ما هو الجاثوم.. أسبابه والوقاية منه
ما هو الجاثوم أو شلل النوم؟
يتم الحديث عن الجاثوم أو شلل النوم، عندما يستيقظ الإنسان في منتصف الليل، ويرى كل شيء، ويسمع كل شيء، لكنه غير قادر على تحريك أطرافه، أو النطق أو الصراخ، كما لو أنه في جسد ليس جسده، تكون عضلات الجسم مشلولة ما عدا عضلات التنفس والعين. هذا ليس كابوساً. هذه ظاهرة معروفة وتسمى “الجاثوم” أو “شلل النوم”. وهو ظاهرة غير مقلقة.
نسبة الإصابة بالجاثوم
تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يمرّ 1 من كل 3 أشخاص تقريباً، بنوبة الجاثوم لمرة واحدة على الأقل في حياته. وأن من 20 – 30% من الناس عانوا أو سيعانون من شكل خفيف من الجاثوم أو شلل النوم، مرة أو مرتين في حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يصاب ما بين 2 – 4٪ من السكان باضطراب شلل النوم المزمن.
غالباً ما تحصل خلال فترة المراهقة أو بداية البلوغ. تخف هذه الظاهرة وتتراجع مع التقدم بالعمر.
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم الأخرى، ليسوا أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالجاثوم أو شلل النوم.
متى يحدث الجاثوم؟
يحدث الجاثوم أو شلل النوم، أثناء النوم أو على الحدّ الفاصل بين الاستيقاظ والنوم (عند النوم أو الاستيقاظ). عندما يستيقظ الشخص في منتصف مرحلة نوم “حركة العين السريعة” (rapid eye movement sleep).
أما مدّة استمرار عارض الجاثوم، فجميع الأخصائيين يجمعون على أن العارض يستمر من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
الجاثوم ظاهرة عالمية وقديمة
يتجاوز الجاثوم أو شلل النوم الثقافات والعصور. فهو موجود في جميع أنحاء العالم، في الغرب كما في الشرق.
منذ القدم أثارت هذه الظاهرة فضول العديد من الكتاب والرسامين والفنانين، جسدوا هذه الظاهرة في الكثير من اعمالهم الفنية والروائية.
الجاثوم علمياً
يفضل رئيس مركز طب النوم، في عيادة أرغوناي الفرنسية الدكتور برتراند دو لا جيكلي (Bertrand De La Giclais)، أن يتحدث عن “شلل اليقظة وليس شلل النوم”.
من الممكن أن يحدث عارض الجاثوم عند النوم، أو إذا استيقظ الشخص أثناء مرحلة نوم “حركة العين السريعة” (rapid eye movement sleep)، وهي المرحلة التي نحلم بها. خلال هذه المرحلة، يكون نشاط الدماغ مكثفاً، ولكن الاتصال بين الدماغ والعضلات ينقطع. ويحدث هذا الإنقطاع لسبب وجيه، وهو منع الشخص من الاستجابة الجسدية مع مجريات الحلم وبالتالي منعه من إيذاء نفسه أثناء رؤيته للحلم.
عندما يستيقظ الشخص في منتصف مرحلة نوم “حركة العين السريعة”، قد تكون هناك فترة قصيرة من نقص التوتر العضلي، بينما يكون الدماغ مستيقظاً تماماً. ومن هنا يأتي الانطباع بأن الشخص مشلول. يكون وقت العارض قصير، من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
بالرغم من أن حالة الجاثوم مزعجة، إلا أنها ليست خطيرة. فالأشخاص الذين يعانون من شلل النوم، ينتهي بهم الأمر دائماً إلى استعادة السيطرة الكاملة على أجسامهم. لذلك لا داعي للذعر، فهي ليست علامة على وجود مرض أو مشكلة أساسية. ولكن إذا تكررت هذه الظاهرة، فهي تؤدي إلى مرض غير معروف كثيراً، وهو “الخدار” أو “التغفيق” أو النوم القهري، وهو اضطراب عصبي مزمن، يؤثر على الجزء الذي ينظم النوم في الدماغ، فتنتج عنه اضطرابات النوم المزمنة، ويعاني المريض من النعاس المفرط والقهري أثناء النهار، ونوبات مفاجئة من النوم في اوقات غير مناسبة ابداً، خلال قيادة السيارة مثلاً.
يقول الدكتور دو لا جيكلي، إن “نحو ثلث مرضى الخدار يعانون بشكل متكرر من شلل النوم، ومن الممكن أن يعاني هؤلاء من هلوسة بصرية أو سمعية عند النوم”.
أعراض وشكل الجاثوم
أثناء عارض شلل النوم، يشعر الشخص بأنه مستيقظ فيحاول النهوض، لكن من دون جدوى (كما لو كان يعيش في أحلام اليقظة). من المستحيل عليه تحريك أطرافه، كأنه مشلول. يمكن أن يضاف إلى هذا الشعور بالاختناق.
تشير بعض الشهادات لمن مرّ بهذه التجربة إلى الشعور بوجود تهديد من شخص ما أو شخصية مرعبة خيالية، إلى جانبهم. وذلك لأن الجاثوم يكون مصحوباً أحياناً بهلوسات بصرية وسمعية وحسيّة وحركية.
تقول الطبيبة النفسية وأخصائية النوم سيلفي رويانت-بارولا، إنه أثناء نوبة شلل النوم يتنفس الشخص بشكل طبيعي. يعتقد أنه مدرك تماماً لما حوله، لكنه في الحقيقة هو في مرحلة ما بين الحلم والواقع، فـ”تصوره للأشياء غير واقعي، ويعاني من خداع للحواس”. ومن الطبيعي أن يشعر الشخص خلال عارض الجاثوم بالألم وبالخوف وحتى الذعر.