المكاسب التي عاد بها السيسي من إفريقيا
الكاتب الصحفى / مدحت مكرم
المكاسب التي عاد بها السيسي من إفريقيا
تناولت صحف إفريقية وصينية نتائج جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، مشيرة إلى أن الزيارة أسفرت عن تعزيز أمن مصر المائى، ودعم التعاون التجارى، وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية، والتنسيق لمكافحة الإرهاب، وإقامة المشروعات المشتركة على نهر النيل، وبحث التعاون فى مشروع تدشين أسطول تجارى بحرى مصرى إفريقى، والاستعداد لزيارة الرئيس إلى الصين سبتمبر المقبل، لاسيما أن الصين تعتبر القاهرة وسيطًا لها فى إفريقيا.
تعزيز أمن مصر المائى والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب وتدشين أسطول تجارى مشترك:
ذكرت صحفية «تشينا دايلى»، الصينية، أن من أهم نتائج زيارة الرئيس هو ضمان أمن مصر المائى، وتعزيز التجارة والاستثمار المتبادلين، وتعزيز التنسيق السياسى والتعاون الاقتصادى مع الدول الإفريقية.
تأتى هذه الجولة وسط آمال مصر فى فتح المزيد من الأسواق الإفريقية للمنتجات المصرية، والمخاوف بشأن حصتها السنوية البالغة ٥٥.٥ مليار متر مكعب من مياه نهر النيل. من جهتها، قالت أمانى الطويل، مدير الوحدة الإفريقية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى القاهرة، فى تصريحات للصحيفة، إن جولة السيسى الإفريقية أسفرت عن التنسيق مع الدول الإفريقية حول قضايا الموارد المائية، والأمن الإقليمى لشرق إفريقيا، ومكافحة الهجمات الإرهابية فى غرب وشرق وجنوب إفريقيا، وتعزيز التبادل التجارى بين مصر والدول الإفريقية.
وأضافت الصحيفة، أن القيادات المصرية السابقة أهملت العلاقات مع الدول الإفريقية خلال العقود القليلة الماضية، لافتة إلى أن النهج المصرى الإفريقى الحالى يظهر وعى قيادة السيسى بأهمية إفريقيا لمصر من حيث الأمن العام، والأمن المائى، وكمصدر لتعزيز الاقتصاد المصرى.
وأشارت إلى أنه من أبرز النتائج بدء التعاون فى أسطول تجارى بحرى مصرى إفريقى، فيما حثت مصر على زيادة الاستثمارات المباشرة فى الدول الإفريقية، وإلزام رجال الأعمال الذين يسعون للحصول على قروض للاستثمار فى إفريقيا لتقديم خدمة اجتماعية إلى جانب مشاريعهم هناك، من بينها بناء مدرسة ومستشفى ومركز تدريب وغيرها.
من جهتها، قالت السفيرة السابقة فى وزارة الخارجية، منى عمر، إن التوصل إلى توافق فى الآراء حول اتفاق عنتيبى من أبرز ما سعى إليه السيسى خلال الجولة، وهو ما يحتاج إلى الكثير من الجهود والمحادثات والاجتماعات. وأضافت الصحيفة أن السوق الإفريقية واسعة ومناسبة لاستضافة الاستثمارات المصرية التى من شأنها دفع التنمية، ومستوى المعيشة إلى الأمام فى الدول الإفريقية وتعزيز الاقتصاد المصرى أيضًا.
مشروع ربط 10 دول إفريقية عبر خط النيل البحرى فى ٢٠٢٤:
حسب التقرير، فإن مصر تقود مشروع ربط ١٠ دول إفريقية عبر خط النيل البحرى وبحلول عام ٢٠٢٤، سوف يربط «ممر مائى» بطول ٤٠٠٠ كم ١٠ دول إفريقية، تمتد بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وهو مشروع تقوده مصر، وسيتم إنشاء خط الملاحة الملاحى على طول نهر النيل للسفن التجارية الصغيرة والمتوسطة لتعزيز التجارة الثنائية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه تم الانتهاء من إعداد تقرير سنوى يسلط الضوء على نتائج المراحل الأولى من دراسات الجدوى، لافتة إلى أن مصر وقعت دراسات جدوى مع مكتب استشارى دولى بلجيكى ألمانى، بقيمة ٦٥٠ ألف دولار بتمويل من بنك التنمية الإفريقى، بعد أن أنهت دراسة جدوى أولية فى مايو ٢٠١٥، بتكلفة ٥٠٠ ألف دولار.
وأكدت أن الحكومة المصرية أطلقت الشراكة الجديدة مع منظمة «نيدباد» الإفريقية، وهى الهيئة الفنية للاتحاد الإفريقى، مع فكرة تعزيز النقل «المتعدد الوسائط» من خلال دمج مرافق النهر، والسكك الحديدية، والنقل البرى، على طول نهر النيل الممر وتطوير قدرات إدارة النهر. وسيشمل تكامل النقل «المتعدد الوسائط» أقسامًا على طول الطريق السريع العابر لإفريقيا كيب تاون، القاهرة، لاجوس، مومباسا، وداكار، نجامينا، جيبوتى، والقاهرة، داكار، وخطوط السكك الحديدية المختلفة، فضلًا عن الموانئ الكبيرة فى الإسكندرية وقناة السويس ومومباسا ودار السلام، إلى موقع الشراكة الجديدة.
وأشارت إلى أن مصر أدرجت عددًا من عناصر المشروع المحتملة، بما فى ذلك دعم التنمية الاقتصادية فى حوض النيل من خلال رفع مستوى التجارة والنقل للبضائع والأشخاص، وبناء خط ملاحى يربط بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط عبر نهر النيل، وإنشاء نهر مراكز التدريب على إدارة الملاحة فى بعض البصمات «استنادًا إلى التجربة المصرية».
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع من بحيرة ألبرت فى أوغندا إلى الخرطوم فى السودان، ومن جامبيلا فى إثيوبيا إلى النيل الأبيض فى جنوب السودان، ومن الخرطوم فى السودان إلى أسوان فى مصر.
وستشمل المرحلة الثانية القسم من بحيرة فيكتوريا إلى بحيرة ألبرت، فى أوغندا، والقسم بين حوض النيل الأزرق فى إثيوبيا والنيل الرئيسى فى السودان.
«إفريقيا بيزنس»:
جولة الرئيس استعدادًا لزيارته إلى الصين:
ذكر موقع «إفريقيا بيزنس» الإفريقى أن جولة السيسى تسبق زيارته للصين، مشيرًا إلى أن بكين تضع القاهرة كوسيط فى القارة الإفريقية، حيث وصلت الاستثمارات الصينية فى القارة الإفريقية إلى ٣.٣ مليار دولار أمريكى موزعة بين قطاعات التعدين، والتصنيع، وتجارة الجملة والتجزئة والبناء، والتأجير، والخدمات التجارية.
ووفقًا للتقرير، فإن مصر بوابة لأسواق إفريقيا وقارات العالم الأخرى، وفى نفس الوقت تسعى الصين لاجتذاب مصر، وبالمقابل فإن القاهرة حريصة بشكل خاص على الاستثمار مع بكين.
ولفتت إلى أن الصين استهدفت مصر لأن قناة السويس هى نقطة حاسمة فى طريق الحرير الذى تسعى إلى إنشائه، فى حين كانت الصين من أكبر ٢٣ مستثمرًا فى مصر بعدما استثمرت ١٠ مليارات دولار فى مصر العام الماضى من خلال صفقات كبيرة، فيما أعلن البنك الصناعى والتجارى الصينى عن نوايا استثمار ما يصل إلى ٣٥ مليار دولار فى مصر، من بينها ٢٠ مليار دولار من المشاريع التى يمولها البنك.
وأعلنت الصين خلال قمة طريق الحرير فى مايو الماضى عن أنها تخطط لاستثمار ما مجموعه ٤٠ مليار دولار، فى مشاريع التنمية فى مصر.