تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- اختيار الناشطة الإجتماعية / هناء عز الدين علي الشابوري عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار رجل الأعمال / عماد محمود عبد الحسن الحياصات عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء اللاعب محمد صلاح فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن يوم الزينة
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن واجبنا تجاه الأبناء
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ينعي الفنان عادل الفار عضو الإتحاد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ينعي المهندس عاصم أبو فريخة عضو الإتحاد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يعزي النائب اللواء أحمد يحي الجحش في وفاة والده
- اختيار الإعلامية / رشا عبد السلام شحاتة عبد المجيد عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار اللواء / ممدوح السيد محمد أبو النجا عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التقويم فى ضوء المستجدات التربوية
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الرتابة ما إن تخالط الأشياء إلا تئد الجِدة، فتَخلَق سرابيلها بكثرة الرد، وما هذه المناهج التربوية بمنأى عنها، إلا من حمل نفسه على الحب والتفاني في أداء هذه الرسالة التلقينية التعليمية العظيمة؛إذ هما الكفيلان بالإبداع والمهارة، وإذ هما يضخان في سحرها نفسًا منعشًا يدفعان به عجلتها بتؤدة، مراعين هالة المتلقي النفسية والاجتماعية.
يعد التقويم عماد العملية التعليمية، لا يمكن أن يفصل عنها بأية حال، إنه العملية التربوية التي ترمي إلى معرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج، فيتم من خلالها التعرف على نقاط القوة وتعزيزها، ونقاط الضعف ومعالجتها،إن إنجاز مثل هذه المهمة بحاجةٍ إلى إلمامٍ كبير بكل ما يستجد في الميدان التعليمي، سواء كانت هذه المستجدات علمية عملية وأساليب تربوية أو وسائل تكنولوجية،إن إحداث التطوير في عملية التقويم يستلزم متابعة مستمرة، وتجارِبَ عملية من وحي الواقع، يكون ذلك عن طريق ربط الواقع بالعملية التعليمية عمليًّا من كافة النواحي؛إذ قمنا بتوظيف عدة تقنيات اشتملت على التقويم المتنوع من خلال مسرحية شاركت فيها طالبات الصف السابع دورًا وتمثيلًا، صوتًا وصورةً، شرحًا وتقويمًا.
تعريف التقويم:
هو عملية منظمة لجمع البيانات وتحليلها؛ من أجل تحديد درجة تحقيق الأهداف التربوية، واتخاذ القرارات بشأنها في معالجة نقاط الضعف وتوفير النمو السليم المتكامل من خلال إعادة تنظيم البيئة التربوية وإثرائها.
التقويم، والتقييم:
عملية التقويم أعم وأشمل من التقييم؛ فإن كان التقييم هو إعطاء قيمة أو إيجادها، فإن التقويم هو طبيعة هذه القيمة، كما يشتمل التقويم على كل من: القياس والتقييم.
وظائف التقويم:
تتلخص وظائف التقويم في ثلاث عمليات؛ حيث يكون التقويم التشخيصي للمكتسبات التعليمية مقدمات العمليات الثلاث، وهي: التوجيه والإرشاد، التحكم بالتعلم، وإعطاء الشهادة.
أنواع التقويم[1]:
اتفق غالبية علماء التربية على نوعين من التقويم من خلال الحديث عن وظائف العملية التقويمية، هما: التقويم التكويني، والتقويم التقريري.
• التقويم التكويني (المرحلي، البنائي): وهو كما جاء في تعريف دولاند سير، ما يكون في نهاية كل نشاط تعلمي، يكون موضوعه إعلام المتعلم والمعلم عن مستوى التمكن المحصل، كما يساهم في معرفة ما يعاني منه المتعلم من صعوبات أثناء العملية التعليمية، مما يعمل على اكتشاف المتعلم نفسه الإستراتيجية التي تسمح له بالتقدم،وهو جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية بوتيرة مستمرة؛ لأنه يحصل خلال عملية التعليم وحتى ما قبل انتهائها،إن الأخطاء التي تنتج خلال هذه المرحلة عن التقويم التكويني تعد تعلمًا مرنًا دونما النظر إلى نقاط الضعف في الطالب نفسه؛ إذ لا يلام إن أخطأ؛ لأن عملية تصحيح الخطأ آنية لا يعاقب عليه، بل تعطى له الفرصة لتصحيح الخطأ في حينه.
• وظيفة التقويم التكويني: وظيفته الأساسية تكوين معارف وقدرات ومهارات ومواقف المتعلم،وقد عدد جنتن ثلاث وظائف أساسية للتقويم التكويني، وهي[2]:
التثمين: وهو ما يعني توليد المعلم القناعة عند المتعلم أنه قادر وحده على ضبط نشاطه التعلمي من خلال وعي مسارات تفكيره وتصحيحها.
التصحيح: ويشمل التصحيح الذاتي للأخطاء عند المتعلم، وتصحيح الثغرات التعلمية – إن وجدت – وذلك خلال ملاحظة المعلم لها وكشفها خلال العملية التعليمية، ويتم ذلك عبر النشاطات المقومة، النقاشات والحوارات العلمية، وحل التمارين، والاختبارات المصححة.
الضبط: ويتمثل في الضبط الخارجي (من قِبَل المعلم) لإستراتيجيات التعلم لدى المتعلم، والضبط الذاتي (من قبل المتعلم)، حيث لا يتمكن المعلم من إجراء ضبط مباشر استباقي للعمليات القائمة لدى المتعلم ولا الضبط التفاعلي للعمليات خلال قيام المتعلم بالعمل إلا من خلال التأثير غير المباشر في المتعلم بعملية الضبط الذاتي، وبالتالي يكون المعلم قد حفظ معنى العملية التعليمية (ملاءمتها للأهداف)، وقام بتطويرها إلى الأفضل.
• التقويم التقريري (الختامي، النهائي): ويحصل في نهاية عملية التعليم، ويتم فيه قياس النتائج المحصلة من قبل المتعلم وإصدار الحكم عليه بالرجوع إلى هذه النتائج.
وظيفة التقويم التقريري: وظيفته الأساسية الحكم على المتعلم بالرجوع إلى مكتسباته في نهاية العملية التعليمية.
مما سبق نستنتج أن التقويم بمختلف أنواعه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، وما يحققه التقويم التكويني من أهداف تعليمية، فمن الضروري بمكان ذكر أهداف التقويم التكويني في التعليم[3]:
تنمية الثقة المتبادلة بين المعلم والمتعلم.
تعزيز ثقة المتعلم بنفسه وبقدراته.
تعزيز الدافعية الداخلية لدى المتعلم.
تشجيع وجود جو إنساني هدفه الأساس نجاح المتعلمين في أدائهم.
بناءً على ما سبق ذكره يمكن تمثيل دور التقويم التكويني في العملية التعليمية بالنظر إلى الشكل الآتي[4]:
المستجدات التربوية:
للتقويم أدوات غير ثابتة من حيث تجددها وتنوع وسائلها؛ وذلك لارتباطها بالواقع التربوي والبيئة التربوية التي تتغير بوجود التقنيات التكنولوجية المستحدثة.
مستوى الاستيعاب:
يرتبط مستوى استيعاب الطلبة للأهداف التربوية بالفئة العمرية التي ينتمون إليها،وبناءً على ذلك، وجب اختيار نوع التقويم المناسب لكل فئة عمرية، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى تجاوب الطلبة مع الأدوات التقويمية التي يحبونها، ومثل هذه الأدوات: البطاقات الإثرائية، أوراق العمل، المسابقات الصفية التنافسية، الألعاب التربوية، الدراما التعليمية، العروض التمثيلية (ما يعرض من مواقف تمثيلية يليها أسئلة تقويمية، ويكون الطالب على علم بها)، التمارين المحوسبة، الاختبارات بأنواعها الشفوية والتحريرية.
وقد عَنَّ لنا ونحن نحضر درس أنواع الفعل المعتل أن نخرج عن الرتابة إلى الحيوية، وأن يكون المتعلم معلمًا، والمعلم شاهدًا مرشدًا ومشرفًا، نظرًا إلى حساسية الدرس وتشعباته، وأملًا منا أن نرسي قاعدة صلبة لن تخبو في أذهان المتلقين، فكان التمثيل المسرحي هو الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك.
الموقف التمثيلي وأثره على المستوى الاستيعابي لطلبة الصف السابع:
إن ولوج الدراما متمثلة في المقاطع التمثيلية للفئة العمرية التي تتراوح ما بين (12 – 14) عامًا، له الأثر البالغ في نفس الطالب المتعلم،وتبقى عملية مسرحة المنهاج الشغل الشاغل للعاملين في مجال التربية والتعليم وإدارة المناهج؛ للارتقاء بالعملية التعليمية، والعمل على تطويرها والنهوض بها؛ فالدراما هي الوسيلة المثلى لإعادة تأصيل المنهاج الإنساني الذي نبع منه.
مسرحية أنواع الفعل المعتل للصف السابع الأساسي (تجربة عملية):
جاءت فكرة مسرحية أنواع الفعل المعتل من واقع التجربة العملية في ضوء استثمار قدرات الطالبات المختلفة في هذه المرحلة العمرية، باعتبار ميلهن وحبهن الشديد لهذه الموهبة؛ إذ تم اختيار هذا الدرس دون غيره؛ نظرًا لطوله وكثافته بالأنواع المختلفة بعدما مر عليهن دراسة أنواع الفعل الصحيح.
شخوص المسرحية:
اشتملت المسرحية على إحدى عشرة طالبة من نفس الصف، بالإضافة إلى دور المعلمة،حيث وردت الأسماء في المسرحية حقيقية كما هي: سهام جبريل، سارة أبو شريعة، سلمى الخيري، منة سنونو، رؤى شملخ، آلاء الشوا، جمانة قزعاط، وئام كحيل، نغم كحيل، دعاء السويسي، شذى قديح،إن مشاركة هذا العدد في أداء الأدوار التمثيلية لهو مؤشر واضح في مشاركة وصقل مواهب وميول أكبر عدد من الطالبات بمختلف مستوياتهن التحصيلية.
كما أن ذكر الأسماء الحقيقية غير المستعارة يساعد على الانسجام في أداء الأدوار، ويضمن السيرورة الدرامية مع صيرورتها، فيتم التفاعل بين الطالبات الممثلات بعفوية كبيرة بعيدًا عن التكلف والتصنع.
زمان ومكان المسرحية:
تم تنفيذ المسرحية يوم الخميس، الموافق 6 نوفمبر 2014م، في مكتبة المدرسة، حيث حضرت الحصة مجموعة من المعلمات؛ إذ كن في زيارة تبادلية للمعلمة.
مشاهد المسرحية:
إن المشهد المسرحي أو الدرامي في الدرس النحوي لهو خطوة عملاقة ونوعية في ترسيخ قواعده في أذهان الناشئة لا ينفك عن الاستيعاب، بل تزداد وضوحًا لتتربع في مخيلتهم فلا تتآكل بالسنين، ولا يضفي عليها الزمن ثوب النسيان،واللسان العربي الذي احتضن الفكر البشري منذ بدء الخليقة كان أداته الأنسب والأوفى لبيانه، والتواصل مع غيره، فأرسى أسس تعليمه عبر نحوه وصرفه؛ لتجنيبه اللحن، وتبليغ مراد من خاطب وحاضر.
تتكون مسرحية أنواع الفعل المعتل من سبعة مشاهد، متقطعة، حيث كان يتخللها دور المعلمة تمثيلًا وتنسيقًا فربطًا بين المشاهد السابقة بالمشاهد اللاحقة، حيث جاءت المشاهد متسلسلة تسلسلًا شائقًا ومشوقًا؛ فقد اشتملت على مشهدين مسجلين (المشهد الثاني، والخامس)، تم عرضهما على شاشة العرض نظرًا لطبيعتهما التي تقتضي ذلك، وخمسة مشاهد أخرى مباشرة،وقد وردت المشاهد على النحو الآتي:
• المشهد الأول: لقاء بين طالبتين (سهام، سارة)، ويدور بينهما حوار حول الفعل وأحرف العلة،في هذا المشهد نرى طاقة خامة تتفتق من وجدان الطالبتين يمكن صقلها بقواعد الفن المسرحي؛ وذلك باتباع التدريب على الإلقاء حتى نصل إلى أداء مميز ومتفاعل مع الدور والمشهد المسرحي،اشتمل هذا المشهد – وكذلك المشهد السابع – على دور المعلم الصغير وأسلوب التعلم بالأقران،وقد أثري المشهد بالحوار والمناقشة المستمرة إلى أن تحقق الهدف التعليمي.
• المشهد الثاني (مشهد مسجل): تظهر (سلمى) وبيدها لاقط تتلو خبرًا عاجلًا حول الانتشار الصرفي الحاشد الذي قامت به مجموعةٌ من أفعال اللغة العربية المعتلة احتجاجًا على ما أصابها من وصبٍ ونصب،وهو مشهد يمثل صحافية تذيع خبرًا عاجلًا يتعلق بحشد الأفعال المعتلة،إن الفكرة الدرامية آية في الروعة،ومن هنا، نكون قد وظفنا المشهد الصحفي من خلال إذاعة الخبر العاجل عبر شاشة العرض.
• المشهد الثالث: ثلاث طالبات (رؤى، آلاء، جمانة)، يمثِّلْنَ دور الفعل المعتل المثال بنوعيه، الواوي واليائي،فتقوم (رؤى) بتعريف الطالبات بالفعل المعتل المثال أمام الطالبات، وتسألهن أن يأتين بأمثلة مشابهة،فالمشهد يتناول بالتفصيل أنواع الفعل المعتل عن طريق تغطية صحافية ميدانية،فالصحافية التي تغطي الحدث (حدث حشد الأفعال وتجمعهم)، دورها محوري، ركزت الأنظار إلى النوع الأول من الأفعال المعتلة بشقيه الواوي واليائي، وهنا نسجل أن الأداء التمثيلي أدرج في المسرحية المشاهدين (الطالبات)،الطالبات قمن بعدة خطوات، منها الشرح من خلال عرض المشهد التمثيلي، وطرح أسئلة التقويم التكويني عن طريق الحوار والمناقشة، كما استخدمن عبارات تعزيزية، مثل: “أحسنت”، “إجابة صحيحة”، “بارك الله فيك”.
• المشهد الرابع: طالبتان تشرحان الفعل المعتل الأجوف، والناقص، ثم تسألان الطالبات أن يعرفن الفعل مع التمثيل،وقبل بدء كل طالبة بعرض المشهد التمثيلي الخاص بها يتداخل دور المعلمة؛ لتنبيه الطالبات أن المشهد التالي، وهو دور (وئام) في تعريف الفعل المعتل الأجوف، سيكون في طرح مناقشة حول ما تم عرضه من قِبل الطالبة الممثلة؛ لذا طلبت منهن مضاعفة التركيز حتى يكن جاهزات للإجابة على أي سؤال يختص بما ورد في المشهد، مما يعمل على تحفيز الطلبة على التركيز وحب المشاركة في الإجابة عن السؤال والتفكير فيه،وكذلك تفعل المعلمة في المشهد الموالي الخاص بالفعل المعتل الناقص.
• المشهد الخامس (مشهد مسجل): خبر عاجل من مقدمة الأخبار (سلمى)، حيث هي على تواصل مع المراسلة (منة)، وتسألها عن الشجار القائم بين فعلين معتلين، وهما: الفعل المعتل اللفيف المقرون، والفعل المعتل اللفيف المفروق؛ بسبب اختلاف رسمي حول اسميهما،وهنا يدخل عامل الصحافة في المشاهد المفعلة من خلال دور المراسل والمذيع، وهذا ما يعمل على صقل الموهبة عند الطالبة، وبناء شخصيتها، وثقتها بالنفس.
• المشهد السادس: (دعاء، شذى) طالبتان تتشاجران،وسبب شجارهما أحقية اسمهما باللفيف، يتخلل الشجار حوار وبرهان على إثبات نوع الفعل بالتمثيل، وعرض البطاقة الخاصة بكل فعل منهما،والحوار بينهما تدريجي إلى أن ينتهي إلى التفريق بينهما؛ ليأخذ كل واحد منهما اسمه الحق: (لفيف مقرون، ولفيف مفروق)، لقد استخدمت الطالبتان عباراتِ الودِّ والإخاء، مثل: “أنت أخي في الله”، أحبك في الله”، “لن نختلف أبدًا ما دمنا يحب بعضنا بعضا”، ما يجعل هذه الأخلاقيات تؤثر في الطالبة المتعلمة وفي كيفية التعامل مع زميلاتها.
• المشهد السابع والأخير: حوار بين طالبتين (سهام، وسارة)، يبدأ بمهاتفة إحداهما الأخرى عن طريق الجوال، ثم تلتقيان بعد تحديد الموعد للمناقشة والشرح الختامي، ثم تقويم الطالبات،وهنا، كلتا الطالبتين استخدمت وسيلة حديثة للتواصل وتحديد الموعد للالتقاء وتبادل المعلومات هي الجوال،اختتم المشهد بالتقويم التقريري (الختامي)، من خلال غلق الدرس، وتوظيف الخريطة المفاهيمية، ومن ثم الحوار الذي دار بين الطالبات والمناقشة وطرح الأسئلة فيما يخص أنواع الفعل المعتل.
كل مشاهد المسرحية تنوعت بين الثنائية في التمثيل والثلاثية، ما عدا المشهد الثاني فيه (طالبة واحدة)، والمشهد الرابع فيه (طالبتان)، وقد فصل بين المشهدين بوقت قصير،وهنا يجدر بنا القول: إن مشاركة أكثر من طالبة في موقف تمثيلي واحد حققت التعاون بين الطلبة، وتوزيع الأدوار الجيدة مع حفظها، والتدريب عليها واتفاقهن على الحركة والنبرة والإشارة؛ لأداء الدور بطريقة مميزة،أما مشاهد المعلمة فكانت الخط الواصل والرابط ما بين كل المشاهد؛ لضمان التنامي في الدراما التمثيلية.
من أدوار المعلمة:
الدور الأدائي بعد المشهد الأول لربطه بالثاني؛ إذ تقول المعلمة قبل سماعها الخبر العاجل: “إني أسمعهم يقولون: إن هناك خبرًا عاجلًا، يا ترى ماذا يقصدون؟ وما هو الخبر العاجل؟ أريد أن أتابع الأخبار؛ لعلهم يذيعون الخبر العاجل في نشرة الأخبار،سأفتح التلفاز الآن وأرى”،ثم تضغط على جهاز التحكم عن بعد (الريموت)؛ ليأتي دور الطالبة التالي في المشهد الثاني المسجل، والذي يعرض على شاشة العرض بمجرد ضغط المعلمة مفتاح التشغيل،وعليه، فإن أداء المعلمة يقوم على لفت انتباه الطالبات بالتفاعل مع المشهد، وكذلك استخدامها للريموت والنظر إلى شاشة العرض مما يسلب انتباه وتركيز الطالبات وجذب أذهانهن واستقطاب أفهامهن استعدادًا للمشهد التالي،وفي كل مشهد يدخل دور المعلمة في التحكم في توقيف الطالبة عن الدور؛ لأجل التقويم المرحلي، وطرح الأسئلة على الطالبات فيما يخص المشهد الذي تمثله الطالبة، كما يظهر في المشهد الثالث، والرابع.
من فضائل سلوك المتعلم في الدور المسرحي:
أدت الطالبات المواقف التمثيلية مطعمة بأخلاقيات طالبات العلم في عباراتهن، مثل: “تحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)”، “تفضلي”، “الله يزيد فضلك”، “أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه”، ومما أثرى كل مشاهد المسرحية تحدُّثُ الطالبات باللغة العربية الفصيحة.
أدوار المسرحية:
اشتملت أدوار المسرحية على دور الطالبات في أداء المواقف التمثيلية، وكذلك دور المعلمة في تمثيل المشاهد الرابطة بين مشاهد المسرحية السابقة باللاحقة، كذلك قامت المعلمة بتقويم كل من: مدى تفاعل الطالبات مع الموقف التمثيلي، ونبرة الصوت وفعاليتها في جذب انتباه الطالبات، لغة الجسد التي تمثلت في حركة اليدين والأصابع وكذلك القدمين، بما في ذلك تقويم الحوار الذي دار بين الطالبة المعلمة والطالبة المتعلمة،كما أن الطالبات اللواتي مثلن الأدوار كن يتحولن من دور الطالب المعلم إلى دور الطالب المتعلم بعد انتهاء الدور أو الموقف التمثيلي،ومن المهم لنا ذكر أن تغير شخوص المواقف التمثيلية كان من الطالب إلى الطالب، ومن ثم من المعلم إلى الطالب، مما يعمل على كسر الروتين وتوصيل التركيز، فلا يمل الطالب المتعلم، بل يزداد شغفًا في تركيز أكثر وأدق وأقرب.
الأدوات المستحدثة التي استخدمت في المسرحية:
جوالان، لاقط، بطاقات عدد (7)، السبورة التعليمية، الطباشير الملون، مسطرة (للإشارة على ما يقرأ)، جهاز التحكم عن بعد (الريموت)، جهاز محمول (Laptop)، ذاكرة ذات مساحة حرة (Flash Memory)، شاشة عرض (LCD) لعرض المشهدين الثاني والخامس؛ وذلك لتمثيل المشاهد الصحفية على شاشات العرض، وتعد هذه من الوسائل المستجدة والمتوفرة كذلك،كما كانت المعلمة توظف دور السبورة بعد انتهاء كل مشهد من المشاهد بغرض تدوين المعلومة وتثبيتها في أفهام الطالبات، مما كون لديها في نهاية الحصة الدراسية خريطة مفاهيمية استند إليها المشهد الأخير.
التقويم في المسرحية:
يمكننا هنا أن نقسم التقويم من خلال عرض مشاهد المسرحية إلى نوعين: التقويم الأصغر والتقويم الأكبر،ونقصد بالتقويم الأصغر: تقويم الطالبة للطالبة من خلال التقويم المرحلي أثناء عرض المشهد،أما التقويم الأكبر: فنقصد به تقويم المعلم للطالب خلال العملية التعليمية في الغرفة الصفية، وهو التقويم التكويني لكل مشهد من مشاهد المسرحية، وكان التقويم المرحلي عبارة عن: مناقشات، حوارات، أسئلة من قبل الطالب المعلم، والمعلم نفسه.
كما نتج عن أداء مشاهد المسرحية أساليب أخرى للتعليم، مثل: التعلم بالأقران، وظهر في المشهد الأول والسابع الأخير، وكل دور أدته الطالبات دخل في إطار المعلم الصغير فيما كان دور المعلمة يقتصر حينها على تقويم المعلم الصغير في أدائه الدور التمثيلي، مثل: أداء الحركة والصوت، والنبرة، والإشارات، اللغة وسلامة نطقها.
بعد تقويم مسرحية أنواع الفعل المعتل يمكننا أن نستخلص النقاط الآتية:
• إن اعتدنا أن يكون الدرس تلقينًا، فإن مسرحية الفعل المعتل كانت تعليمًا وتلقينًا، بمعنى أنها لم تكن في اتجاه واحد؛ إذ أشركنا المتلقي في عرض الدرس (شرحًا وتحليلًا)، وكان ذلك عنصرًا ضروريًّا أمام التعليم.
• تبلورت التقنية الأولى للسينما خلال المسرحية، وهي: الصوت والصورة،الصوت حيث الحوار والسرد، والصورة حيث الحركة وتوزيع الأدوار.
• محاكاة الذهن؛ حيث تحل البدائل إن حل النسيان، فمثلًا: إن نسينا اسم (رؤى) تذكرنا الفعل المعتل المثال بنوعيه (الدور الذي قامت به)،وهذه الحركة تمثل صورة تختزن في ذهن الطالبات عندما تكون درجة الاستيعاب عالية جدًّا.
• تدخل المسرحية من باب تيسير النحو العربي على الطالبات؛ حيث تحقق الإقبال الذهني والتركيز العالي؛إذ إن الطالبات في هذا العمر يملن إلى اللعب أكثر من الجد، وإلى التنافس على أداء الأدوار وحفظها وتأديتها صحيحة لا خطأ فيها.
• وضعت المعلمة شرطًا للمشاركة في المسرحية، وهو: الأداء الاحترافي للدور الذي سيمكن الطالبة من المشاركة والحصول على درجات إضافية،مما حرك روح المنافسة وتحقيق الإتقان في أداء الدور وحفظه في مدة قصيرة جدًّا.
• غالبية الأدوار اشتملت على التقويم التكويني (المرحلي) من قبل الطالبات، مما أوجد نشاطًا فاعلًا وتنافسًا في الإجابة على الأسئلة المطروحة.
• تلخص دور المعلمة في الإشراف العام على الحصة الدراسية، وتقويم الأداء نظريًّا وتطبيقيًّا.
• كانت الأدوار بشكل تدويري بين الطالبات؛ مما أدى إلى التحضير المسبق في البيت، كالممثل المحترف الذي تيقن من دوره، فقام بحفظه عن ظهر قلب؛ رغبة في أداء مميز له أمام أقرانه،مما ساهم في مضاعفة مجهود الطالبات في البيت تحضيرًا وحفظًا، وفي المدرسة تطبيقًا عمليًّا وأداءً مميزًا.
• إن تقويم المعلمة بتغير نبرات الصوت، ومستوى ارتفاعه وانخفاضه يساهم في وصل خط الذهن والفكر بين المعلم والطالب، وعدم ترك فرصة يغيب فيها فكر الطالب المتعلم عن معلومات الدرس، مما يعمل على تحقيق الأهداف التعليمية للدرس في أقصر وقت ممكن لتنفيذها.
________________________________________
[1] تقويم التعلم، هاشم عواضه، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط1، 2010م، ص: 149 و150 بتصرف.
[2] تقويم التعلم: 153 بتصرف.
[3] تقويم التعلم: 157 بتصرف.
[4] ينظر: تقويم التعلم: 152.