لمن توجه اعلانات رمضان
ياسمين مجدي عبده
في حقيقة الأمر، لا أعرف يا سادة كيف أبدأ مقالي فعلى الرغم من انقضاء شهر رمضان الكريم بحلاوة أيامه، إلا أن إعلانات رمضان لن تنقضي حتى الآن، لكن أوجه ندائي لصناع حملات الدعايا والإعلان التي حاصرتنا من كل جهة وعلى كل الفضائيات المختلفة خلال شهر رمضان الكريم، الذي منها مازال يحاصرنا فكنا نمل منها لأنها تفسد متابعتنا للمسلسلات المفضلة.
فتنقسم تلك الإعلانات إلى قسمين:القسم الأول منها هي حملات دعايا لكل المنتجعات الجديدة سواء هنا والتي يقع أغلبها في ضواحي القاهرة الجديدة منهاما يقع على سواحل البحرين الأبيض والمتوسط فتبرز كم الرفاهية لمن ينعم بها، ويحظى بوحدة من تلك المنتجعات السكنية الباهظة الثمن إذن نحن هنا في مصر معظمنا من الطبقة المتوسطة المطحونة والطبقة الفقيرة التي لا تملك ربع أثمان هذه الوحدات السكنية، فلمن تلك الفئة من الإعلانات يا سادة التي تجعبلنا نكره منازلنا التي تعيش فيها بدلاً
ما نحمد الله على وجود ما يؤوينا من حرارة الصيف وبرد الشتاء لأن هناك من لا يملكوا ما يؤويهم من تلك الظروف القارصة، فلابد أن يتم التنبيه على الفئة المستهدفة من تلك الحملات مثل الإعلاميين الكبار أو كبار الفنانين.
أما النوع الآخر يا سادة الذي يحاصرنا من خلال شاشات التلفاز المختلفة، هو حملات التبرعات التي تجعل معظم الناس يتعاطفوا معها فمعظمها هي مستشفيات أطفال فنحن بطبيعة الحال ضعاف أمام الأطفال خصوصاً المرضى منهم، فالكل يلعب على أساس أننا سنتبرع بلا محالة,فلا محالة من إخراج الزكاة فهي فريضة من الفرائض الخمس التي فرضت عليناوالتي بني عليها الإسلام فنرى يا قارئي كم مستشفى ودارأيتام فنحن في حيرة من أمرنا والمشكلة هنا أن هناك الكثير والكثير ممن مازالوا في قائمة الانتظار ينتظرالتبرعات كي يشفوا من أمراضهم اللعينة التي هاجمتهم وحرمتهم من الاستمتاع بطفولتهم.
فكم من هؤلاء الأسر المتوسطة يشاهدوا تلك الإعلانات وقلبهم يعتصرفهم مكتوفي الأيدي، لأنهم الطبقة التي تجري على لقمة العيش لم تتحصل إلا على ما يسد الاحتياجات الأساسية فقط.
هنا يكون سؤالي الأساسي يا صناع تلك الحملات الإعلانية،لمن توجه تلك الحملات الدعائية؟ هل للمواطن المطحون الذي لا يملك سوى قوت يومه؟فهم لا يملكوا حتى الحصول على ما يأكلوا، و السؤال الثاني لدور العلاج التي تعالج بالمجان فلماذا يكون بالمجان؟لماذا لا يكن هناك بعض الأجور الرمزية من المرضى القادرين على العلاج؟لماذا يقع كله علينا نحن المتبرعين ولا نجد من الأساس ما نفعله أو ما نتبرع به من أجل هؤلاء الغير قادرين؟
أرجوكم يا صناع تلك الحملات أن ترحمونا من تلك الإعلانات التي لا تقدم ولا تؤخر من شيء وتقوموا بتحديد الفئات المستهدفة منها كما تعلمنا في كليات الإعلام.