقنا التي أعطانا الله إياها وهي أحق بالإهتمام والعناية… نعمل أحرار مسئولين واعين لله رب العالمين مجتمعين على حق الله ونعمته.

اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

 

بقلم: داليا السيد

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد