العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن طلحة وأبي هريرة

0

الدكروري يكتب عن طلحة وأبي هريرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي أن رجلا جاء إلى طلحة بن عبيد الله، فقال يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم، أم هو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؟ فقال طلحة أما أن يكون سمع مالم نسمع فلا أشك، سأحدثك عن ذلك إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل، كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، وكان مسكينا، ضيفا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده مع يده، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع، ولا تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل” ولم يبلغ أبو هريرة رضي الله عنه هذه الرتبة العظيمة من الرواية والدراية إلا بالتعب والجوع والنصب.
وصدق القائل عندما قال لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبر” ولقد حدّث رضي الله عنه عن شيء من الشدة التي لقيها في ذلك، فقال خرجت يوما من بيتي إلى المسجد، فوجدت نفرا فقالوا ما أخرجك؟ قلت الجوع، فقالوا ونحن والله ما أخرجنا إلا الجوع، فمضينا فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “ما جاء بكم هذه الساعة؟ فأخبرناه، فدعا بطبق فيه تمر، فأعطى كل رجل منا تمرتين، فقال “كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء، فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا” قال فأكلت تمرة وخبّأت الأخرى، فقال يا أبا هريرة لما رفعتها؟ قلت لأمّي، قال “كلها فسنعطيك لها تمرتين” رواه البيهقي، وكان أبو هريرة رضي الله عنه ذا لسان سؤول وقلب عقول، أما لسانه السّؤول، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.
قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال صلي الله عليه وسلم “لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أوّلي منك ، لِما رأيت من حرصك على الحديث، إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من نفسه” رواه البخارى، وأما قلبه العقول فيدل عليه سعة حفظه وفهمه وإدراكه، فقد كاتب مروان أمير المدينة قال أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يسأله وجعلني خلف السرير، وأنا أكتب، حتى إذا كان رأس الحول، أي بعد سنة دعا به فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدّم ولا أخّر” وأبو هريرة رضي الله عنه، ذلك الاسم الذي اقترن اسمه باسم رسول رب العالمين، لِما له من كثرة الرواية وعلو الكعب في الحفظ والإتقان على الصحابة أجمعين.
فلم يخلو ديوان من دواوين الإسلام إلا واسمه فيه منقوش مرسوم، ولم يمضي مجلس من مجالس الذكر والعلم إلا وكان لذكره نصيب معلوم، فدعوات المؤمنين له في كل عصر متوالية بالرضا والثناء والرحمات الغالية، لم يسمع به أحد إلا أحبه قبل أن يراه، وما جلس إليه أحد فملّ حديثه ولقياه، جالسه أبو صالح السمّان من تابعي الكوفة الصالحين عشرين سنة فما ملّ مجالسته بل تمنى عند موته أن يحظى بجلسة معه، فقال “ما كنت أتمنى من الدنيا إلا ثوبين أجالس فيهما أبا هريرة”
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد