العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الإدارة

0
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الإدارة
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لا شك فيه أن الإدارة كلمة ليس لها معنى واحد له صفة القبول العام؛ إذ يمكن تعريفها بعبارات مختلفة، ولكن المفهوم الشامل للإدارة يمكن صياغته بأنه: “مجموعة من الأنشطة المتميزة الموجهة نحو الاستخدام الكفء والفعال للموارد، وذلك لغرض تحقيق هدف ما أو مجموعة من الأهداف”.
وهذا المفهوم الشامل:
1ـ العمل الإداري يتضمن مجموعة من الأنشطة المتميزة، وهذه الأنشطة يمكن تصنيفها إلى أربعة تصنيفات هي: (التخطيط، التنظيم، التوجيه، الرقابة).
2ـ العمل الإداري يتضمن الاستخدام الكفء والفعال للموارد التي تتعامل معها المنظمة وهي: موارد بشرية، مادية، مالية، معلوماتية.
3ـ العمل الإداري هو عمل هادف يسعى لتحقيق هدفٍ محدد، أو مجموعة من الأهداف.
4ـ إن الإدارة ليست تنفيذاً للأعمال بل إن الأعمال تنفذ بواسطة الآخرين.
هل الإدارة علم أم فن؟
اختلف الكتاب والممارسون في الإدارة من حيث كونها علماً خالصاً أم فناً خالصاً، أم مزيجاً من العلم والفن؟
الإدارة فن خالص:
ويرى أصحاب هذا الرأي أن الإدارة تتطلب مهارات ومواهب إنسانية، خاصة يتم تنميتها بالممارسة والخبرة المكتسبة، لأن الإدارة تتعامل مع البشر الذين يختلفون في مكوناتهم وسلوكهم، وهذا التعامل يحتاج مهارة وموهبة من المديرين، وكما يوجد ‘مبدعون’ في أي مجال؛ فإن هناك مديرون ماهرون في مجالهم.
الإدارة علم خالص:
ويرى أصحاب هذا الرأي أن الإدارة هي علم استخدام الجهد الإنساني، حيث إن العلم يقوم على جمع المعلومات، والبيانات، والملاحظات، وتنظيمها، وتفسيرها بغرض الوصول إلى حقائق وقواعد وقوانين عامة لتفسير الظواهر والتنبؤ بحدوثها، ويرى هؤلاء أن الإدارة المعاصرة لها جوانب من العلم، فالكثير من الظواهر التنظيمية أصبحت تخضع للبحث، وتختبر علمياً، كما أن الأسلوب أو المنهج العلمي في التفكير أصبح مستخدماً في كثير من مجالات وأنشطة الإدارة.
وإن اختلف الأسلوب العلمي في مجال الإدارة شأنه في ذلك شأن العلوم الإنسانية عن مجالات العلوم الطبيعية.
الإدارة علم وفن:
فنحن إذا اعتبرنا الإدارة فناً فهذا لا يعني إنكار وجود العلم فيها، لأن أي فن لا بد وأن يعتمد على علم مساند، وأي فن لا بد له من علم ودراسة تصقله، كما أن العمل العلمي البحت عند تطبيقه عملياً؛ لا بد من وجود مهارات ومواهب معينة حتى يمكن تطبيقه بنجاح، وهذه المواهب والمهارات هي التي تمثل الجانب الخلاق لدى الممارس.
والإداري في أي موقع أو مجال يحتاج للإلمام بعلوم أخرى بجانب خبراته الإدارية كالإحصاء، والاقتصاد، وعلم النفس، وغيرها من العلوم.
من هو المدير الناجح؟
الذي يحسن استخدام المهام الإدارية، فإذا أحسن التخطيط على أساس بعد النظر، وسعة الأفق، وحسن الاختيار بين الوسائل المتعددة، والحلول الممكنة، وتوافرت لديه ملكة التنظيم التي تجعل منه منظماً ماهراً، وكان تعامله مع مرؤوسيه على أسس سليمة قوامها التنسيق التام بين نشاطاتهم ومهامهم، وأقام نظاماً للاتصالات يسهل نقل المعلومات والبيانات من خلال نظام محكم للتقارير، وأحسن التصرف في الاعتمادات المالية، وأوجه صرفها؛ كان قائداً إدارياً ناجحاً.
وظائف الإدارة:
إن العمل الإداري يختلف عن العمل التنفيذي، حيث ينطوي على ممارسة مجموعة من الأنشطة يطلق عليها الوظائف وهي: التخطيط، التنظيم، التوجيه، والرقابة.
1ـ التخطيط:
ينطوي التخطيط على محاولة استشراف المستقبل والتنبؤ به، والاستعداد لهذا المستقبل، والتخطيط عملية ذهنية بطبيعتها، وتعتمد على التفكير الخلاق من خلال بلورة الحقائق والمعلومات عن موقف معين، ومن ثم يقرر المدير من خلاله ماذا يريد أن يعمل؟ وما هو الواجب عمله؟، ومتى؟، وما هي المواد اللازمة لإنجازه؟، ويرتكز التخطيط على دعامة أساسية تتضمن تحديد الأهداف، ووضع الاستراتيجيات، ورسم السياسات، وتحديد الإجراءات والقواعد، ثم إعداد البرامج الزمنية لوضع الأهداف موضع التنفيذ.
2ـ وظيفة التنظيم:
تنطوي هذه الوظيفة على تحديد الأنشطة والمهام المطلوب إنجازها لتحقيق الأهداف السابق تحديدها في وظيفة التخطيط، ثم تقسيم وتجزئة الأداء الفعال لهذه الأنشطة والمهام.
وتتضمن هذه الوظيفة أيضاً تحديد طبيعة العلاقات التنظيمية، وبناء الهيكل التنظيمي الذي يعكس طبيعة الأنشطة والعلاقات التنظيمية بأشكالها المختلفة، وبمستوياتها المتنوعة.
3ـ وظيفة التوجيه:
وتهدف هذه الوظيفة إلى توجيه، وإرشاد، وتحفيز العاملين؛ على نحو يساهم في ضمان تحقيق أفضل النتائج من خلال العمل اليومي المتشابك بين كل من الرؤساء والمرؤوسين في مختلف المستويات الإدارية، ولذلك فهي ترتبط بمهارات الاتصال، والقيادة، والدافعية.
4ـ وظيفة الرقابة:
تهدف هذه الوظيفة إلى التأكد بأن الأداء الفعلي يسير حسب الخطط الموضوعة على نحو يؤكد مدى الاتجاه نحو الهدف، ومن ثم يكمن تصحيح المسار عن طريق اكتشاف الانحرافات، وتحديد مواطن الخلل، والعمل على تلافي أسبابها باتخاذ إجراءات التصحيح المناسبة، ومواجهتها بالأسلوب الملائم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد