العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

سكون القلب إلى اختيار الرب بقلم / محمـــد الدكـــروري

0

سكون القلب إلى اختيار الرب بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس دعاء، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ” اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ” متفق عليه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته ” اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ” رواه النسائي، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مَه مَه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزرموه، دعوه ” فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له ” إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن “
قال فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه ” رواه مسلم، وإن الرضا يعني سكون القلب إلى اختيار الرب عز وجل وهو قبول حكم الله في السراء والضراء، والعلم أن ما قسمه الله هو الخير كله، وقد بيَّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن الغنى الحقيقي والسعادة والراحة يكمن في الرضا فقال صلى الله عليه وسلم “ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس” رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث، ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأمضى وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس” رواه مسلم، فإذا رأيت من هو أكثر منك مالا، أو ولدا فاعلم أن هناك من أنت أكثر منه مالا، وولدا أيضا فانظر إلى من أنت فوقه، ولا تنظر إلى من هو فوقك.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن تزدروا نعمة الله عليكم” وقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام “ليس الغنى كثرة العرض المال، ولكن الغنى غنى النفس” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب” متفق عليه، وإن الرضا يعني سكون القلب إلى اختيار الرب عز وجل وهو قبول حكم الله في السراء والضراء، والعلم أن ما قسمه الله هو الخير كله، وليس الرضا هو الاستسلام لواقع يمكن تغييره بالسعي، والأخذ بالأسباب كالتداوي من مرض، أو السعي وراء الرزق، أو دفع ضرر ما، لأن الاستسلام هو الانهزام وعدم بذل الجهد والأخذ بالأسباب لتحقيق الهدف.
إنما الرضا باستفراغك الوسع، وبذل الجهد والأسباب في تحقيق الهدف، لكن لم توفق إليه، فترضى بما قسم الله لك من غير جزع، أو ضجر، أو سخط كالذي تزوج ولم يرزق الولد رغم سعيه للعلاج، والذي أصيب بمرض لم يستطع دفعه بالدواء، والذي ابتلاه الله بالفقر وضيق ذات اليد، فاجتهد في تحصيل الغنى فلم يوفق، وإن السخط والجزع وعدم الرضا على قضاء الله وقدره، وبما قسمه للعباد لا يزيد المرء إلا شقاء وتعاسة وبُعدا عن الله، ويحرم صاحبه من راحة البال وطمأنينة النفس، ولذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط” رواه البخاري.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد