العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

التعليم والتعلم في مصر ….

0

كتبته / شيماء يوسف 

   أتعجب ويزيد عجبي وانفعالي وألمي من تدهور الأوضاع يوما بعد يوم في المدارس المصرية وفي دولة بحجم مصر … كنا تلاميذ في الماضي وكانت المدرسة مصدر التعلم عندنا، المدرس كانت له مكانته العالية في مجتمعه ومع تلاميذه .. كنا نخشاه ونحترمه في نفس الوقت .

   إذاً ماذا جرى !!المدرسون الآن يعانون الأمريين من جراء عملهم في هذه المهنة من سوء الوضع الأخلاقي عند معظم الطلاب هذه الأيام وسوء وتدني المستوى التعليمي أيضا. من المسئول؟ الدولة ،الأسرة أم المجتمع بأسره …

   من موقعي هنا أدق ناقوس الخطر للجميع لينتبهوا ، بعد أن انهارت كل مقاييس الخلق، ولكن أتساءل الآن ما الذي جري وتسبب في هذا الانهيار ، عوامل عديدة لا يحتملها المقال، لأنها تحتاج إلي صفحات كتاب كبير، ولكن أذكر منها:

   أولا: ضياع دور الأسرة لمتابعة أولادها أين يذهبون ومع من يتعاملون وخاصة وأشدد ملاحظة تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي وفيه الخطورة كامنة، مضيعة للوقت كبيره وسلاح ذو حدين يستخدمه وبإحكام أعداء الأمة لضربها في الصميم من خلال شبابه وجميع فئاته أيضا فانتبهوا يا ساده …

   ثانيا : الحكومة والمجتمع وجميع المسئولين عن التعليم في مصر … وليعلم الجميع أن الاستثمار في التعليم هو خير استثمار من إنشاء أبنية وأثاث مدرسي لتخفيف كثافة الفصول التي تزيد في بعض المناطق المصرية بشكل يستحيل معه إتمام العملية التعليمية بشكلها الصحيح وتحسين أوضاع المعلمين ،في جميع دول العالم تقريباً راتب المعلم المصري من أقل الرواتب.

   والدولة في عصرنا الحاضر لا تنظر إلي دور المعلم وهو الدور البنَّاء والحضاري في تهذيب أبناء المجتمع، واهتمت الدولة بوزارات أخري لاستقرار الأمن والثبات في الدولة، ونسيت أنَّ ما تنفقه في التسليح والشرطة ممكن أن يصل إلي النصف.

   ذلك إذا حدت بالتعليم إلي وجهته الصحيحة بتطوير التعليم، وزيادة مرتبات المعلم، وإنشاء مكتبات تثقيفية في المدن الجديدة والحدودية ؛ وتثقيف الطلاب بندوات ومحاضرات تبين خطورة الإرهاب، وعمل الندوات التثقيفية لزيادة الوعي وخاصة عند طلاب القبائل في سيناء، وكم نادي من مثقفين مصر بالاهتمام بهذا الدور، ولا أحد من المسئولين يلتفت إلي ذلك.

   ونعود ونلوم المعلم لأنه يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية إذا مع هذا الراتب كيف سيواجه أمور حياته المعيشية وإن كنت استثني من ذلك بعض المدرسين الذين يهتمون فقط بالدروس ويهملون المدرسة ويتخذونها فقط مكان للاتفاق على مواعيد الدروس وفي نفس مواعيد الحصص أحيانا للأسف هؤلاء ساهموا بشكل كبير أيضا في تدهور العملية التعليمية وخلو بعض المدارس من طلابها وهؤلاء يجب أن يتم مواجهتهم وبشدة.

   ثالثا: الاهتمام بالكتاب المدرسي، الذي تنفق عليه الملايين، وأنا أجزم أنه في معظم المواد يترك ولا يفتح ويلجأ التلاميذ إلى الكتب الخارجية والملخصات التي تقوم بعرض المحتوى بشكل أفضل ومتابعة كل وحدة بعدد وافر من الأسئلة والتمارين لذلك يهملون الكتب المدرسية، لذا وجب التنبيه على ضرورة الاهتمام بالكتاب المدرسي وأن يقوم بإعداده صفوة من المتخصصين من حيث المحتوي والإخراج النهائي، وأن يخلو من الحشو وعرض المعلومة بطريقه مبهرة تجذب الطالب وتجعله يتعلق بالكتاب المدرسي ولا يلجأ لغيره وكي لا تكون أموال مهدرة وبدون فائدة.

   رابعا : الاهتمام بالأخلاق والسلوكيات التي نزرعها في التلاميذ والجانب الديني، ولتكن مادة تدرس له من الابتدائي إلى الجامعة مادة السلوك والأخلاق وما يجب فعله ومالا يجب والاهتمام بالتربية الدينية وبحصصها وأن تضاف للمجموع، حيث معظم الطلبة أبسط المعلومات الدينية لا يعرفونها ويقومون بالغش في امتحانات التربية الدنية؛ لأنهم يهتمون بمذاكرة المواد الأخرى التي سيقومون بالامتحان فيها ويتركون التربية الدنية لأنها لا تضاف للمجموع.

   إن الأخلاق تتدهور ويزيد هذا التدهور مع الوقت … إنما الأمم الأخلاق ما بقيت …فإن هم ذهب أخلاقهم ذهبوا .وما نراه من تدهور في المجتمع وفي وسائل الإعلام المختلفة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يضرب مجتمعاتنا ف الصميم . فلنهتم بالأخلاق ثم الأخلاق وندرسها كمادة للتلاميذ وكما قلت سابقاً تدريس التربية الدنية وجعلها مادة تضاف للمجموع …

   خامسا : الاهتمام بالمدارس الحكومية بكل عناصرها إدارة مدارس أبنية أثاث طلاب لأن معظم الأهالي يلجئون للتعليم الخاص وللمدارس الأجنبية لضمان حصول أبنائهم على تعليم جيد، فمن أراد نهضة لأمته فليهتم بالتعليم والأمثلة على ذلك كثيرة لدول كانت في القاع واستعانت بالتعليم فأصبحت في القمة، وكم علمت مصر دول نهضت وأصبحت من النمور الآسيوية، ووقعنا في ثلث الطريق والله المستعان …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد