العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع الصحابى سفينه

0

إعداد وتقديم/ محمــــد الدكـــرورى

إن الله سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا وميراثا، فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه وتعالى أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم عز وجل .

وإن من عباد الله تعالى منهم الذين يعرفون النعمة ، ويقرون بها ، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح ، فيضع الله عز وجل فضله ومنته عليهم ، دون من ليس بشاكر ، فإن الله تعالى حكيم ، لا يضع فضله ، عند من ليس له أهل، ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة القلوب وصدق الإيمان، وتلك شهادة عظيمة من رب العباد سبحانه وتعالى.

والصحابى سفينة هو أبو عبد الرحمن، ويقال عنه هو أبو البختري مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبدا لأم سلمة زوج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فأعتقته، وشرطت عليه أن يخدم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فى حياته، وهو اسمه مهران بن فروخ، وهو من مولدي العرب، وأصله من أبناء فارس، وهو سفينة بن مافنة .

والصحابى سفينه هو من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسمه على الأشهر مهران، وأما سفينة فلقب قيل إن النبي عليه الصلاة والسلام أطلقه عليه كما رواه الإمام أحمد بسند حسن، كان يحمل المتاع فألقى الصحابة رضي الله تعالى عنهم متاعهم في ردائه، فكأن الرداء حمل أكثر من المعهود، فقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ” بل أنت سفينة “، كناية على أنه يحمل شيئا غزيرا، فقال سفينة: فلو أنني حُملت حمل بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة لحملتها من قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، هو الذي سماه سفينة، ويقول سفينه عن نفسه رضى الله عنه : كان اسمي قيسا فسماني رسول الله سفينة، قلت: لم سماك سفينة؟ قال: خرج ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال:” ابسط كساءك”، فبسطته، فجعل فيه متاعهم ثم حمله عليَ فقال: “احمل ما أنت إلا سفينة”. فقال: لو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل عليَ.

وعن سفينة عن أم سلمة زوج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وخلف له خيرا منها”. قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله. قالت: ثم عزم الله لي, فقلتها: اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها. قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والصحابى سفينة رضى الله عنه ، قد أدرك زمن عثمان بن عفان، وركب البحر فرمت به ألواح البحر، كان مُتكئا على لوح قارب في البحر فضربتهم الأمواج ورماه البحر إلى أجمة أى يعني غابة، فلما رماه البحر إلى أجمة ضل الطريق فرأى الأسد، فلما أبصر الأسد، والعرب تُسمي الأسد أبا الحارث، فلما رآه سفينة أخذ ينظر إلى الأسد ويقول: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

فطأطأ الأسد رأسه وأقبل على سفينة وحمله على عاتقه وخرج به من الغابة حتى دله على الطريق، ثم رجع قليلا، ثم أقعى على ذنبه، ثم أخذ يهمهم كأنه يودعه، فهذا كما قال العلماء وحش كاسر وسبع مُفترس لما علم أن الذي بين يديه مولى لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تغير طبعه وتغير حاله، فالمؤمنون أولى أن يكونوا أرق قلوبا وعاطفة مع بعضهم البعض في المقام الأول.

وعن سفينة أبي عبد الرحمن: أن رجلا أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاما، فقالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دعونا رسول الله فأكل معنا، فدعوه، فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فرأى القرام (القرام: الستر، كره الزينة والتصنع) قد ضرب به في ناحية البيت، فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه، فانظر ما رجعه، فتبعته فقلت: يا رسول الله، ما ردك؟ فقال: “إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا”.

فما تعلق صحابة رسول الله بالدنيا، وتعاملوا مع الدنيا من منطلق أنها قنطرة للآخرة، ووجودهم فيها من أجل تحصيل الثواب، والوصول إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: خطبنا رسول الله فقال: “ألا إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد حذر الدجال أمته، هو أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر، يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار.

فناره جنة وجنته نار، معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء، لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله، وذلك فتنة، فيقول الدجال: ألست بربكم؟ ألست أحيي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبت، ما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه، فيقول له: صدقت، فيسمعه الناس فيظنون إنما يصدق الدجال وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها فيقول: هذه قرية ذلك الرجل، ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عند عقبة أفيق”

وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ” من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ، وتوفي الصحابى سفينة رضى الله عنه في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد