العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

تمنيت لو تعود امي..ولكن!

0

تمنيت لو تعود امي..ولكن!

ان الإنسان يعيش مع والديه بشيء اسمه الاسرة، هذه الأسرة تمنحه كل ما يريد وكل ما يحتاج إليه من أمور مادية ومعنوية، وحين تتوفى الام، ومنذ ذلك اليوم ويحاسب الإنسان نفسه على التقصير في حقها، ويتذكر أشياء يتمنى أنه لم يفعلها وأيضا يحاسب نفسه على أشياء يتمنى لو أنه فعلها إرضاء لها.
ويتحطم قلب الإنسان عند أول يوم يفقد فيه، ولا يعود ابدا كما كان، بل إنه تهون عليه الدنيا، ولاشك أن كل ما سبق إمارة خير داخل الإنسان، فالشخص البار يظل يشعر أنه مقصر في حق والديه مهما فعل لهما.
ومحاسبة النفس على أخطائها وهفواتها طاعة عظيمة، فقد
قال عمر ـ رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا”.
وقال الحسن: “لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه: وماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدما قدما لا يحاسب نفسه”.
ويروى عن ميمون بن مهران قال: “لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسسب شريكه، من أين مطعمه وملبسه؟”.
وما كان من الإنسان من تقصير في حق أمه فإنه تكفره التوبة الصادقة وكثرة الاستغفار ثم بالمداومة على الدعاء لها والإحسان إليها بالصدقة وإكرام أصدقائها وصلة أرحامها، فإن ذلك من البر الذي لا ينقطع بوفاتها.
لأن الإنسان بموته قد انقطع عمله إلا من ثلاث كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. رواه الترمذي.
ولقد كان من فضل الله تعالى على الآباء والأبناء جميعا أنه لم يوقف البر على حياة الوالدين، ولم يقطعه بموتهما، بل أبقى حقوق البر على الابن بعد موت والديه لمن أراد الخير، وليفتح أبواب النفع أمام الحي والميت جميعا.
فعن أبي أسيد الساعدي: “بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى حب عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله! هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما”(رواه احمد والطبراني).
ويستطيع من قصر في حق والديه في حياتهما، ولم يقم بحق برهما حق القيام، أن يعوض ذلك التقصير ذلك، فربما كان هناك من أساء إلى والديه، أو عقهما ويريد أن يتوب ويكفر عن هذا، ويود لو أمكنه برهما بعد موتهما، وربما كان هناك من قام بواجب البر وحق الوالدين في حياتهما، ويتمنى لو أمكنه الاستمرار في هذا الفضل وذاك الواجب بعد وفاتهما.
فاطمة عبد العزيز محمد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد