الدول العربية صديق وشريك حميم للصين في تحقيق النمو والفوز المشترك
الدول العربية صديق وشريك حميم للصين في تحقيق النمو والفوز المشترك
بقلم / فيحاء وانغ
قاد الحزب الشيوعي الصيني متمسكا بالتطلعات الأصلية وواضعا في اعتباره الرسالة، لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية خلال الـ72 سنة الماضية. وفي عام 1978 كان الناتج المحلي الإجمالي للصين 52.6 مليار دولار أمريكي فقط، أما بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي 15.42 تريليون دولار أمريكي في عام 2020، وارتفعت القوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي للصين بشكل ملحوظ، وشهد العالم المعجزة التنموية للصين خلال هذه الفترة.
في عام 2021، ما زال الوضع العالمي يشهد تشابكا وثيقا بين تغيرات عميقة لم يُشهَد لها خلال قرن وجائحة فيروس كورونا، وتواجه البشرية تحديات خطيرة وخيارا صعبا.
إن الصين، باعتبارها أول بلد متضرر من الجائحة، تحت قيادة ثابتة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني برئاسة شي جين بينغ الأمين العام للحزب، واستنادا إلى القوة الوطنية الشاملة المتراكمة خلال الـ72 سنة الماضية بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية وخاصة منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، أطلقت بسرعة حربا شعبية وشاملة وشرسة ضد الوباء، وحققت إنجازات استراتيجية كبرى في المعركة ضد الوباء، الأمر الذي يظهر بشكل شامل الروح الصينية وقوة الصين ومسؤولية الصين.
قدمت الصين، كدولة كبيرة ومسؤولة كل ما في وسعها من المساعدات للمجتمع الدولي، إذ أعلنت الصين تقديم المساعدة النقدية بقيمة 50 ميلون دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية، وأجرى الخبراء الطبيون الصينيون أكثر من 70 مرة من التبادلات المتعلقة بمكافحة الوباء والوقاية منه مع المجتمع الدولي، الأمر الذي يجسد مفهوم الصين للدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
قررت الصين، في مواجهة بيئة دولية متغيرة، أن تفسح المجال كاملا لمزايا سوقها الكبير جدا وإمكانيات طلبها المحلي، من أجل بناء نمط تنموي جديد يتخذ من السوق المحلية دعامة أساسية ويسمح للسوقين المحلية والخارجية بالمساهمة في دعم بعضهما بعضا. إن تنمية الصين هي نتاج عمل الشعب الصيني الجاد وحكمته وشجاعته، كما استفادت الصين من بيئة عالمية سلمية وودية، فضلا عن تعاون دولي متبادل المنفعة ومربح للجميع. وفي الوقت نفسه، لم تنفع تنمية الصين الشعب الصيني فحسب، بل أفادت العالم بأسره.
تعتبر الصين دائما من صانعي السلام على الصعيد العالمي وتضخ باستمرار طاقة إيجابية في تطور الوضع الدولي. كانت الصين دائما مدافعة عن النظام الدولي، وتضيف باستمرار الاستقرار إلى نظام الحوكمة العالمية. وكانت الصين دائما من دعاة العولمة وقدمت مساهمات مهمة في الجهود المبذولة لبناء عالم مفتوح. وكانت الصين دائما مساهما في التنمية العالمية وقدمت باستمرار دفعة قوية للنمو الاقتصادي العالمي. وإن مسار التنمية الذي اختاره 1.4 مليار صيني يلبي تطلعاتهم واتجاه التنمية السلمية، وهو أمر مفيد ليس للصين فحسب، بل للعالم أيضا.
يشهد عالمنا اليوم تغيرات عميقة لم يُشهَد لها خلال قرن، ستواصل الصين التمسك بطريق التنمية السلمية، ستبني شراكات عالمية أكثر اتساعا وتوسع دائرة أصدقائها بشكل مستمر. ستواصل الصين الالتزام بتحقيق التنمية عن طريق تعزيز التعاون. تلتزم الصين دائما بمفهوم الحوكمة العالمية القائم على مبدأ التشاور المكثف والمساهمات المشتركة والمنافع المشتركة، واتباع استراتيجية انفتاح متبادلة النفع ومجزية للجميع ولتحويل رؤية مشتركة إلى واقع. ستواصل الصين الالتزام بالتنمية المتسامحة، وحماية تنوع الحضارات في العالم وتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين نماذج التنمية المختلفة.
تضرب جذور الصداقة بين الصين والدول العربية في أعماق تاريخها. إن الدول العربية شريك مهم للصين في التشارك في بناء الحزام والطريق.
وتزداد التبادلات بمختلف المستويات بين الجانبين ويتطور التعاون في مختلف المجالات بشكل مستقر، ويحافظ الجانبان على التواصل والتنسيق الوثيقين في الشؤون الإقليمية والدولية. ولا سيما أنه يقدم الجانب العربي الدعم للجانب الصيني في القضايا الحيوية، مثلا في القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان، الأمر الذي يعزز الثقة السياسية المتبادلة ويدفع التنمية السليمة والمستقرة لعلاقة الصداقة والتعاون بين الجانبين.
وفي الوقت الحالي، يشهد العالم تفشيا لكوفيد-19، ويضع تحديات بالغة أمام الدول العربية الصديقة.
ومنذ بدء انتشار الفيروس عالميا اتخذت الحكومات العربية بسرعة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المدروسة، والتي حققت النتائج المهمة للتصدي لهذه الجائحة، ونالت بإشادة دولية وأممية واسعة النطاق، فضلا عن الدعم والتأييد من المواطنين والمقيمين فيها، ويعبر الجانب الصيني عن التقدير العالي والدعم الثابت لجهود الدول العربية للتصدي للوباء، واثقا بأن الدول العربية الصديقة حكومة وشعبا ستتغلب بالتأكيد على التحدي الراهن في أسرع وقت ممكن.
وفي الوقت الراهن، تشهد الأوضاع في الشرق الأوسط تغيرات معقدة وعميقة. وتدعم الصين اختيار الدول العربية لطريق التنمية الذي تتناسب مع ظروفها الوطنية، كما تدعم كل جهودها الرامية إلى صيانة الأمن الوطني والوحدة والاستقرار. وإن تنمية التعاون الودي الثنائي في أوجه المجالات لا تفيد الجانبين والشعبين الصديقين فحسب، لكنها تسهم في الحفاظ على السلام الدائم والاستقرار والازدهار في المنطقة، وأنا على يقين بأن مستقبل الصداقة بين الصين والدول العربية سيسير إلى الأفضل بفضل الجهود المشتركة من الجانبين.