أبي .. لساني في رثائك عالقاً

إلا يا دار أين أبي …. أين الحبيب صاحب الجدران

أين المعلم والمربي والإمام.. أين الفقيه معلم الأذهان

ابتي لساني في رثائك عالقاً.. والصبر يمسح دمعة الوجدان

والعمر بعدك فر مني هارباً..والقلب صار رفيقه الاحزان

ذكراك تهفو حول فكري دائما…تعطر الأجواء كما الريحان

ستظل ذكراك في الفؤاد باقية… في الدار والأرض تبقى وفي الرمان

تبكي المنابر على فراق أصحابها..ويعلو نحيبها في مدخل العيدان

والزوجة العظماء تبكي على آسف..كما بكي لفراق الأب ولدان

سلام الله عليك مني يا أبي…سلام لصاحب الفضل والجود والإحسان

ابتي وأن اسكنت بدار البرزخ.. فإنك في القلب تسكن وفي الوجدان

عهدتك واعظاً في كل شأن.. وأنت اليوم في رحمة الرحمن

تشيعك القلوب بكل حزن..ملك كريم وأن زاره الملكان

كم تدارسنا آيات نرددها..وعلمتنا التجويد والترتيل بالقرآن

رحل الذي كان دوما ناصحي…ومعلمي فضل ديني على الأديان

رحل الذي ضحى واخلد عمره..لحمايتي رحل الذي ربان

ابتي تشوقت القلوب لرؤيتك.. وسماع صوتك بقراءة القرآن

رمز المروءة والرجولة والشجاعة..عاش الجميع بجواره بأمان

فقدنا إماما عاش جل حياته…ورعا تقيا مربي الأذهان

أم الجميع في المساجد مصليا..لله يدعوا خالص الإيمان

رجل كتاب الله كان حياته…فجري جميل القول منه على اللسان

والخير منه أصاب كل محبة..شهدت له كل القلوب والعينان

ابتي وحيداً قد مررت بمفردك.. في ظلمة القبر ضائع العنوان

جاورت ربا عطاءه لا ينفذ..ادعوه دوما ليسكنك الجنان

لك الدعوات منا كل يوم…لك الرحمات في كل وقت أن

رحماك ربي ليس غيرك باقياً…رب رحيم عدل عظيم الشان

فلا تقيس فضل إنسان بإنسان…فكل كمال الشئ يتبعه نقصان

ولا يغررك طيب العيش على أحد..فغدا مصيره اللحد والاكفان

هي الأيام بين العباد دول.. فلا يدوم على حال لها شأن

وإذا ما الموت قد اختار صاحبه..فاليوم أحيا وموتي غداً قد حان فيا غافلاً عن ذكر ربك ناسياً…انهض رعاك الله فالعمر نقصان .