فى كثير من الأحيان تتألم و تتمنى من كل شخص تحبه أن يحبك بنفس القدر، وأن يعاملك الجميع كما تعاملهم، ستظل تتألم حتى تنضج، وأن تنضج يعني أن تعي وتتقبل، تعي أنه ليس شرطاً أن يحبك كل شخص بنفس القدر الذي أحببته به، وأن الكلام لا يؤخذ به، وأن العتاب ليس لكل الأشخاص إنما لمن يستحق، وأن الإنسحاب أحياناً يكون أفضل من التشبث بأشخاص لا يشبهونك، وتتقبل أن ليس كل ما تريده يتناسب معك ويتلائم مع حياتك، وأنه من الممكن ألا تكون أنت الشخص المفضل للشخص الذي فضلته على الجميع، وأن الأشياء الجميلة مهما بلغت من الجمال في أعيننا قد تكون حقيقتها غير ذلك، وأن الخذلان قد يأتيك من الأقربين إليك؛ أن تنضج يعني أن تعلم جيداً أن كلّ شيء وارد أن يحدث ممن تحب أنت.
يقولون أن “المرء يمكنه أن ينقذ الآخر فقط بمجرد تواجده ولا شيء آخر سوى ذلك”.. فعلاً! أحياناً بمجرد وجود شخص حوالينا نبدأ نحس أن كل الأمور على ما يرام، حتى ولو كنا نتألم، إلا أن وجوده يجعلنا نتجاوز هذا الألم، ليس شرط يحكي ويطبطب علينا، لا أبداً، فقط قربه منا كفيل بحل جميع الصعوبات.
لا شيء أشد وجعا من أن تشعر بالندم على حالك، على أمور حدثت لم تكن تستحق حدوثها، على ثقتك العمياء بالأشخاص ، على مغفرتك الدائمة لمن أساء إلى روحك ، على تمسكك بمن لم يدركوا يوما قيمتك.
وسلاماً منا ولنا وعلينا نحن الذين غضضنا الطرف عن العيوب نحن الذين أسعدنا البؤساء وقلوبنا تتألم نحن الذين لم ننتقم برغم قدرتنا على ذلك نحن الذين لم نغدر حتى بأولئك الذين غدروا بنا نحن الذين نرحل بصمت مع أننا قادرين على إحداث الضجيج لهذة الحياة.
أوقات الخصام هي إختبار للحب بين البشر، هناك من يخاصمك ويهدم كل ما كان، ومن يزعل منك ويزداد بينكم الود بعد الزعل دون أن تشعر بالخذلان.. حقيقة الحب ومعدنه لا تكشفها إلا المواقف الكبرى التي تعصف بالعلاقة، هي ما تثبت مدى قوتها ومقاومتها لصدمات الحياة.