نسائم الإيمان ومع السيده حوّاء الأنصاريه
إعداد محمـــد الدكـــرورى
الصحابيه حوّاء بنت يزيد بن سنان الأنصارية، وقيل أنها حوّاء بنت يَزيد بن سَكن، وقيل هى حوّاء بنت يزيد بن سنان الأنصاريّة، وقيل: هي حَوَّاء بنت رافع بن امرئ القيس، من بني عبد الأشهل، وهى مدنية، وهى جدّة عمرو بن معاذ الأشهلي، وهى امرأة قيس بن الخطيم، وهو قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد، وهو شاعر من صناديد الجاهلية وأشد رجالها، وقد قُتل أبوه وهو صغير، فقد قتله رجل من الخزرج، فلما بلغ، قتل قاتل أبيه، ونشبت لذلك حروب بين قومه وبين الخزرج، كما قتل أيضا قاتل جده، وقيل أنه كان قيس مقرون الحاجبين، أدعج العينين، أحم الشفتين، براق الثنايا كأن بينهما برقاً.
ويقال أنه ما رأته حليلة رجل قط إلا ذهب عقلها، وله في وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة أشعار كثيرة، وقد أدرك الإسلام وتريث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه، وقد أسلمت زوجته السيد حواء الأنصاريه، وكانت تكتم زوجها قيساً إسلامها، ويقال أنه لما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريشٍ عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإسلام فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يجتنب زوجته حوّاء وأوصاه بها خيرا، وقال له أنها قد أسلمت، ففعل قيس وحفظ وصيِّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.
وكانت أمها هى عَقرب بنت معاذ بن النعمان أخت الصحابى سعد بن معاذ، وكان سعد بن معاذ هو خال حواء، وحواء أخت رافع بن يزيد، وقد شهد بدرًا، وكانت حواء من المبايعات من الأنصار، وأسلمت وهاجرت قبل زوجها قيس بن الخطيم، وروى الواقدي بسنده عن أم عامر الأشهلية تقول: جئت أنا وليلى بنت الخطيم، وحوّاء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعُوراء، فدخلنا عليه، أَي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن متلفّعات بمرُوطنا بين المغرب والعشاء، فقال: “ما حاجتُكُنّ ” فقلنا: جئنا لنبايعك على الإسلام، وحوّاء بنت يزيد بن سنان زوج قيس بن الخطيم، وقد وَلدت له ابنه ثابت بن قيس.
وكان سبب وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، له ما ورد من أنه كان يؤذيها وكان يصدُّها عن الإسلام، ويعبث بها، وهي ساجدة فيقلبها على رأسها، وكان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها فيراها تصلي فيأخذ ثيابَها فيضَعها على رأسها، ويقول لها إنك لتدينين دينًا لا يدرى ما هو؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة يُخبر عن أَمر الأنصار، فأخبر بإسلامها وبما تَلقى من قيس، فلما كان الموسم أتاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال: “ِ إن امرأتك قد أسلمت وإنك تؤذيها، فأحب أنك لا تتعرض لها ” ثم قدم قيس المدينة.
فقال يا حوّاء لقيت صاحبك محمدًا سألني أن أحفظك فيه وأنا والله وافٍ له بما أعطيته فعليك بشأنك، فوالله لا ينالك مني أذى أبدًا، فأظهرت حوّاء ما كانت تخفي من الإسلام فلا يعرض لها قيس، فيكلَّم في ذلك ويقال له: يا أبا يزيد امرأتك تتبع دين محمد، فيقول قيس: قد جعلت لمحمد أن لا أسُوءها وأحفظه فيها، وقيل أن الأنصار اجتمعوا بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثلاث مرات بعقَبة منى، ففي الأولى كانوا قليلًا جدًا، ورجعوا مسلمين يختفون بإسلامهم، فأسلم جماعة من أكرمهم خفية، ثم في السنة الثانية بايعوا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بيعة العقَبة، وهي الأولى، وكانوا اثني عشر رجلًا ورجعوا.
فانتشر الإسلام، وكثر بالمدينة ثم بايعوا البيعة الثانية وهم اثنان وسبعون رجلًا وامرأتان، فكأَن إسلام حوّاء هذه كان بين الأولى والثانية ووصية قيس في الثانية، فقتل قيس بين الثانية والثالثة، وقد روت السيده حواء عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن زيد ابن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حواء، عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال: ” لا تردوا السائل ولو بظلف محرق ” وعن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد، عن جدته حواء، قالت: سمعت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: ” اسفروا بالصبح فإنه أعظم للأجر “