نسائم الإيمان ومع الصحابيه الربيع بنت النضر
إعداد / محمـــد الدكـــــرورى
الربيع بنت النضر بن ضَمضم ن زيد بن حرام بن جُندب بن عامر بن غَنم بن عدي بن النجار، واسمه تيم الله، بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، وهى الصحابية الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية ، ويقال لها أم الربيع بنت البراء، وهى أخت أنس بن النضر، والصحابى أنس بن النضر، هو من شهداء غزوة أحد، وقد توفى الصحابى أنس بن النضر فى عام ثلاثه من الهجره، وهو صحابي من الأنصار من بني عدي بن النجار من الخزرج، ولم يشهد غزوة بدر مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فحزن لذلك وقال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، المشركين، ولئن أشهدني الله عز وجل قتالا ليرين الله ما أصنع، وغزوة بدر وتُسمى أيضا بغزوة بدر الكبرى وبدر القتال ويوم الفرقان، هي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة بين المسلمين بقيادة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقبيلة قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، وتُعد غزوة بدر أولَ معركة من معارك الإسلام الفاصلة، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئر مشهورة تقع بين مكة والمدينة المنورة.
وبدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراض عير لقريشٍ متوجهة من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولا إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريش وخرجت لقتال المسلمين، وكان عدد المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، معهم فَرسان وسبعون جملا، وكان تعداد جيش قريش ألف رجل معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريبا، وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلا.
وقد أُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلا، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار، وقد تمخَضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعة بالنسبة للمسلمين، منها أنهم أصبحوا مهابين في المدينة وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدر جديد للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسّن حال المسلمين المادي والاقتصادي والمعنوي، فشارك أنس بن النضر في غزوة أحد، ولما وجد فرار المسلمين بعد الهزيمة، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ويعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، ويعني قريش، ثم تقدَم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر
وإني أجد ريحها دون أحُد، فوجد بعدها مقتولا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وقد مُثَّل بجثته، فما عرفه أحد إلا أخته الربيع بنت النضر ببنانه، وقد أثنى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على أنس بن النضر يوما حينما كسرت أخته الربيع ثنيَّةَ امرأة، فأمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالقصاص، فقال أنس: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا تُكسر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، : ” إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه”
وقد استشكل إنكار أنس بن النضر كسر سن الربيع مع سماعه من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر بالقصاص ثم قال ” أتكسر سن الربيع ” ؟ ثم أقسم أنها لا تكسر ، وأجيب بأنه أشار بذلك إلى التأكيد على النبي صلى الله عليه وسلم، في طلب الشفاعة إليهم أن يعفوا عنها ، وقيل كان حلفه قبل أن يعلم أن القصاص حتم فظن أنه على التخيير بينه وبين الدية أو العفو ، وقيل لم يرد الإنكار المحض والرد بل قاله توقعا ورجاء من فضل الله أن يلهم الخصوم الرضا حتى يعفوا أو يقبلوا الأرش ، وبهذا جزم الطيبي فقال : لم يقله ردا للحكم بل نفى وقوعه لما كان له عند الله من اللطف به.
في أموره والثقة بفضله أن لا يخيبه فيما حلف به ولا يخيب ظنه فيما أراده بأن يلهمهم العفو ، وقد وقع الأمر على ما أراد، وفيه جواز الحلف فيما يظن وقوعه والثناء على من وقع له ذلك عند أمن الفتنة بذلك عليه ، واستحباب العفو عن القصاص ، والشفاعة في العفو ، وأن الخيرة في القصاص أو الدية للمستحق على المستحق عليه ، وإثبات القصاص بين النساء في الجراحات وفي الأسنان، وفيه الصلح على الدية ، وجريان القصاص في كسر السن ، ومحله فيما إذا أمكن التماثل بأن يكون المكسور مضبوطا فيبرد من سن الجاني ما يقابله بالمبرد مثلا.
وقال أبو داود في السنن : قلت لأحمد كيف؟ فقال : يبرد، ومنهم من حمل الكسر في هذا الحديث على القلع وهو بعيد من هذا السياق، وكانت الربيع بنت النضر هى عمة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم حارثة بن سراقة من شهداء غزوة بدر، وكانت هى هند بنت زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وكان أخوتها هم، مَالك بن النضر بن ضَمضم، وهو والد أنس بن مالك و البراء بن مالك، والصحابى أبو حمزة ، أنس بن مالك النجاري الخزرجي صحابي خدم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد المكثرين لرواية الحديث.
وقد ولد أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار في يثرب قبل الهجرة النبوية بعشر سنين، وهو ينتمي إلى بني النجار أحد بطون قبيلة الخزرج الأزدية خئولة جد النبي الكريم محمد عبد المطلب بن هاشم، فأم عبد المطلب هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر، فيلتقي بذلك نسب أنس بنسب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وقد قُتل أخوها مالك بن النضر أبو أنس في الجاهلية، فتزوجت أمه أم سليم مليكة بنت ملحان النجارية .
وهي أيضا صحابية من أبي طلحة الأنصاري، وأنس أخو الصحابي البراء بن مالك
وكان زوجها هو سُراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غَنم بن عدي بن النجار، وقد أنجبت منه حارثة بن سراقة ، وهو من شهداء غزوة بدر والصحابى حارثة بن سراقة قد توفي فى السنة الثانيه من الهجره، وهو صحابي من بني عدي بن النجار من الخزرج، وقد أسلم حارثة، وآخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين السائب بن عثمان بن مظعون، وشهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،غزوة بدر، وفيها قُتل، وكان أول قتلى الأنصار في المعركة.
وقد قتله حبّان بن العرقة بسهم، وهو يشرب من الحوض، فأصاب حنجرة حارثة فقتله، فجاءت أمه الربيع بنت النضر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا رسول الله، قد عرفت موضع حارثة مني، فإن كان في الجنة صبرت، وإلا رأيت ما أصنع، فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” يا أم حارثة إنها ليست بجنة واحدة، ولكنها جنان كثيرة، وإن حارثة لفي أفضلها ” أو قال قد أصاب الفردوس الأعلى، وقد أسلمت أم حارثة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن مواقف أم حارثة مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
أنه عن أنس أن أم حارثة أتت رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد هلك حارثة يوم بدر أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه وإلا سوف ترى ما أصنع؟ فقال لها: “هبلت أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة وإنه لفي الفردوس الأعلى” وقال: “غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها ويعني الخمار، خير من الدنيا وما فيها” .