العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

مساقط افريقيا تصعق العالم وتسقطها في حروب كبري

0

مساقط افريقيا تصعق العالم وتسقطها في حروب كبري

كتب – محمود أبوبكر
لعل الملاحظ للتغيرات الأخيرة في الساحة الافريقية والعربية نجد أن الصراع حول العالم تدور محاوره علي أفريقيا والشرق الأوسط مما جعل القوي الكبري سعت لخديعة العالم بحروب اشتعلت في أكثر من بقعة حول العالم وهي بقعة اوكرانيا وتيوان في الأخير .
ومن الملاحظ أن هذه الإزحات نحو مناطق جديدة من الصراع حول العالم لم يكن محض الصدفة ولكنه جاء من أجل ضمان انشغال كلا من موسكو وبكين في حروب طويلة الأجل من أجل انقضاض واشنطن وبريطانيا واذرعهم علي الفريسة المفضلة والكنز العظيم الذي يمكنه أن يغني العالم عن الماء الطاقة الغذاء الدواء بالإضافة إلي الرفاهية الطبيعية التي لا يوجد مثيل لها في العالم.
ولكن تبقت أمام القوي الاستدمارية الكبري معضلة كبري يخشاها العالم أجمع وهي مصر كنانة الله في أرضه يتغير العالم وتنقسم القارات وتتغير أسماء الدول وتبقي هي بعظمتها وعزها وشموخها بنيلها بجيشها وشعبها باقية حصن منيع يدافع عن الأمة الإسلامية والعربية والافريقية .
فهناك أسباب عدة جعلت من المنطقة الافريقية منطقة استدامة وأيضا مصر في قلب كل حدث وتحاك ضدها جميع المؤامرات من أجل محاولة إسقاطها لأنها منها يحكم العالم وضعفها يسهل للقوي الاستدمارية نهب خيرات أفريقيا والشرق الأوسط.
فمن الملاحظ أن الصراع الدائر الآن هو حروب الطاقة الغير متجدده من بترول وغاز وذهب ومعادن ولكن ما خفي عن أعين العالم وهو صراع المساقط الافريقية التي منها يتولد الطاقة الكهرومائية بطرق بسيطة جدا وغير مكلفة .
فمن المعروف عن القارة الإفريقية أنها هضبة شديدة الإنكسار الغنية بالانهار دائمة الجريان مستمرة منذ بدء الخليقة حتي قيام الساعة مما جعل مساقط وهضاب القارة الجاري من فوقها المياة تستطيع صعق العالم أجمع عدة مرات وتوليد طاقة كهرومائية هائلة دون عناء ومشقة التكاليف الباهظة مما جعلها مطمع جديد يضاف الي المطامع المعروفة للجميع من خيرات ومعادن وماء وغذاء .
فيوجد في القارة الإفريقية كثيرا من الهضاب منها هضبة الحبشة التي ينبع منها نهر النيل والهضبة الاستوائية وهضبة جنوب افريقيا والتي يجري بها نهري الورانج واللمبوبو بالإضافة إلي هضاب مصر الشرقية والغربية وهي أماكن مرتفعة عن سطح البحر .
ومن أيضا المساقط الهامة “شلالات فكتوريا ” وهي تقع تقريبا بين منبع نهر زمبيزي ومصبه وعلي بعد أميال عدة يتدفق النهر الكبير عبر شق عمودي علي مساره بانخفاض 400 قدم
بالإضافة إلي شلالات الملكة فيكتوريا طبقا للإسم الذي أطلقه دافيد لفنجنستون مكتشف الشلالات “المساقط” .
كما يوجد بالقارة الغنية مساقط أخري “شلالات” في هضبة كاتانجا ونهر اللوالابا ويسمي الكنغو الذي يتدفق فوق سبعة مساقط “شلالات ستانلي” والتي وحدها يمكنها صعق العالم اكثر من عشر المرات من قوتها بالإضافة إلي مساقط نهر النيل وتبدأ من نهر ليوفيرونزا المرتفع 3700 قدم فوق سطح البحر الي بحيرة فيكتوريا ليتدفق الي شلال أوين كما يوجد أيضا مساقط “شلالات ” تيوجيلا في نتال وهي تسقط من ارتفاع 2800 قدم .
كما يوجد أيضا مساقط “شلالات كالامبو في زمبيا وهي تهبط 3000 قدم من سافة 6 أميال وتحتوي علي انحدار 704 قدم بالإضافة إلي شلالات مليتسونيان علي النهر الأصفر بباتسوتولاند ومساقط شلالات اوغرابين والتي تقع علي نهر الاورانج بإقليم كيب .
ومما سبق يتضح لنا عزيزي القاريء انه مع كل قطرة مياه سقطت قتل الأفارقة باختلاف بشراتهم ولغاتهم علي أيدي القوي الاستدمارية الغربية من أمريكا وفرنسا وانجلترا وعمدت القوي الاستدمارية الكبري علي تجريف القارة من قواها الناعمة وتدمير شبابها وضمان استمرارية الحروب القبلية والطائفية والخلافات التي تجري بين الأشقاء من أبناء أفريقيا تارة عبر نزاعات مائية كما يحدث من تعد صارخ وغير مسبوق ممن سلموا عقولهم لأعداء القارة الإفريقية ونهبوا ثرواتها وآخري عبر صراع ثقافي حضاري بين أبناء القارة الواحده ومحاولة أن ينسب تاريخ وحضارة عظيمة كحضارة مصر العظيمة الي غير أبناء مصر .
ولعلنا نتوقف قليلا عند هذه المعضلة الهامة التي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة فلعل أعداء القارة الإفريقية مرارا وتكرار في اسعباد أبناء القارة وقتل الملايين من أبناؤها بطرق عدة كما سبق وأن ذكرنا الأسباب ولكن الصراع المستحدث أيضا هو صراع ثقافي حضاري
بين أبناء القارة الواحده .
فلقد ظهرت في الآونة الأخيرة الحركة المركزية الأفريقية والتي تعتدي كذبا وزورا علي أقدم واعرق حضارات الأمم وهي الحضارة المصرية العظيمة التي بدأت منذ أكثر من سبعة آلاف سنة ويبقي السؤال الأبرز للحركة وهو اذا كان ادعاءكم صادق فلماذا لم ينشأ اجدادكم هذه الحضارة بأرضكم واختيرت مصر وهو السؤال الذي لا يمكن الإجابة عليه لأنهم لم يتعلموا أن أجدادهم قتلهم الاستدمار الامريكي البريطاني الفرنسي الذي أنشأ حركتهم من أجل النيل من العلاقات المصرية الأفريقية التي لم تكن مصر إلا مساندا وداعما لاستقرارها وأمنها القومي منذ فجر التاريخ حتي نهاية العالم.
وكما أوضحنا من أسباب ظاهرة للعلن من أسباب الحروب علي القارة الإفريقية لابد أن نوضح الدور المصري في حماية القارة الإفريقية من السقوط في براسم الاستدمار والحروب والدمار بتوجيهات غربية بطرق عدة .
فمصر منذ فجرالتاريخ هي ضمانة وصمام أمان للأمن القومي العربي والإفريقي فلقد حبي الله مصر موقعا جغرافيا فريدا لم تتمتع به أي بلد علي مر العصور لم يتغير رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها واجتماع العالم علي النيل منها ولكنها الأرض المقدسة مهد الديانات والحضارات ماضي الأرض وحاضرها ومستقبلها ربما نجهل قيمتها ولكن الله الذي اختارها وحماها بأنوراه واحتمي بها أنبيائه ورسله وعباده الصالحين وجميع المستضعفين في الأرض فهي خلقت قبل خلق البشرية جمعاء .
فمصر هي قوة جذب طبيعية تاريخية بارزة وعضو في كل مشاكل القارة الإفريقية والأمة العربية فهي جزء أصيل من الرقعة الفسيحة للإقليم العربي الإفريقي فعربيا بحكم الانتماء القومي والنزعة العروبية المتولده عنه وأفريقيا بضروريات الموضع والموقع فهي ممثلة لأقصى الرأس الشمالي للقارة الإفريقية وحلقة الوصل بين أوروبا وآسيا عبر البحر الأحمر بالإضافة إلي اعتبارها بحرا عربيا افريقا .
بالإضافة إلي ما سبق فمصر دولة نيلية بإمتياز وأحد الأضلاع الكبري لحوض النيل الممتد الي البحيرات الاستوائية ومنها بحيرة فيكتوريا مما جعلها في جوار لصيق مع دول حوض النيل “رواندا الكنغو واوغندا وإثيوبيا وارتيريا وتنزانيا والسودان وجنوبها فمصر شريكا للقارة الإفريقية دون دعوة في أمنها المائي والقومي
فهي مكونا إقليميا فاعلا في جميع ما يجري من ترتيبات للمنطقة ذات الأهمية الجيواستراتيجية في المستقبل التواصلي بدءا من باب المندب حتي معابر القرن الأفريقي.
ومن جميع ماذكرنا نجد أنفسنا كمصر بشعبها وجيشها أمام مسؤولية كبري من الحفاظ علي وطننا وحقوقه وأمنه القومي والمائي في كل بقعة من الأرض ولعل الحروب الأخيرة التي أشرنا اليها ولا يعلم عنها الكثيرون جعلتنا أمام معركة وعي عظمي بأهمية إعداد الأجيال للمعارك الكبري القادمة التي تحاك ضد مصر وأجيالها سواء بإدعاءات وافتراءات علي التاريخ المصري أو سرقة الحقوق المصرية المصيرية من مياه أو تأجيج الصراع علي الحدود المصرية وداخل دول الجوار مما يسهل لهم عملية الاستيلاء علي القارة الإفريقية وهو أمر بعيد المنال في وجود مصر وجيشها وشعبها الطواق لحماية أمنه القومي والمائي .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد