العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن إياكم والتكاسل عن العبادات

0

الدكروري يكتب عن إياكم والتكاسل عن العبادات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إياكم والتكاسل فإنه مرض خطير يصيب الإنسان وإن من أخطر أنواع التكاسل هو التكاسل عن الأمور الشرعية، فالتكاسل عن العبادات خصوصا العبادة اليومية مثل الصلاة، فالصلاة لها خصوصيات، فالحج في السنة مرة، والصوم الواجب هو صوم رمضان، والزكاة إذا حال الحول وبلغت الأموال النصاب، أما الصلاة فكل يوم خمسين مرة خففها الله عز وجل إلى خمس، فلا مجال لمقارنة الصلاة بغيرها، فإذا أردت أن تقيِّم أحدا فابدأ بالصلاة، فإذا تقدم إنسان ليتزوج، أول ما تسأل عنه هل يصلي أم لا يصلي؟ وإذا كان يصلى فهل يصلي في المسجد أم لا؟ سؤال كل الناس يسألونه، حتى إن بعض الآباء لا يصلون في المسجد، لكن إذا تقدم لابنته رجل يصلي في المسجد اطمأن قلبه أكثر.
وهو بنفسه لا يصلي في المسجد لأنه يعلم في قرارة نفسه أن الاتصال بالله عز وجل ضمانة، إذن من أخطر الأنواع أن تتكاسل هذه الروح ويتبعها الجسد عن القيام بالعبادات الشرعية، ومن الناس من إذا قام إلى الصلاة يقوم بتكاسل، بعض الشباب يقوم مجاملة لوالديه، وبعض الناس مجاملة لزملائه في العمل، وبعض الناس يكون معه أحد فقوم ليصلى، وهذا التثاقل وهذا التأخر فى الأداء دليل على وجود هذا المرض الخطير، فبادر بعلاج هذا المرض، والله إن لقيت الله به ربما لا تنجو، ولكنك إذا كنت حريصا على العلاج فإن الله عز وجل سيعينك، فإن بعض الناس الآن يقتصر فى الصلاة مثلا على ما يدفع به عن نفسه المؤاخذة والعقاب، فيفرط في أداء السنن والنوافل، ودائما متأخر يدرك ركعة.
ومرة تفوته الصلاة، وواضح أن هذه النوعية وإن كان فيها خير وتذهب إلى الصلاة لكن عندها كسل، والكسل درجات، كسل يقعد صاحبه بالكلية، وكسل يضعف صاحبه، وكسل يقصره عن بلوغ المنزلة العالية التي تنبغي لمثل هذا الإنسان، وتأمل لوصف الله عز وجل للمنافقين، يقول الله تعالى فى سورة النساء ” إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا” فهم يهمهم الناس، فما تفكروا في رؤية الله عز وجل لهم، فإذا أردت أن تختبر نفسك فانظر لحالك إذا جاء وقت الصلاة وأنت مشغول، مشغول ببيع وشراء، عقد صفقة، شراء أسهم، بيع أسهم، وربما هذا الأمر يضرك في دينك ودنياك وأنت لا تدري، يصرفه الله عنك لو كنت تصلى.
ولكنك جاهل فيقول تعالى ” والله يعلم وأنتم لا تعلمون” وإن من أنواع الكسل هو الكسل الفكرى، وهو أن تجد إنسانا مؤهلا لأن يتعلم، مؤهلا لأن يعرف ويطلع، فيه ذكاء، فيه سرعة بديهة، يتمتع بمواهب لا حصر لها، وطاقات هائلة، لكنه يقبرها ولا يستفيد منها، يميل إلى الراحة وقلة الحركة، طاقات مدفونة، مواهب منسية، والسبب هو الكسل وضعف الهمة، وكم من الشباب من إذا رأيته تلمس فيه حدة الذكاء، وتلمس فيه مواهب، ثم إذا رأيت حاله رثيت لحاله، تجده مع الأسف في طريق يسلكه لا ينجح فيه، والسبب هو ضعف الهمة والكسل.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد