العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

محاربة الفساد ومقاومة المفسدين بقلم / محمـــد الدكـــروري

0

محاربة الفساد ومقاومة المفسدين بقلم / محمـــد الدكـــروري

إننا جميعا مسؤولون عن محاربة الفساد، ومقاومة المفسدين، وإذا رأى الناس الظالم ثم لم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده، هكذا ورد الأثر، ويشهد الواقع، ويوم أن يصاب الناس بالخذلان والأنانية، وحب الذات والجشع، مع ضعف في الإنكار، واستمراء للمنكر، فتلك مقومات للإصلاح، والله يحكم لا معقب لحكمه، فإن الذين يقومون بمهمة النهي عن السوء موعودون بالنجاة والخلاص دون غيرهم، فقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم عنهم فى سورة الأعراف ” فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كان وا يفسقون ” ولقد جاءت آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، تنهى عن الإفساد في الأرض، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” وقال الإمام ابن القيم رحمه الله.
في تفسير هذه الآية أنه قال أكثر المفسرين لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله، فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره، والشرك به، هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به، ومخالفة أمره، فقال الله تعالى فى سورة الروم ” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ” وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله، وإقامة معبود غيره، ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته.
فلا سمع له ولا طاعة، فإن الله أصلح الأرض برسوله صلى الله عليه وسلم، ودينه، وبالأمر بتوحيده، ونهى عن إفسادها بالشرك به، وبمخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله، وعبادته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل شر في العالم، وفتنة، وبلاء، وقحط، وتسليط عدو، وغير ذلك، فسببه مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الآيات التي جاءت في كتاب الله عز وجل، تنهى عن الفساد والإفساد في الأرض قوله عز وجل فى سورة البقرة ” وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ” ويقول ابن جرير الطبري رحمه الله، اختلف أهل التأويل في معنى الإفساد الذي أضافه الله تعالى إلى هذا المنافق الذي ذكره الله في الآية.
فقيل هو قاطع الطريق، وقيل هو الذي يسفك دم المسلمين، إلى آخره، ويدخل في الإفساد جميع المعاصي، ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله “إن إقامة الحد من العبادات، كالجهاد في سبيل الله ، فينبغي أن يعرف أن إقامة الحدود رحمة من الله بعباده فيكون الوالي شديدا في إقامة الحد، لا تأخذه رأفة في دين الله فيعطله، ويكون قصده رحمة الخلق بكف الناس عن المنكرات لا شفاء غيظه، وإرادة العلو على الخلق بمنزلة الوالد إذا أدب ولده، فإنه لو كف عن تأديب ولده كما تشير به الأم رقة ورأفة لفسد الولد، وإنما يؤدبه رحمة به، وإصلاحا لحاله، مع أنه يود ويؤثر أن لا يحوجه إلى تأديب، وبمنزلة الطبيب الذي يسقي المريض الدواء الكريه، وبمنزلة قطع العضو المتآكل، والحجم، وقطع العروق بالفساد، ونحو ذلك بل بمنزلة شرب الإنسان الدواء الكريه، وما يدخله على نفسه من المشقة لينال به الراحة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد