بغداد – والرياض انمودج النسيج العربي
باسل الكاظمي : الكاتب والمحلل السياسي
من يقرأ التأريخ جيدا يعرف لايوجد شعب يحب العراق والعراقيين أكثر شعب المملكة العربية السعودية والعراقيون يبادلونهم ذات الحب والاحترام على الرغم من ان الانظمة التي حكمتهم منذ عشرينات القرن المنصرم كان القاسم المشترك بينها هو معاداة المملكة غالبا ، لكن السعودية لم تدر ظهرها للعراق يوما وحتى بعد عام 2003 كانت أكبر الداعمين لإعادة بناء الدولة .
لكن الحكومات المتراكمة التي كانت تتعامل في المزاجيات والاجندات الخارجية سببت التقاطعات وفي عام 2014 وبعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على ثلث جغرافية العراق ، رمت السعودية بكل ثقلها الدولي من اجل انقاذه ، وحشدت العالم لمساعدته.
ولولا نداء الرياض ومكانتها الدولية المرموقة لما كانت هناك استجابة سريعة من الولايات المتحدة للوقوف صف واحد مع القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي للقضاء على داعش التي كانت على تخوم العاصمة بغداد.
وبعد القضاء على داعش ، استخدمت السعودية سمعتها الدولية مرة أخرى من اجل حشد العالم لمساعدة العراق في إعادة الإعمار ، فمؤتمر الكويت ما كان ليكون لولا موافقة ودعم الرياض له ، هذا في وقت لم تتوقف الأجندات الخارجية عن ابتعاد العراق عن حاضنة الدول العربية.
لكن السعودية تدرك ان الصف العربي ومساعدته في وقف حالة التشظي والاحتراب الطائفي فيه من خلال تكثيف التواجد العربي داخله .
الدعم السعودي للعراق هو الذي جلب دعم الوطن العربي والعالم له ، واذا كان بعض من يحكمون في العراق اليوم لايهتمون لمصلحة العراق والشعب.
عليهم ان يلتفتوا الى مصالحهم لأن جميع المؤشرات والمعطيات تشير ان خسارة المملكة العربية السعودية ستعني خسارة الدعم الدولي إلى العراق وهو ما يعرض العراق الى مخاطر حقيقية.
ويعرض مصالح السياسيين وسلطتهم الى مخاطر أكبر . الشعب العراقي هو شعب شديد الأعتزاز بعروبته وهو لم يقبل سابقا ولن يقبل مستقبلا بان تكون بلاده حديقة خلفية إلى اي دولة.
ولن يسمح لاي دولة تحاول إيذاء اشقاءه العرب ، وعلى من يحكم العراق اليوم ان يقرأ التأريخ جيدا ليعرف ان أول الحركات العروبية تشكلت في النجف.