العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن رعاية الإسلام للكبار بقلم / محمـــد الدكـــروري العمق نيوز

0
الدكروري يكتب عن رعاية الإسلام للكبار بقلم / محمـــد الدكـــروري العمق نيوز
إن من رعاية الإسلام للكبار أنه رخص لهم في كثير من العبادات والطاعات في القيام والصيام والحج والجهاد رحمةً ورأفة بهم، فقد أمضوا سنوات عمرهم في هذه الطاعات، فلما كبر سنهم ورق عظمهم وخارت قواهم راعى الإسلام هذه الحال، ووجه إلى التخفيف والتيسير، وتكليف العبد بعد الفرائض ما يطيق من العبادات، فهذا رجل كبير السن فعن عبد الله بن بسر يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، وفي رواية ولا تكثر، فقال عليه الصلاة والسلام “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى” رواه الترمذي، بل جعل الإسلام للشيب الذي يظهر على رأس المسلم ولحيته قيمة عظيمة، وأجرا كبيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة”
فإذا كانت توجيهات هذا الدين نحو الكبار واحترامهم بهذا السمو، فأين هذه القيمة العظيمة في حياتنا؟ وأين حقوقهم في مجتمعاتنا وفي سلوكنا وتعاملاتنا؟ فكم من أبوين كبيرين عقهما وهجرهما وأساء معاملتهما أبناؤهما، وكم من شيخ أو إنسان كبير تطاول عليه الصغار والشباب وسخروا من كلامه ورأيه، وتقدموا عليهم في المجالس والطعام والشراب، وكم نرى شبابا تستطيل ألسنتهم على الكبار، وكم نرى شبابا لا يعرِف للكبير أي قدر ولا أي مكانة، قد يلمزه بجهله، وقد يلمزه بضعف رأيه، وقد يلمزه بقلة علمه، وقد يلمزه بعدم نظافة ملبسه، فكل هذه الأمور وغيرها لا يجب أن تحملك على إهانة الكبير، بل قدر الكبير وعظمه، وأظهر لأولادك عندما يزورون معك رحما أنك تقدم الأكبر فالأكبر، فهذا من إجلالك لله، ولن يخيب الله رجاءك يوم أن تأتيك هذه المرحلة من عمرك.
فتحتاج إلى من يساعدك ويعاملك المعاملة الحسنة، واعلم أن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولم تقتصر قيمة احترام الكبير ورعايته على المسلم، بل شملت غير المسلم طالما أنه يعيش بين المسلمين، فها هي كتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير، فقيل أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مر بباب قوم وعليه سائل يسأل شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه فقال من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال الحاجة، والسن، قال فأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده، فذهب به إلى بيته، فأعطاه بعض ما عنده، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال انظر هذا وأمثاله، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم.
ويقول تعالى فى سورة التوبة ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين” وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن أمثاله ومن هم في عمره في جميع البلاد الإسلامية، وهذا خالد بن الوليد سيف الله، عندما صالح أهل الحيرة وجاء في صلحه معهم أنه قال وجعلت لهم أيّما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين، فأين منظمات حقوق الإنسان اليوم عن مثل هذه الأحكام وهذه التشريعات؟ ولماذا لا نعود لقيمنا وأخلاقنا ونعلمها لأبنائنا وننشرها للعالم كله؟ ففيها السعادة والراحة والحب والتآلف والتراحم، وإن هذا الاحترام الصادر من المسلمين بعضهم لبعض دليل على الخير في نفوسهم، ودليل على التربية والتنشئة الصالحة التي تربى عليها الأجيال التربية النافعة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد