العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن مصطلح التكافل الإجتماعى

0
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مصطلح التكافل الإجتماعى
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الشباب
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
يُقصد بمصطلح التكافل الاجتماعي تضامُن أبناء المجتمع وتَسانُدهم، سواء كانوا أفرادًا أو طوائفَ، أو حكامًا أو مَحكومين؛ وذلك بدوافع إيمانية نبيلة، تهدف إلى غايات كريمة، تنتهي إلى تحقيق الرعاية الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية لجميع أبناء المجتمع؛ وذلك بتوفير الاحتياجات الأساسيَّة مِن مأكل ومشرَب ودواء وكساء وتعليم، بالإضافة إلى مُقاوَمة كل مَن يُحاولون خرْقَ سفينة المجتمع؛ كالمُحترفين، والمُحتكرين، والآكلين للأموال بالباطل بشتى الصور.
وهذا التكافل الاجتماعي – بهذا المفهوم الإسلامي – تُقرِّره الآياتُ القرآنية والأحاديث النبوية التالية؛ قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وقال تعالى: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 7]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267].
ويقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا))[1]، ويقول – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبُّ لنفسه))[2]، ويقول – صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها، كمَثَلِ قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضُهم أسفلَها، وكان الذين في أسفلها إذا استقَوا من الماء مرُّوا على مَن فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقْنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقَنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجَوا جميعًا))[3].
• ولعلَّ الحديث التالي أصرَحُ في الدلالة على التكافل الاجتماعي، انطلاقًا مِن واقع عمليٍّ عاشه الرسول مع المسلمين؛ فقد روى مسلم وأبو داود أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال – وكان في حال سفر وشدة -: ((مَن كان معه فضلُ ظهر، فليَعُدْ به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضل زاد، فليعدْ به على مَن لا زاد له))، قال أبو سعيد الخدريُّ – راوي الحديث -: فذكَر مِن أصناف المال ما ذكَر، حتى رأينا أنه لا حقَّ لأحد مِنا في فضل.
بَيْدَ أننا نؤكد – مرة أخرى – على حقيقة شمولية التكافل الاجتماعي في الإسلام للجوانب المادية والروحية؛ لأنه في النهاية يَعني شعور الجميع بمسؤولية بعضهم على بعض، وأن كل واحد منهم حامل لتبعات أخيه ومحمول على أخيه، ويُسأل عن نفسه، ويُسأل عن غيره[4]؛ ولهذا كان للتكافُل شُعبتان:
شعبة مادية، وسبيلها مدُّ يدِ المعونة في حاجة المحتاج، وإغاثة الملهوف، وتفريج كُربة المكروب، وتأمين الخائف، وإشباع الجائع، والإسهام العمَلي في إقامة المصالح العامة، وقد أطلق الإسلام على هذا النوع مِن التعاون المادي عناوين مختلفة، تشمل أنواعًا مختلفة مِن العلاج والتكافُل؛ مثل الإحسان، الزكاة، الصدقة، الحق المعلوم، الإنفاق في سبيل الله، كفالة اليتيم، صلة الأرحام… إلخ، لكن هذه العناوين الدالة على أنواع مِن التكافل تتكامل كلها لتُقدِّم نسيجًا من التكافل المادي في الحياة الاجتماعية.
أما الشعبة الثانية، فهي الشعبة الأدبية؛ ونعني بها: تكافل المسلمين جميعًا، وتعاوُنهم المعنويُّ بالتعليم والنصح والإرشاد والتوجيه، أو بإيجاز: التعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولاً وفعلاً، والإسلام يجعل هذا التكافل الأدبيَّ فريضةً لازمةً على كل مسلم، بل جاء على لسان الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه الدِّين كله بالنسبة لجميع الطبقات[5]: ((الدين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
وهكذا يتضح لنا – بجلاء وتركيز شديدَين – أن التكافل الاجتماعي في الإسلام لا يعني مجرَّد المساعدات المادية – أيًّا كانت صورتها – كما تعني كلماتٌ مثلُ الضمان الاجتماعي، أو التأمين الاجتماعي، بل يمتدُّ المضمون الإسلامي للتكافل ليُصبح نظامًا لتربية روح الفرد وضميره وشخصيَّته وسلوكه الاجتماعي، ونظامًا لتكوين الأسرة وأساليب تكافلها، ونظامًا للعلاقات الاجتماعية – بما في ذلك العلاقات التي تربط الفرد بالدولة – وأن يكون في النهاية نظامًا للمعاملات المالية، والعلاقات الاقتصادية التي تَسود المجتمع الإسلامي[6].
________________________________________
[1] رواه البخاري ومسلم.
[2] أخرجه البخاري.
[3] أخرجه البخاري.
[4] الشيخ محمود شلتوت، الإسلام عقيدة وشريعة (ص: 444)، ط3، دار القلم، 1966، مصر.
[5] الشيخ محمود شلتوت، الإسلام عقيدة وشريعة (ص: 444)، طبع مصر.
[6] من كتاب الدورة الثالثة حلقة الدراسات الاجتماعية للدول العربية (ص: 707)، نقلاً عن عبدالله ناصح علوان: التكافل الاجتماعي في الإسلام، (ص: 21) نشر دار السلام، مصر، ط 4، 1403.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد