حكايات بنات الحلم
حكايات بنات الحلم
بقلم / ابوسليم عبود
كثيره هي تلك الحكايات التي تدور من حولنا ونتاثر به منها ما هو جديد علينا ومنها ما هو متكرر
انما الجديد في تلك الحكايات هم أصحابها فجميعهم بنات منهن من عانت ومن هن من فرحه ومنهن اصبحت حكايتها مضرب الأمثال فهنا وعلي صفحات موقعكم وجريدتكم المحببه وطني نيوز ساسرد لكم بعضاً منها. ارجو ان تنال رضاكم
حكايتنا الأولى لصحبتها ع٠ك
تلك الفتاه التي ولدت لابوين مثلهم مثل كثير من الاباء في كثير من مناطقنا الشعبيه والتي تميل الحياه داخلها الي الحياه الريفيه بكل تقاليدها وعرفها الاب متعلم يعمل بوظيفه حكوميه متوسطه والام متوسطه التعليم ولاتعمل
ولا يهمهم في تلك الحياه سويء تربيه ابناؤهم وتربيتهم والوصول بهم الي محطه النهايه بالنسبه للاباء والامهات وبدايه حياه جديده بالنسبه للاولاد
ولدت صاحبه قصتنا وسط اربعه من الاخوات ثلاثة من الذكور واخت تكبرها باعوام قليله تم زواجها لاول عريس قصد باب دارهم لخطبتها
ام الاولاد فمنهم من وصل في المراحل التعلميه الي مراكز جيده ومنهم من اكتفي بتعليمه المتوسط بالاضافه الى عملهم في بعض المهن التي تدر عليهم دخلا جيده لمعاونة الاب ومساعدته في تجهيز وزواج اخواتهم البنات حتي يتفرغوا لانفسهم ويتزوجوا واحدا تلو الاخر
حاولت ع٠ك ان تقتدي باحدي جاراتها التي التحقت باحدي كليات القمه في احدي الجامعات المصريه حتي اصبحت يشار اليها بالبنان واصبحت ملهمه لكل فتايات المنطقه المنطقه
ظلت ع٠ك تجتهد وتجتهد الي ان وصلت الي المرحله الثانويه واصبحت من الفاتنات لما تتمتع به من جمال اخاذ اختصها الله به ليكون احدي النعم التي تحولت فيما بعد الي نقمه جلبت عليها الكثير من المتاعب
لم تكن تدري بطله قصتنا ان هناك عينا ترصدها وتنتظر اللحظه الحاسمه التي ستفجر في وجهها قنبله ستغير مجري حياتها من النقيض الي النقيض ستتغير حياتها ١٨٠درجه
كانت بطلتنا مجتهده في دراستها الي درجه ان لفتت نظر الجميع وحظيت بتشجيع كل من حولها الي ان جاء ميعاد دخولها الي امتحان نهايه العام في الثانويه العامه ا لقسم
العلمي كانت بطلتنا مصممه علي أن تذهب بحلمها بعيداً الي ابعد مدي ولكن داءما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما تعودنا
ماذا حدث
جاءت اللحظه الحاسمه التي ستفجر معها القنبله في وجه بطلتنا تقدم عمها الي والدها ليطلب يدها الي احد ابناؤه
والذي يعاني من اعاقه في احدي قدميه وعليه يجب ان تتم الخطبه بعد ان تفرغ بطلتنا من اداء امتحاناتها مباشرتا فلاداعي لانتظار النتيجة لانه مهما كانت لن تفيدنا في شيء
ويكفيها ما تم تحصيله من تعليم
ذهب الوالد الي زوجته وابنته يزف اليهم البشري الساره
فرحا مبتهجا سعيدا لان اخاه الذي يفوقه في الارض والاولاد
اختار ابنته لتشاركهم حياتهم وتنعم بخيرهم
واسقط في يدي الزوجه والابنه ذالك الطلب الغريب والعجيب كيف سمح لاخو الزوج ان يطلب هذا الطلب وهو علي علم تام ان الفتاه من جميلات البلده وينتظرها مستقبل جيد ويسعى للارتباط بها احسن الشباب لما تتمتع به من سمعه جيده وحسن الخلق وجمال اخاذ لا نظير له في ماثيلاتها
فكان رد الزوج صادما انه ابن عمها ويستطيع ان ينزلها من علي صهوه الجواد وان هذه الاعاقه لا تعيبه كرجل وان الرجل لايعيبه سوي جيبه وهذا العيب غير موجود لان والده يمتلك الكثير وان التقاليد والعادات تحتم عليه الموافقه وعدم ابداء الرفض وعليه ان يقنع ابته بذالك مهما كلفه ذالك تجنبا وتفادينا لقطيعيه اسريه ونشوب مشاكل لاحصر لها مدي الحياه
لم تنم بطلتنا ليلتها فهي مثقله بالتفكير في الامتحان وتلك الكارثه التي حلت بها والتي لم تكن في الحسبان ماذا عساها ان تفعل ظلت ليلتها تنظر الي السماء مفتوحه العينين لا تدري من امرها شيء ها تغضب والدها وتعصاه ام ترصي بالامر الواقع وتركل كل احلامها التي كانت تعيش فيها
بقدمها من ابن العم صاحب الاعاقه ياه ماذا حدث
كيف اظلمت كل هذا الظلام الدامس مره واحد لم تنم بطلتنا ليلتها لم يغمض لهاجفن الي ان لاح الصباح ودخلت عليها والدتها لتيقظها فوجدتها مرتدية ثيابها مستعده للمغادره
فربتت علي كتفها واحتضنتها مردده بعض الادعيه وقلبها يعتصره الالم علي ماينتظرها بعد ان تفرغ ابتها من اداء امتحناتها اسرعت الابنه متجهه الي باب المنزل للمغادره
ولم تلبث ان وجدت اولي المفاجآت في انتظارها ابن عمها العريس المنتظر ينتظرها خارج المنزل ليقوم بتوصيلها الي المدرسه ولما لا وهو في حكم خطيبها الم تحدث والده الي والدها طالبا يدها فاسقط في يدها للمره الثانيه ماذا عساها ان تفعل ما هذا الكابوس الذي لاح في حياتها عموماً
رفضت بطلتنا وبشده هذه المبادره من العريس المنتظر
متعلله ان زميلاتها في انتظارها وانها اتفقت معهم مسبقاً
وافق العريس المنتظرا بعد تدخل الام والاب واحد الاخوه
والذي هو قريب من اخته وغير راضا عن هذه الزيجه باكملها واصر ان يقوم هو بتوصيل اخته وانتظارها حتي تفرغ من الامتحان
مر اليوم الاول من الامتحان بسلام وعادت بطلتنا واخاه الي منزلهم واثناء العوده دار حديث اخوي بينهم واستمع اليها اخاه بكل ود زتعاطف واتفقا علي الحديث مع الوالد علي رفضهم لتلك الزيجه فهي لديها حلم وتسعي لتحقيقه وهو ان تلتحق باحدي كليات القمه وهي مصممه علي حلمها مهما كلفها حتي حياتها
حل المساء واجتمع الجميع علي العشاء وبادر الابن بالحديث مع اخوته الاكبر منه الي ان تم إقناعهم الا واحد واتفقوا جميعا علي الوقوف بجانب اختهم الصغري وتم فتح الموضوع مع الوالد الذي هاج وماج رافضاً لطلبهم ان يخبر اخاه برفض ابنتهم لابن العم وصار نقاشا حاميا واغرقت دموع الفتاه ملابسها راجيتا متوسله الي والدها ان لا يقتل حلمها ولايحرمها من تحقيقه اخيرا وبعد عناء وافق الاب علي مضض ولكن بشرط ان تكون ابنته من العشر الاوائل حتي تكون عنده حجه مقبولة وقويه للرفض فرحت بطلتنا بل كادت تطير من الفرح ووعدت والدها ان تكون الاولي علي محافظتها وليس علي زميلاتها فقط
وسارت الايام والبنت لم يغمض لها جفن وتم الانتهاء من
الامتحانات في انتظار النتيجه وعاشت ايامها مابين الخوف والانتظار لما ستمنحها الاقدار عسي ان تكون بها رحيمه
علي الجانب الاخر يوجد هناك ابن العم الغاضب والذي يعد نفسه لان يظفر بابنه عمه جميله الجميلات والتي حلم لكل شباب مدينتهم وكيف ظفر بها وهو من اصحاب القدرات الخاصه وأنها فضلته علي الجميع اذا هي مساله شخصيه ونفسية واجتماعية
عموماً جاءت اللحظه المنتظره وظهرت النتيجه وزف اليها اخاه النبأ العظيم بانها الاولي علي المحافظه كما وعدت
كم انت كريم يا الله كم انت رحيم بعبادك كم هي واسعه رحمتك ولطفك بمن لا حيله لهم
طار الجميع من الفرح وانهالت عليهم التهاني والتبريكات بمناسبة حصول ابنتهم علي المركز الاول علي المحافظه
وحينها طمأن الاب ابنته ان يقف بجوارها مهما كلفه ذالك وام يفي بوعده لها كما وفت هي بوعدها
الي ان جاءت اللحظه المنتظره والحاسمه وجاء العم وزوجته واولاده البنين والبنات ليباركوا لاخاهم وزوجته ويتم الاتفاق علي ميعاد الفرح فليس هناك داعي للتأجيل
هنا تعلقت روح بطلتنا وصعدت الي السماء خوفاً من ضغط عمها علي والدها وخشيه ان يضعف والدها لضغوط عمها ويرضخ لطلبه ولكن هدايا السماء لاتنتهي ففي حاله الشد والجذب مابين الرفض والقبول اذ بجرس الهاتف معلننا عن كبري المفاجآت وهي تحديد ميعاد لتكريم الفتاه من قبل رئيس الجمهوريه هي ووالدهها كم كثيره هي عطاياك يا الله
استشاط العم وابناوه غضبا وغيظا وغادر المكان مسرعاً
معلننا عن مقاطعته لاخيه واولاده حتي الممات متهماً اياه
بتفضيله ابنته علي اخيه
وكان القدر رحيما ببطلتنا ان تم اختيارها لمنحه دراسيه خارج البلاد علي نفقه الدوله علي ان تصحبها والدتها او احد اخوتها واختارت اخاها حتي يكون بجانبها
وتم سفرهما وهي الان تدرس بالسنه الثالثه في الجامعه التي تدرس بها والتي حصلت فيها علي المركز الاول طيله السنوات الماضيه
فهي امنت بحلمها وتحملت من اجله وعانت الكثير
هذه دعوه لكل بناتنا ان يكون لديها حلم وتقاتل من اجله
حتي تكون قدوه لغيرها وتكتسب تعاطف الجميع
تلك هي النمازج التي يجب علي بناتنا ان تحتزي بها
والتي يجب علينا ابرازها
اللهم ان كنت قد وفقت فهذا منك
وان كنت قد أخطأت فهذا مني
واغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت