بسم الله الرحمن الرحيم
الاستثمار في العلوم وحوكمة العلوم
زمن القراءة: 4 دقائق
في عصر العلم وتراكم المعلومات، ومع تغير متطلبات المعيشة والسوق، حتما سوف نبحث في القرآن الكريم عن سبيل هدايتنا إلى الربط بين الرزق والعلم لكي نتعلم كيف نقيم معيشتنا بالقرآن الكريم.
فعندما نقرأ في القرآن الكريم، سنجد أن في الطبيات من الرزق آية لقوم يعلمون (لديهم العلم والفقه)، في قول الله سبحانه وتعالى: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.” سورة الأعراف32- في تفسير السعدي: فالقوم الذين يعلمون ينتفعون بما فَصَّلَه الله سبحانه وتعالى من آيات في زينة الله والطيبات من الرزق، ويعلمون أنها من عند اللّه، فيعقلونها ويفهمونها بالتدارس والعلم والبحث فيها، وذلك وهم موقنون أنها على الرغم من وجودها للجميع في الدنيا إلا أنها خالصة بدون شائبة للذين آمنوا.
يتيح العلم وفروعه الذي أعطاها الله العليم سبحانه وتعالى للإنسان معرفة المزيد عن الشيء الذي يستهدفه الإنسان، سواء كان هذا الشيء يرتبط بالعلوم البشرية والاجتماعية أو كان مرتبط بالعلوم الكونية والبيئية.
يشير موقع منظمة اليونسكو إلى أن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار ضروري للتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي. وأقرب مثال على ذلك هو نشاط البحوث والتطوير في شركات تصنيع المنتجات المختلفة الذي يمكنه تعزيز التنمية المستدامة من خلال بناء مجتمعات أكثر خضرة وشمولية عن طريق الأفكار الجديدة التي تطبق العلوم وكذلك تتماشى مع احتياجات الإنسان والبيئة.
ويضيف الموقع أنه لكي يكون الاستثمار في العلوم فعالا، فإن تطوير البنية التحتية ونقل التكنولوجيا والبحث والتطوير في القطاعين العام والخاص بحاجة إلى رعاية وتنظيم من خلال سياسات فعالة، مع تطوير محاور الابتكار في شكل مجمعات وحاضنات للعلوم والتكنولوجيا.
إضافة إلى ذلك فإن الحوكمة في العلوم أحد أهم متطلبات هذا النوع من الاستثمار. حيث تعرف الحوكمة على أنها النشاط التي تقوم به الحكومة بأدوات حركية معينة، وهي أيضا عملية تدعيم مراقبة نشاط المؤسسة ومتابعة مستوى أداء القائمين عليها. ولتطبيق الحوكمة في العلوم، فهي تتم على مستويات تشمل كيفية تصميم تجربة أو تفسير البيانات وإعداد تقاريرها، وتصل إلى المنظمات العلمية التي تدعو لتمويل الأبحاث، إلى تخصيص الموارد الحكومية وغير الحكومية بين المشاريع أو البرامج المختلفة، إلى الممثلين المنتخبين الذين يضعون أولويات الميزانية والبرامج، والمواطنين الذين يمارسون الدعم لنوع معين من البحث أو التكنولوجيا.
ويمثل الإستثمار في العلوم على المستوى الضيق ببساطة، تحديد مشكلة تهم الفرد أو المجتمع ويحتاج علاج لها، ثم البحث عن حل علمي لها بإستخدام العلوم التي يدرسها الفرد والمجموعة بحيث تقدم جانب تطبيقي لهذا العلم. ويكون هذا الحل في صورة منتج أو خدمة أو طريقة لعمل أمر معين أو وظيفة، بحيث يتم تجربته وتطويره وتحسينه المستمر لكي يتلائم مع المتطلبات المتجددة داخل الأسواق، فيكون منتج مفيد حلال يقدم منفعة طيبة للناس بإذن الله تعالى.
بقلم: داليا السيد