العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسيان هش وبريق ذكرى

0

نسيان هش وبريق ذكرى

(سرد تعبيري )
بقلم الأديبة اللبنانية/ سامية خليفة
متابعة المستشار الإعلامى / سامح الخطيب
ارتباكاتُ الحنينِ تبعثرُ المحاولاتِ البائسةِ في تسريحِ شعوثةِ الرّوحِ، فالماشطةُ أضنتها كآبةُ الزّفراتِ، ربّما لأنّ الغدَ أصبح ملحاحا عليّ في أسئلته العقيمة، ألتف حول ذاتي أنا النّاسكة المعتكفةُ في محرابِ الصّمتِ أما آن لي أن أنسّقَ أيّامي المنثورة هباءً في غاباتِ الوحشة؟ ليتني أسلو ذكراه برشفِ دنانِ النّسيانِ ، أيا نسيان إنْ بكِ تغفو ذكراهُ فاقبِل والبِسني أجفانَ السّباتِ، أيا نسيان أنا وعصا الرحيل هرمنا معا ونحنُ نكتنِهُ أسرارَ الغيابِ كم ثملْنا وثملَتْ معَنا الصّورُ ! كم ترنّحتْ فأفرغتْ كؤوسَها من كلِّ ضجيج واعتنقتْ صمتَ الذّهولِ، وما نفعُ الصّورِ المشوّهةِ المتكدّسةِ بالأطنانِ والدّموعُ خالطتْها لتصيرَ محاراً في بحرٍ أنا فيه أغرق. طالَ الغيابُ وموحشٌٌ الغوصُ في الأعماقِ أيا ليتني أتوبُ عن ذكراه، أنا امرأة طواها الهجرُ في ديوان لتعانقَ ورودا جافّة تتساوى معها في الجفافِ، ديوان أشعاري كلماتُهُ معتّقةٌ صوَرُه باهتةٌ صفحاتُه أوراقٌ معلَّقةٌ على شجرةِ الأَماني تحتضنُ بريقا لا يبهت هو بريقُ الحبّ تنتظر منك محضَ التفاتةٍ، الأمانيّ المرهقةُ تحلم بأن تنامَ كطفلةٍ على زنديْكَ تنتظرُ انقشاعَ الغيمِ كي تزدانَ بلؤلؤِ اللِّقاءِ، وبالقبلاتِ تتعطَّرُ.
بقلمى سامية خليفة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد