مستشفى أبو الريش فى حاجة إلى ريش..

لقد عاهدت جريدتكم الموقرة أن أكتب عن رمضان ولكن كنت فى زيارة قدرها الله لمستشفى أبو الريش للأطفال..ولا أخفيكم لم أنم قبل أن أكتب هذا المقال ..لكى أبرىء نفسى وقلمى وجهدى من المسئولية أمام الله يوم تجتمع الخصوم .

إنها مستشفى الأطفال التخصصى ” أبو الريش اليابانى” أكبر مستشفى أطفال فى مصر والشرق الأوسط تأسست عام 1983 بمنحة من اليابان وتضم 354 سرير منهم 121 سرير رعاية مركزة وبها 35 حضانة ويتردد على المستشفى ما بين 1500- 2000 مريض يوميا باجمالى نصف مليون مريض سنويا يتم حجز 25000 – 30000حالة سنويا….

إنها أول مرة يهتز القلم وترتعش الجوارح وتبكى العين لما رأيت فى هذه الزيارة فكتبت هذه الاستغاثة التى أرجو أن تصل إلى كل ذى قلب وكل ذى طفل وكل ذى مال .. إنها استغاثة آباء وأمهات تطرق الأبواب فلا يجيبها أحد ولا يأبى لها أحد وربما لم يسمعها أحد إلا الله وهو الكافي بإذن الله . نعم فالناس لاتسمع إلا التلفاز وإعلانات الفضائيات ومن لايملك مايعلن به لن يجد ما يوفى باحتياجات مرضاه ..فليمت الأطفال لنقص الدواء ولتدفن الصرخات وتتوارى الجراح ولكن هل تنتهى الآلام . للأسف يبقى الألم والندم يمزق القلوب ويستمر الأمل يلوح بين الدموع .. والأمل هو أن يتوفر العلاج وتسد الفجوة تبرعات الصالحين من الأغنياء لكى ننقذحياة أعدادا كثيرة من هؤلاء البؤساء ونخفف آلامهم ..تخيل أيها الأب أو الأم لو كان طفلك مريض ولاتملك علاجه فتجرى به إلى المستشفى فهى الملجا الفعلى فيصدمك بل يقتلك الجواب “نفذ العلاج ” عليك شراء الدواء ..هذا رغم كفاءة واستعداد الفريق الطبى لبذل فوق ما يستطيعون ..هذا مايحدث فالميزانيات فى المستشفي تنفذ والحالات تتضاعف فى العدد والعلاج يتكلف ويتعدى حد الإنفاق ..ماذا يفعل الطب وماذا يفعل الأب والأم . لاتوجد ميزانية بالملايين لعمل اعلانات التبرع بالفضائيات..فتجمع المليارات وتعالج المئات..مستشفى أبو الريش لايوجد بها بند الإعلانات فلا يعرفها إلا من ألصقه قدره بها فهو أهل لطفل مريض أو قريب له أو الفريق الطبى الذى بعمل فى تنفيذ العلاج ..ان مستشفى أبو الريش تتحمل علاج مئات أضعاف ماتتحمله المستشفيات الأخرى..وتصل بها الحال أن يجمع الفريق الطبى التبرعات من أنفسهم وأهلهم ولكن هيهات أن يوفى ذلك بما تحتاجه المستشفى التى تعد أكبر مستشفى أطفال فى مصر تعالج نصف مليون طفل سنويا .

ليس هذا فقط ولكنها تستقبل كل الحالات المرفوضة من المستشفيات لاحتياجها إلى كفاءة أعلى وتكلفة أكبر والجهد فيها على أقصاه والنتائج مبهرة وحالات الشفاء تعد من أعلى المعدلات على مستوى المستشفيات فى مصر والعالم ..كل هذا بإمكانيات تحتاج إلى إمكانيات ودعم يحتاج إلى دعم ..نحن فى مصر نتوجه للمنفقين والطيبين فى مصر وكل العالم العربى أن يأتوا ليروا الحال على الواقع علهم يوجهوا صدقاتهم وزكاتهم الى هذا الصرح العظيم لإنقاذ حياة أطفالنا والله عليه الجزاء لكل من ساهم لمسح دمعة أب وأم يموتون مع أبنائهم المرضى كل يوم ألما من المرض وخوفا من الموت حسرةعلى ضيق ذات اليد …من يمسح هذه الدموع من يفرج هذه الكربات من يصلح ليصلح الله له ..من يسبق فيكون من السابقين…اللهم بلغت اللهم فاشهد

..د. ضحى بركات