رسالة الى زينب على البحراني
كتب / عصام أبو شادى
كثيرون يتساءلون من تلك التي تصنف الشعب المصري، والذى مازال يعيش عصر السبعينيات، بنظرته للسعودية وأهلها، وتناست، المقولة الشهيرة، رعاه الشاه حفاة الاقدام يعلون فوق الأرض، والعلو هنا جاء بواسطه المصريين لا غيرهم، ولن نتفوه ليس فقط بزمن السبعينيات من القرن الماضي، لأنه من الواضح أن التاريخ، توقف عندك فقط عند السبعينيات، وكأن السبعينيات هي من كان لنا فيها اليد العليا بالنسبة للسعودية، ولكن كان الأجدر عليكي أن تقرأي التاريخ جيدا، فالتاريخ المصري السعودي أبعد من السبعينيات بكثير، ولن أخوض في ذلك التاريخ إلا بعد أن تقرأيه بعناية، لتعلمي أن بما كتبتيه ليس إلا فقاعة في الهواء بالنسبة للمصريين، بل بالنسبة لبعضهم.
فيا عزيزتي عندما تتكلمين عن المصريين بالرغم من تحليلك الفج، فقد نسيتي شيء مهم للغاية، سواء تجاهلتية عن قصد او دون قصد، ليس المصري هو من يبيع أرضه مقابل المال، أما تيران وصنافير، فهذا شيء من قلب السياسة، لا نعرف مدى أمنه القومي، بالنسبة للسعودية ومصر، فانتي صنفتية بيع وشراء، هذا من وجهه نظرك ووجهه نظر البعض،،أما الآخرين فيصنفونه أمن قومي.
فأما المساعدات التي دفعت لمصر في أزمتها منذ ثورات الربيع العبري الى الأن، ليس الا لحمايتكم، بعد أن اقترب الخطر، فهل نسيتي مسافة السكة، هل نسيتي التحالف على الحوثيين في اليمن، فاذا كنتم تستطيعون الدفاع عن أنفسكم، فلماذا هذا التحالف.
زينب فإذا كنتي تتكلمين عن أن المصري لديه استطاعة أن يبيع وطنه بالمال، فماذا تقولون عن زيارة ترامب للسعودية، وحصوله على المليارات التي بها لو وجهت للدول العربية كافة لجعلتها قوة لا يستهان بها، من يبيع ومن يشترى يا زينب.
لماذا لم تتحدثي عن المليارات التي دفعت لأمريكا منذ وقت قريب، أتعلمي لماذا،،؟ فعندما تعلمين فأرجوا أن تخرجي وتعلني عن سبب دفع كل تلك الاموال المهولة، ولكن أبعدي في اجابتك عن انها مقابل شراء سلاح للسعودية، وتذكري فقط أنها ثمن لحياتكم، والحفاظ على سلطانكم، ولكن فقط نريد التفاصيل.
زينب مصر غير قابلة للمساومة، وتذكري أن المصري لم يترك أرضه وهو في أحلك الظروف.
زينب تذكري أن ملايين المصريين الذين سافروا من أجل لقمة العيش قد استوعبتهم مصر ومعهم أصحاب الأرض الذين كانوا يعيشون معهم، مصر هي قلب العروبة، هي الأم التي تحتضن الجميع، ملايين العراقيين، والليبيين، و السوريين، و اليمنيين، يعيشون على أرضها يعملون وينتجون، ويأكلون من خيراتها، فهل سمعتي في مصر عن مراكز ايواء لهؤلاء الهاربين من أتون الحروب،،؟
فماذا لو طالت تلك الحروب مملكتك،؟ فهل ستدافعين عن مملكتك،،؟
أم ستبحثين عن أول طائرة تهربين فيها تاركة مملكتك،.
أم ستقولين عند هروبك، كما قال أبوطالب، للمملكة رب يحميها.
فكما قالت، فلا يسعني الا الاعتذار عن مضمون ما كتب عن السعودية في هذا المقال بالرغم من أن الشعب المصري يكن كل الخير للشعوب العربية.