العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن الأولوية بين الحج والنكاح

0

الدكروري يكتب عن الأولوية بين الحج والنكاح

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار وكرم الإنسان ورفع له المقدار، واصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم، وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد.
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن فريضة الحج، وقيل إن من تعارض عنده الحج والنكاح، فإن كان يحتاج إلى الزواج، ويشق عليه تأخيره، ويخشى الوقوع في الحرام قدم الزواج على الحج، وقال ابن قدامة رحمه الله، وإن احتاج إلى النكاح، وخاف على نفسه العنت أي المشقة قدم التزويج لأنه واجب عليه، ولا غنى به عنه، فهو كنفقته، وإن لم يخف قدم الحج لأن النكاح تطوع، فلا يقدم على الحج الواجب، عندما يكون صابرا يصبح النكاح مستحبا في حقه فيقدم الحج، وعندما يخشى على نفسه الحرام يصبح الزواج واجبا، فيقدمه على الحج حينئذ، والإنسان المريض مرضا يرجى شفاؤه لا يوكل بالحج عنه، ينتظر الشفاء ليحج، أما إذا كان مريضا مرضا مزمنا لا يُرجى عند الأطباء شفاؤه، أما علم الغيب عند الله، فإنه يوكل بالحج عنه، ويدفع النفقة.
وقيل جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت “يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال نعم” وهكذا فإنها مسؤولية وأمانة، وعلى المرء أن يسلك السبيل الشرعي، وأن يبتعد عن الرشوة والمحرمات، وأن يحج بمال حلال، فإن الذي يحج بالمال الحرام يُخشى أن لا يقبل حجه، ما حج، ولكن حجت العير، وفي هذه الأيام العشر القادمة عبادة عظيمة وهي الأضحية، إنها شعيرة عظيمة، فقد فدى الله عز وجل نبيه إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم، لما صبر هو وأبوه على الذبح والابتلاء، فإنها عبادة عظيمة فيها إنهار الدم لرب العالمين، والتقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي أفضل بكثير من التصدق بثمنها، ولو زاد لأن إنهار الدم لله عبادة دالة على التوحيد، وإهراق الدم توحيدا لرب العالمين.
فاللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم لا تدع لنا فى مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا ميتا إلا رحمته، ولا مجاهدا فى سبيلك إلا نصرته ولا عدوا لدينك إلا دحرته، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأذل الشرك والمشركين وأهلك أعداءك أعداء الدين، وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد