صراع العلم والدين٢
مقال للكاتب / ياسر عامر
تحدثنا في مقالي السابق ” صراع العلم والدين.. الجزء الأول” عن بعض التساؤلات الخاصة بصراع العلماء ضد رجال الدين والعكس ، وتحدثت عن “العلمانين” بكسر العين والمتدينين بدون العين وهذه التركيبة الغريبة التي لم تكن صدفة ابدا فلا وجه للصدفة في حياتنا.
وكما وعدتكم احبائي المهتمين والقراء وخصوصا من يستطيع ان يقرأ ما بين الاسطر وما تحمله الحروف والجمل من معان مختلفة، فها انا ذا اكمل في مقالي الثاني صراع العلم والدين، ولتركيبة هذه الجملة حكمة خطيرة ومعان كثيرة اوضحها لكم، فقديما هذه الجملة كانت تختلف فكان ما يسمي بصراع الدين والعلم، فكانت الكنيسة الكاثولكيه هي المسيطر بقاساوستها وعقيدتها واعدم علماء بسبب ارائهم ونظريتهم العلمية التي كانت من وجهة نظر الكنيسة تعارضا معها وهدم للعقيدة والدين مما يسمي بالكفر الذي يستوجب القتل ومن اشهرها نظرية كوبرنيكوس وعلماء اخرين حيث كانت الاعتقاد ان الارض هي مصدر الكون والكواكب والنجوم تلف وتدور من حولها اما نظريات المجموعات الشمسية وان الارض هي التي تدور حول الشمس فكانت بمثابة هدم العقيدة وتستوجب القتل لمن اطلقها.
اما في عصرنا الحالي فقد ظهرت ما تسمي سيطرة العلم والمادية في مقابل الروحانيات والايمان … وبدأ العلماء يهاجموا رجال الدين ويتهمونهم بالدجل بل بالكفر والتضليل وهل يتعارض العلم مع الدين؟ الحقيقة وللاسف نعم…. ان المؤمن الحق لا يحتاج كما قلنا لحقائق علمية لتثبت وجود الله او الجنة والنار… فالايمان لا يصح الا بالايمان بالغيبيات فتتحول عين اليقين لحق يقين نري باعيننا فتؤمن قلوبنا ويصبح حق يقين ولكن المؤمن يري حق اليقين دون ان يري بعينه اليقين فقلوب المؤمنين اصدق رؤية من العين…
اما العلم فهو ماديات بحتة لا نشكك في ما رات اعيننا ولكن نرتاب فيما لم تره فعلم الفلك مثلا يبني على النظريات فقط وقليل جدا ما تم اثباته برؤيته بالعين المجردة او بمساعدة اجهزة طبعا… وهناك تصادما ملحوظا جدا بين الاديان السماوية ونظريات علمية هامة فمعتنقي الديانات الثلاث بحسب ترتيب نزولهم اليهوديه والمسيحية والاسلامية لا يؤمنون بنظريات التطور “لداروين” مثلا او “لا مارك” علي نقيض علماء كثر يعتقدون في ان جدنا قرد وامنا غوريلا …. وكل له نظرياته واثبتاته فداروين كتب ادلة” من وجهة نظر العلم” كثيرة جدا عن اعتقاده وايضا لامارك في نظريته ضمور الاعضاء واستطالتها بحكم الاستخدام وله تبريراته واخرون، والمدهش ان هناك علماء ين يحاولون اثبات بعض نظريات العلم بالتفاسير المختلفه للايات وهذا من وجهة نظري تضليل وفتنة وتحريف لمعاني الايات لخدمة نظريات علمية غير مؤكدة ومشكوك في صحتها فلا تثبت ايات القرآن بنظريات علمية .
اضف الي ذلك ان في خلال قرنين الماضيين تطور العلم وظهرت نظريات مختلفة مما يشير ان هناك شيئ حدث وتكشف وظهر من الخفاء الي العلن… ولا تنسي تاثير الاسرائليات على التفاسير والنظريات العلمية، والفكر الماثوني، فاذا استطعنا ايجاد قاسم مشترك بين كثير من العلماء العلمانين وكثير من علماء الدين فهو الكذب الذي قد يكون بهدف اثبات اقوال او نظريات وليس بالكذب تثبت الحقائق…. واذا كان هناك من يوصف بدجالي الدين هناك دجالي العلم ايضا لاغراض لا تخطر على فكر السذج او حسني النية ….. ولا يزال الجدل قائما بين الدينين والعلمانين في موضوعات كانت في وقت ما مسلمات مثل كروية الارض مثلا .. اوانبساطها…. النزول علي سطح القمر نفسه اصبح مثار جدل …. والذين هبطوا الي الارض او صعدوا الي السماء ليست حقيقة مؤكدة بل مثار شك علمي … على النقيض ان المؤمن يؤمن حق يقين بقصة الاسراء والمعراج للرسول محمد” صلي الله عليه وسلم” الي السماء ووصوله لسدرة المنتهي ورؤيته الله جهرة …. ليس بالعلم ولكن بالقرآن لما يؤمن بالقرآن ليس محتاج نظريات علمية تثبت قرآنه… وحتي العلم في محاولاته لاثبات تحريف القرآن او كذبه حاشا لله اثبت العكس ومثالا اكتشاف خريطة تسمي ببوابات النجوم التي يتلاشي فيها الزمن ويمكن المرور خلالها والعودة في الا زمن واشياء خطيرة اخري لن يتم البوح بها … الا اني ساحاول جاهدا بمشيئة الله تعالي في مقال ابين بعضا منها انتظروني في مقالي القادم من الجزء الثالث في سلسلة صراع العلم والدين.