العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

المشاكل الزوجية وعلاجها

0

المشاكل الزوجية وعلاجها

بقلم :شيرين محمود محمود عبد العزيز خلف
لا يخلو بيت من المشاكل الزوجية لأسباب مختلفة فهي طبيعة بشرية ولكن العاقل هو من يحاول تفاديها أو حلولها بطرق واعية وليكن لنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم القدوة الحسنة . فلقد تعرض بيت النبوة نفسه لبعض المشاكل كما ذكر في القرآن الكريم مثل حادثة الإفك التي افتراها المنافقون محاربة لرسول الله صلي الله عليه وسلم والوارد ذكرها بسورة النور والآيات التي تحدثت عنها وطريقة علاج الرسول صلي الله عليه وسلم لها﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [ النور: 11]
ومشاعر السيدة عائشة رضي الله عنها وقد أصابها الإعياء الشديد واستئذانها لرسول الله صلي الله عليه وسلم أن تقضي فتره في بيت أبيها الصديق رضي الله عنه وليس بتسرعها لطلب الطلاق أو السعي له بل بالصبر والتأني وانتظار حكم الله وهو ما حدث من نزول براءتها من فوق سبع سماوات .وهو درس من دروس النبوة في معالجة أكبر المشاكل التي يمكن أن تحدث في بيت من البيوت وما ترتب عليه من أحكام قذف المحصنات وعقاب من يفعل ذلك وأيضا عقاب من يحبون إشاعة الفواحش فكانت هذه الحادثة تعليما وبيانا وإرشادا (وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )(النور ١٨)
*كما نسترشد بما ورد في سوره الأحزاب علاجا وحلا لمشاكل أخري تتعرض لها بعض البيوت (يا أيّها النبيّ قُلْ لأزواجكَ إنْ كنتنّ تُردنَ الحياةَ الدنيا وزينتَها فتعالينَ أمتّعْكنّ وأسرّحْكنّ سراحًا جميلاً. وإنْ كنتنّ تُردْنَ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرةَ فإنّ اللهَ أعدّ للمُحسناتِ منكنّ أجرًا عظيمًا) (الأحزاب٢٩/٢٨)فلا ترهق المرأة زوجها بزيادة النفقة وتحمله ما لا يطيق وتتذكر ان الدنيا دار فناء وهو علاج للمرأة المتطلعة المرهقة بكثرة طلباتها
.**وأيضا أمر الإسلام بعدم اإرهاق طرف من الأطراف بالمقارنات بالغير ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾
[ طه:١٣١]
**ونستدل بهذه الآية الكريمة لحل مشكلة أخري وهي الزينة خارج المنزل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الأحزاب٥٩) دليلا لعدم إظهار الزينة والتفنن في ابدائها خارج المنزل وهو علاج للمرأة المتطلعة للموضة وبيوت الأزياء وكل من يحارب حجاب المرأه المسلمة.
**مشاكل بسبب عدم الإنجاب أو إنجاب ذكور فقط او اناث فقط وبيان أنه بيد الله تعالي وليس بيد البشر ﴿لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ یَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ إِنَـٰثࣰا وَیَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ ٱلذُّكُورَ ۝٤٩ أَوۡ یُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانࣰا وَإِنَـٰثࣰاۖ وَیَجۡعَلُ مَن یَشَاۤءُ عَقِیمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِیمࣱ قَدِیرࣱ ۝٥٠﴾ [الشورى ٤٩-٥٠]
**مشاكل بسبب التفاخر بالأنساب والعائلات من بعض الأزواج أو الزوجات وقد عالج القرآن الكريم هذه المشكلة بالتذكير بيوم القيامة وأن الفيصل هو الأعمال والميزان (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(المؤمنون ١٠٢/١٠١)
**كما حث الإسلام علي الصبر في النصح وهو حل لمشكلة الكسل والتراخي الأمر الذي يسبب أيضا بعض المشاكل (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) (طه١٣٢)
**مشاكل بسبب الإسراف والتبذير أو البخل بالنهي عن ذلك وأن الاعتدال هو الحل الأمثل (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا) (الفرقان ٦٧)
**حل بعض المشاكل بالتغاضي وعدم التدقيق وراء كل كبيرة وصغيرة والقيل والقال (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ )(التحريم ٣)
**مشاكل بسبب الغيرة وطريقة علاج النبي صلى الله عليه وسلم لها وهو القدوة الحسنة فعن أنس بن مالك
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فأرْسَلَتْ إحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فجَمَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الذي كانَ في الصَّحْفَةِ، ويقولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ. ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حتَّى أُتِيَ بصَحْفَةٍ مِن عِندِ الَّتي هو في بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ في بَيْتِ الَّتي كَسَرَتْ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5225 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
فهذا الموقف يدل علي مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لمشاعر زوجته وعدم تعنيفها أو سبها أو إيذائها حتي بالكلام كما كان سيفعل أي زوج في هذا الموقف بسبب إحراجه أمام أصدقائه وقد يبلغ الحد بزوج من الأزواج لتطليق زوجته في موقف كهذا ولكن هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بل بالعكس تماما ضرب أروع مثلا في الحكمة والتروي والاحتواء النفسي والمعنوي .
**مشاكل بسبب شئون المنزل من طعام وخدمة ومشاكل الحياة اليومية وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في معالجتها فلم يعب طعاما وكان في خدمة أهله
ما عَابَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ؛ إنِ اشْتَهَاهُ أكَلَهُ، وإلَّا تَرَكَهُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
(3563)، ومسلم (2064)عن الأسود بن يزيد -رضي الله عنه- قال: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ، ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ-، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ). [أخرجه البخاري]
قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في وصف النبي: (ما كان إلَّا بشَرًا مِن البشَرِ، كان يَفْلي ثوبَه، ويحلُبُ شاتَه، ويخدُمُ نفسَه). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]
قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في وصف النبي: (كان يَخيطُ ثوبَه، ويخصِفُ نعلَه، ويعمَلُ ما يعمَلُ الرِّجالُ في بيوتِهم). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]
كما أنه لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه ضرب خادما أو امرأة
ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا؛ إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شَيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ؛ إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2328 |
فلنتبع هدي النبي صلي الله عليه وسلم في معالجة المشاكل ونقتدي بأفعاله﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾(الأحزاب ٢١)
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد